Part 11

1.4K 55 14
                                    

(نايف)

تركني وليد وذهب مع سندس لذا توجهت الى الغرفة الخاصة في التسجيلات للاستماع حول ما دار بين محمد وعلا.
لا أنكر ذاك الوجع الذي كان يجتاحني حول ضلال الامر لكن شعرت بأن هناك شيء كبير حول جميع ما يحدث.
يتجمد الوجع عندما نبحث عن الحقيقة التي نود الوصول اليها. يتجمد عندما نكون ضائعين في بحر من الحقائق للوصول اليها.
دخلت الى تلك الغرفة التي تجعلني اكشف بعض من تلك الاحاديث التي اقتحمت رأسي لأيام أخيرة.
سحبت الكرسي الذي كان يوجد امام الحاسوب لكن لا أعلم لماذا كنت أشعر بتوتر كبير. ضقت بيدي على الكرسي بقوة للحظات ثم أخذت نفسا عميقا وجلست ببطئ شديد. ربما كان يجب علي انتظار وليد لكن اتخذت قراري بسرعة!
فتحت الملف ووضعت "السماعات" في اذني مستمعا لحديثهم وأنا أراها تتوجه نحوه وخطاها ذات الصوت التي زادت أرتباكي بكعب حذائها الذي انتعلته.
بدأت أستمع لحديثهم وانا ارى ملامح وجههم التي بدت غريبة بعض الشيء. بدت ملامح الصدمة على وجهه ونظرات الحب في عينيها والتساؤل!
أستمعت لذاك الحديث الذي بدأت أجهل سببه وهي تقوم بعتابه حول خطف دانة وانكاره في الامر مما زاد الامر غرابة الذي تحوط بكثير من علامات السؤال عن ذاك الماضي الغامض الذي لم يتجرء اي منهم الحديث عنه!
بعد أن أنتهيت من ذاك الصراع الذي دار فيما بينهم والذي دار في داخلي رن هاتفي متصلا وليد بي.
أنقطعت سلسلة أفكاري في تلك الاثناء, "هلا وليد."
"تمرني؟"
"اي الحين يايك مسافة الطريج."
"في شي؟"
"نتحجة وحنا رادين."
"اوكي ناطرك باين السالفة جايدة."
"لا تحاتي مافي شي بس كنت اسمع التسجيل حك محمد وعلا."
"فهمت. ناطرك."
خرجت من هناك متوجه الى السيارة خاصتي وحتى بدأت بالقيادة وانا اقود الى منزل سندس لم أستطع ان اذهب صورة علا من رأسي وهي جالسة امام محمد. حاولت أن أبعث تلك الافكار بعيدا لانها لم تجعلني الا في متاهة اكبر وتشتتني عن وصولي الى ما اوده وكشف تلك الحقيقة لذا قمت بفتح "الراديو" واذا بعبدالمجيد عبدالله يطرب بصوته مما زاد بتبعثري اكثر.
تنفيني خارج عالمك وانت في قلبي مسكنك
آقف على حدودك ولا تسمح باني اوصلك
ليه دايم تختبر فيني غلاك
كل ذنبي اني حبيتك. معاك لو مكاني انت تقبل ؟؟ كيف تسال؟؟
ليه دايم احتاج اسالك وش فيك ش اللي زعلك
ليه دايم ردودك تكون نظره بمعنى اش دخلك
وش دخلك ؟
أنتهى #عبدالمجيد بصوته الرائع وكنت أنا اقف امام باب المنزل الخاص بسندس لكن ترجلت من السيارة واتصلت بوليد.
"هلا يالعشير. انت هني؟"
"اي انا عند الباب. بس لو نتكلم مع سندس بيكون احسن."
"شحقة؟"
"يعني ابي اسمعها شوي واهي بالاخير لازم تسمع الي دار بينهم يمكن تساعدنا."
"اوكي الحين ياي افج الباب."
أغلقت الهاتف وكنت انتظر وليد ليفتح لي الباب. أخذه بعض الشيء حتى اتى أخيرا. عندما فتح الباب كان يبدو على وجهه ملامح غريبة بعض الشيء.
"شفيك؟"
"مافيني بس سندس شوي تعبانة."
"تبي اتكلم معاها وقت ثاني؟"
"اهي تبي تتكلم معاك."
دخلنا الى الداخل حيث كانت سندس جالسة في غرفة الاستقبال. نظرت لي مبتسمة بتعب حيث بدى على وجهها التعب.
أخبرتها وانا اجلس امامها على الاريكة, "اسف بس خبرني وليد انج تبين نتحجة."
جلس وليد بقربها في الوقت الذي قالت هي مجيبة, "اي صحيح اني كلت لوليد اريد اعرف شنو الي صار."
كان صوتها متعب جدا وكان ينظر لها وليد وانا اراه لاول مرة ينظر لامرأة في هذه الطريقة. كانت نظراته ممزوجة بين الغضب والحب. نظرات لا يستطيع اي رجل ان ينظر لاي امرأة فلم تكن نظرات شهوة وليست نظرات اعجاب انما ذاك الحب المجنون.
بادر وليد حيث وجه ناظره لي, "شلي سمعتة خبرني!"
"بصراحة ما فهمت وايد بس باين في شي صار في الماضي."
قالت سندس, "شون يعني؟"
"علا خبرتة ان كان بيسوي لعبة نفس الماضي او جي. لكن اهو اتهمها بالخطف."
أخذت نفسا عميقا حتى قالت بنبرة غضب محاولة السيطرة عليها, "شنو اضاهر ديلعبون اللعبة وياية؟" ناظرت وليد قائلة بذات النبرة, "وليد شنو الي ديصير؟"
وجه وليد الكلام لي, "نايف شلي شايفة انت؟"
"ماني عارف في ماضي مأثر على السالفة وايد."
"وشلي تقترح بنسوي؟"
لم اكن اعلم ماهي الخطوة القادمة فرأسي كان مشوش جدا حول جميع ما يحدث. ناظرني وليد بحذر حتى بادر قائلا, "انا بقترح نفتش دار محمد الي في المشفى."
"الي تشوفة يالعشير."
قال لسندس, "لا تحاتين خبرتج بنكشف كل شي."
لم تقل شيء غير انها اجابته بدمعة ساقطة. قام وليد من مكانه محدثها, "اوكي الحين حنا بنسير وبتصل فيج عشان اطمن."
قامت هي في اللحظة التي وقفت انا بعد ان استمعت لكلام وليد وهو يخبرها بالذهاب.
اجابته قائلة, "انتظر اتصالك."
خرجنا انا ووليد الى الخارج ولم انطق بكلمة.
يقتحمك الوجع وأنت لا تعلم لماذا وكيف. لا تعلم لماذا تتوجع لأولئك لكن تشعر به في كل الاحوال ولا تستطيع الافصاح عنه.
تصمت لانك تشعر بأنك خدعت منهم وتتمركز في رأسك افكار محورها هم فقط.
يكون غريبا جدا الحديث عنهم ويكون اغرب الصمت حول امرهم.
لكن كان علي ربما اتباع ما قاله #جلال الدين الرومي وهو يضع تلك القواعد الاربعون عن العشق فقد قال, "لا تحاول ان تقاوم التغييرات التي تعترض سبيلك, بل دع الحياة تعيش فيك. ولا تقلق اذا قلبت حياتك رأسا على عقب. فكيف يمكنك ان تعرف ان الجانب الذي اعتدت عليه افضل من الجانب الذي سيأتي؟" ربما كان يجب علي الانتظار لكشف الحقائق ومعرفة اي جانب هو الصائب!

رواية خدعة المظاهرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن