(محمد)
بينما تركت سندس في الغرفة بعد الذي حدث شعرت بشيء غريب اجهله فهي المرأة التي أحببت وأصبحت من الصعب ان تكون بين أحضاني
أحيانا لا تشعر بأنك بخير فترتمي بين احضان من احببت لكن يكون من الصعب رفضهم لك فتتمنى الهروب بعيدا!
تتمنى لو ان كل شيء يعود بك كي ترتب تلك الاحداث بطريقة مختلفة. كي تخبر نفسك بأن التي امامك هي ليست الا الشخص الذي احببت ولا مجال لرصد اي احتمالات أخرى.
شعرت بأن شيء كان على وشك ان ينهدم ليس بسبب صدها لي لكن اصبحت الحكاية غريبة, اغرب مما كنت اتخيل خصوصا عندما تتداخل أمور لا نستطيع ان نقوم بحلها فستبقى هي بعيدة وسأبقى احاول لفترة لكن يأتي ذاك الوقت الذي تشعر بأن كل شيء قد هدم.
"الان قد جاء الرحيل وأخذت أسأل كل شيء حولنا ونظرت للصمت الحزين لعلني أجد الجواب ... اترى يعود الطير من بعد أغتراب؟" #فاروق جويدة
بينما كنت جالس أفكر في كل شيء حدث معي في الفترة الاخيرة رن هاتفي. أخذته مجيبا, "هلا فايز."
"هلا يالطيب شحالك؟"
"صراحة زفت."
"شلي صاير؟"
"وين انت؟ خلي نتشاوف احسن؟"
"اوكي بنتقابل في فيلاجيو."
"اوكي مسافة الطريق."
توجهت الى الاعلى كي أرى ان كانت سندس ما زالت نائمة ام لا. فتحت باب الغرفة بهدوء حيث كانت مستلقية على الفراش وهي تحتضن نفسها. كان الهاتف بجانبها وهي مغمضة العينين. ناظرتها لدقائق قليلة قبلت رأسها على مهلي وتوجهت الى غرفة تغيير الثياب.
أرتديت "الدشداشة" وخرجت من هناك بهدوء متوجه الى فيلاجيو. قبل وصولي بعث فايز لي بأنه يجلس في مطعم شيك شاك.
كان يجلس على أحدى الطاولات حتى أشار لي. ذهبت اليه وجلست امامه.
بادر قائلا, "شفي ويهك؟ شلي صاير؟"
اكتفيت بقول اسم, "علا!"
صدم قائلا, "مافهمت! شفيها؟"
"البارحة شفتها بكتارا."
"كيف؟ ليش يعني؟"
"ما اعرف كلشي جان غريب. وصلتني رسالة تكلي لتفوت الى موجود هناك رحت وشفت الحارس مالتها بس جانت وية واحد بس حسيتها تريد تشوفني هالشي!"
"اهي الي طرشت لك الرسالة؟"
"ما اعرف الرقم جان غيرمعرف."
"طيب شفي ويهك معتفس؟"
"شون يعني شبية؟ اكيد وراها شي!"
قال ببساطة, "طيب هدي يبة يعني شلي تبي تسوي."
"فايز دنحجي على علا مايد العلي! نسيت؟"
"يا ريال فكنا. وان كان علا مايد العلي؟ يعني شلي بيتغير؟ ما تقدر تسوي شي!"
قلت بتوتر, "اوكي خلينا نطلب شي سدة للموضوع."
اودت ان انهي هذا الحديث لكن كنت أعلم بأن هناك شيء سوف يحدث. فظهورها المفاجئ جلب لي العديد من التساؤلات مما جعل ما يحدث اكثر سوءا مما تخيلت!(وليد)
لم اكن اصدق بأن كل شيء سوف يحل أو ربما سوف أبدأ بمعرفة ما يدور في هذه القضية المعقدة.
توجهت بدراجتي النارية بسرعة كبيرة الى شركة "اوريدو" لرؤية غياث. عند وصولي الى هناك كان ينتظرني في مكتبه.
اخبرته متحمسا, "ابشر شلي عرفتة؟"
"حياك الله." سحب الكرسي لاجلس بجانبه واخرج ملف على الحاسبة. جلست بجانبه, استرسل, "الحين الي ماني قادر اوصل له أسم صاحب الرقم بس الاتصالات كلها كانت من مشفى عيادة الدوحة."
صرخت قائلا, "وشو؟ شلي قاعد تقولة؟"
"هذا الي قدرت اوصل له."
"متأكد؟"
رفع حاجبه قائلا, "اكيد بس شفيك؟ يعني هذا الي قاعد اشوفة بعد ما تعقبت الرقم."
"خلاص خلاص عطيني الملف وانا بحل الموضوع."
"استاذ وليد شلي قاعد يصير؟"
"محمد يشتغل هنيك."
"منهو محمد؟"
"زوج سندس الي انخطفت بنتها."
"تتقشمر صح؟"
"ياريت."
قال بتسائل, "شلي قاعد تفكر فيه؟"
"مابي اتسرع! يعني بكلم سندس وبشوف."
"وشلي تخبرة فيها؟ ان الاتصالات قاعد توصل من المستشفى الي يشتغل فيها ريلها؟"
"ماني عارف. تهكي بيكون له يد في السالفة؟"
"وشلي بيستفيد منة؟"
"اكيد في شي ورة هالخطف."
"لكن اهي بتكون بنت زوجتة!"
"ماني عارف بكلم نايف وبشوف."
"طيب اي شي تبي كلمني وابشر على هالخشم."
"مشكور يالطيب ما تكصر."
خرجت من هناك وانا في حالة صدمة. بينما كنت اتكئ على دراجتي النارية في الخارج واتصفح الاوراق نظرت الى العنوان الذي اتصل به صاحب الرقم وكانت جميع اتصالاته من مستشفى عيادة الدوحة.
لم أستطع ان أهدء أبدا لذا اتصلت بنايف بسرعة.
"نايف وينك في؟"
"شفيك؟"
"مرني البيت ولة تبي امرك؟ ابي اشوفك ضروري."
"طيب انا الحين امرك."
"ناطرك."
في هذه الاثناء اغلقت الهاتف وتوجهت بسرعة الى المنزل وفي لحظة وصولي رأيت نايف يصل الى هناك أيضا. ترجل من السيارة واتى نحوي. قمت بنزع الخوذة ووضعتها جانبا.
سألني قائلا, "وين كنت؟ انت شسالفتك قبل ساعة كنت عندك!"
"تعال ندش داخل."
توجهنا الى داخل المنزل وبيدي الملف الذي قمت بأخذه من غياث.
"تصفح هذا." ناولته اياه.
"شنو هذا؟" قام بفتحه حتى سألني, "طيب؟"
"الي اتصلوا في سندس من عيادة الدوحة!!!"
"اي شفت ووين المشكلة؟ يعني تقريبا وصلت الي تبي."
"أنت من صجك الحين؟"
سحبت منه الملف وتوجهنا الى غرفة المعيشة جالسين على الاريكة. اجابني قائلا, "اي من صجي. شلي قاعد يصير؟"
"يالخبل هذا المكان الي يشتغل فيه محمد."
"اها الحين عرفت. يعني تقول انه له يد في السالفة؟"
"ماني متأكد. يعني تهكي بيكون هو؟"
"طيب ليش ما تستجوبة؟"
"من صجك؟ وكيف بستجوبة يالخفيف؟"
قال بسخرية, "اي اي نسيت عشانك استقاليت ما تقدر تسوي شي!"
"عنك هاللقافة. الحين شلي بسوي؟"
صمت قليلا حتى قال, "تبي انا استدعي للمخفر؟"
"ليش مين الي ماسك القضية الحين؟"
"ماني عارف بكرة بشوف."
"انت لا تكلم اي حد في الموضوع وخبرني في كل شي."
"طيب."
قمت من مكاني وانا متوجه الى المطبخ, "تبي شي؟"
"لا ولا شي. بقلك انا ابيت اليوم هني ماني راد البيت."
"حياك."
ذهبت الى المطبخ وقمت بصنع القهوة بينما الملف كان ما يزال في يدي وانا مندهش حول ذاك الذي كشف في لحظة.
أردت ان أواجه شيئا يخيفني لاول مرة. تسائلت كثيرا حول ذاك الاهتمام الذي يقربني اليها.
أبتسامتها التي أصبحت في مخيلتي في كل مرة أغمضت عيني ودمعتها التي تأجج تلك المشاعر وتجعلني أسير في طريقا أجهله بعدما ظن جميع من حولي بأنني أبتعدت.
تصرفاتها المجنونة العفوية كبركانا يثور وهي لا تعلم بأنها تقتحمني شيئا فشيئا حتى بات كل شيء اغرب مما اتخيل.
لكن كما لو #جلال الدين الرومي, يردد كلماته في رأسي وهو يقول, "كلما أقتربت أكثر .. أدركت كم أنا بعيد!" لهذا يجعلني هذا الشيء لأقف و أحارب جميع من حولي فقط كي أصل الى مطلبي!
بعد أن انتهت القهوة توجهت الى غرفة المعيشة وانا اتحدث الى نايف, "تهكي لو اتصلت فيها ..." رفعت رأسي واذا به أراه غارق في نومه على الاريكة.
جلبت الغطاء ووضعته عليه ثم توجهت الى غرفة النوم وانا أحتسي القهوة خاصتي. لم أستطع النوم لكن لا أعلم ماذا حدث لي وأنا أمسك هاتفي وأتصل بسندس!
بعد عدة رنات وانا أوشك على أغلاقه اجابتني اخيرا, "الو!"
كان صوتها يبدو كما لو انها نائمة, "هلا سندس. اسف ان صحيتج."
"استاذ وليد؟"
"اي انا وليد. صحيتج؟"
"لا عادي. بس اكو شي؟"
"أسف اني بتصل الحين بس كنت ابي اقابلج بكرة اذا مافي مانع."
"استاذ وليد رجاءا ...."
قبل ان تكمل كلامها قاطعتها قائلا, "بظن اني مسكت الخيط من اولى."
"مفتهمت!"
"بقصد عن خطف دانة."
قالت متحمسة, "عرفتوا منو الخاطف؟"
"بكرة نتكلم بيكون احسن."
"استاذ وليد الله يخليك كلي شنو الي صار؟"
"سندس انا الحين مب ضابط مثل اول عشان جي قاعد اشتغل بروحي ومايمديني اسوي اي شي عشان جي خلينا نتقابل بكرة ونتكلم."
فاجئتني قائلة, "نتشاوف هسة اذا ما عندك مانع؟"
"الحين؟؟؟"
"اووو اسفة منتبهت على الوكت."
"لا عادي ولا يهمج بس اذا تبين ..."
قاطعتني قائلة, "لا خلاص باجر اشوفك. وين تحب نتشاوف؟"
"اذا تبين نتقابل في سوق واقف؟"
"اوكي اشوفك باجر."
"حاسبي على عمرج."
اغلقت الهاتف وأنا أفكر في طريقة تجعلني أحادثها بالشكل الصحيح فقط كي لا تتعقد الامور. ولا أعلم ان كان محمد ذاته له يد في خطف دانة لكن بدى كل شيء مشوش امامي ومما زاد الامر سوء هو أنفصالي عن العمل فلا استطيع فعل شيء في هذه الطريقة!