(سندس)
فوجئت بعد الذي حدث لذا خرجت من هناك بسرعة وتركت وليد مع مديره بذاك النقاش الحاد الذي أجهله.
خرجت بخطى متسارعة حتى بدأت التقط انفاسي بصعوبة وانا في الخارج. جلست بالقرب حيث كانت توجد "مسطبة" هناك, بينما كنت أشعر بأنني في ضياع وشعرت بدموعي تتساقط على وجنتاي سمعت صوت يحادثني.
"ليش قاعدة هني؟"
رفعت رأسي ورأيت وليد يقف أمامي. لم أكن اعلم ما كان يجب علي قوله. استرسل, "قاعد اكلمج!"
أجبته متلعثمة, "اني .. اسفة على .. الي صار."
أبعد ناظره مجيبا, "لا تحاتين كان ودي يصير هالشي من اول."
لم اعلم حينها ما كان يجب علي قوله لذا اكتفيت بالصمت وعيناي غارقة في الدموع. فاجئني قائلا, "عندج شي؟"
ناظرته وانا مشوشة حول سؤاله, استرسل, "يعني بنروح كافي عشان نتكلم."
أجبته بتعب, "ماعندي شي بس انتظر."
أبتسم بعفوية قائلا, "عيل خلينا نمشي من هني."
قمت من مكاني وذهبت معه الى كافي كان يوجد بقرب المخفر. جلسنا هناك وقد طلب لنا القهوة. بينما كنت صامتة هناك لا اعلم لماذا اتيت معه قال لي, "ليش ماتبيني احل قضيتج؟"
"سمعت انت الحديث الي صار. خايفة يأذوهة وما اعرف شنو الي ديصير وياها هسة."
صمت وهو يناظرني مبادلته تلك النظرات راجية ان يخبرني شيئا يدب في داخلي الامل حتى قال, "طيب انتي ومحمد ماعندكم اعداء؟"
أبتسمت بسخرية قائلة, "اعداء!؟ اكيد لا."
"من متى وانتو هني في قطر؟"
"اني ودانة من سبع سنوات. محمد يمكن اكثر."
"طيب كيف التقيتي في محمد؟"
اعادتني الذكريات الى ذلك اليوم الغريب بجماله. حتى بدأت أسرد له قائلة, "دانة كانت مريضة ورحت للمستشفى. كان هو الطبيب المناوب ووياه صديقة."
قاطعني قائلا, "من هو؟"
"اسمة فايز."
"اي التقيت في بداركم."
"اي هو صديق محمد كلش."
"طيب وشلي صار بعدها؟"
"بقت دانة بالمستشفى وهو كان مسؤول عن حالتها ومن يومها اطورت علاقتنا يعني هو جان يهتم بية وبعدها بدة يزور دانة بالبيت."
قاطعني سائلا, "طيب وابو دانة؟"
"مات بالعراق."
"انا اسف وايد."
اكتفيت بقول, "الله يرحمة."
قال بعدها بسرعة كما لو انه يحاول تغيير الموضوع, "تصدكين عاد اول مرة اشوفج تبتسمين."
تعجبت رافعة حاجبي. أسترسل, "يعني من يوم الي قابلتج فيه للحين وانتي تبجين."
"لو بنتي كانت يمي جان شفتني اضحك!"
تلعثم مجيبا, "انا اسف ما كان قصدي بس ..."
قاطعته قبل ان يكمل, "اني لازم اروح."
قمت من مكاني مودة الرحيل لكنه قال, "انطري ابي اكلمج في موضوع دانة!"
"استاذ وليد كتلك لتدخل رجاءا."
"بس الحين انا خارج الحكومة!"
"مفتهمت!"
ناظرني للحظات حتى قال اخيرا, "ولا شي."
"اوكي عن اذنك وشكرا على الكهوة."
"عليج بالعافية."
توجهت الى الخارج كي اعود الى السيارة خاصتي لكن لا اعلم سبب لقائنا هذا ولماذا جلست احادثه حول علاقتي مع محمد.
تأتيك تلك اللحظات لتهرب من كل شيء, تتحدث بأشياء ليس يجب عليك التحدث بها كنوع من الهلوسة لكنك تفعل في كل الاحوال. تحاول ان تخدع نفسك بأن من حولك ليس الا كابوس سوف يختفي وفي اللحظة التي تغمض عينيك ثم تفتحها لتصادف عالم اجمل بكثير من الذي كنت منخدع به.
يأتيك ذاك الشخص ليخرج الذي اشتقت له في الايام التي مضت كما لو انه يخبرك ما قاله #جلال الدين الرومي, "أنا لم أت لاعطيك شيئا جديدا, لقد أتيت لأخرج جمالا لم تكن تعرف انه موجود فيك!" فقد نسيت من اكون وما تواجد في ذاك الحشا حتى ذكرني به أحدهم ورسم على شفتاي تلك الابتسامة من جديد!
عدت الى المنزل وأنا أحاول أن أستجمع أفكاري. فتشت على هاتفي في حقيبتي لعلني استقبل اتصال من الخاطفين فلم يكن يوجد لدي اي خيارات اخرى غير الانتظار لهم لكني لم اجده. عند وصولي ناديت على محمد واذا به ليس هناك.
جلست في غرفة المعيشة منتظره رجوعه فربما هاتفي يكون معه.