٢٠١٥ اغلقت مجلدها

337 20 46
                                    

أيام مضت ، وذكريات عبرت زنزانة الحياة ، وأبقت شذاها يعطر الارجاء.
عام بدأ وما لبث ان انتهى ، استشعرت بالحزن فيه ، ولا انسى ذكريات الفرح.
فها هو مجلد ٢٠١٥ بقي به بضع صفحات ويغلق نفسه ، ويبقي لنا أمنيات لم تتحقق ، وذكريات حزينة نستشعرها في كل عام .
في اول دقيقة من هذه السنة كنت بين يدا الرحمن اصلي ، فقد احببت ان ابدأها بقراءة القران والصلاة وعبادة الله ، علّها ان تكون بداية خير ، وتتحقق بها الأمنيات التي لم  تتحقق في السنين الماضية .
بدأت عامي الجديد دون امتحانات ولأول مرة في الحياة ، ففي كل عام يكون لدي امتحانات نهائية اما في ٢٠١٥ تحديدا لم ابدأ بأي امتحانات لهذا ادركت انها ستكون مختلفة عن كل السنوات الماضية ، فهذا اول عام لا يكون لدي مدرسة فأنا في السنة الأولى من الجامعة ، كنت انتظر على حفاف كانون مولود جديد ، نسميه احمد ، واكون خالة من جديد ، وهذا ما حصل ، اشرق الكون في الثامن من كانون وأطل احمد ابن اختي على هذه الحياة بابتسامة ابهرت العقول ، وعيون افاقتني من الذبول.
لم يلبث مجيء احمد ان ينهي الفرح ، بل كان الفرح على الابواب وفي ٣٠ كانون كان عرس ابنة خالتي وصديقتي ، وفرحنا فرحا ما بعده فرح ، ليأتي شبح الموت ويكسو فرحنا بلباس الحزن على وفاة مهجة فؤادي جدتي في الواحد والثلاثين من الشهر ذاته ، كان فراقها كفراق الروح من الجسد ، وفراق القوة عن الأسد.
انتهى كانون وبدأ شباط والحزن ما زال في جسدي متربع وعلى قلبي مترعرع ، ولكن ارادتي منعتني من هذا التقصير بحق نفسي ودراستي التي لم أزرها منذ ذاك اليوم المشؤوم، أجل حاولت الرجوع للدراسة والجامعة واكمال روتين ايامي كما كان في السابق ، ولكن دخلت على حياتي فتاة لم اتوقع يوم مصادقتها او حتى التكلم معها اجل اصبحنا كجسدان بروح واحدة ، تعرفت على رماح  وكما القبها بفستئتي وصديقتي وأنتيمتي وكياني الجامعي ، تعلمت منها المقاومة حتى الانتصار ، وان الحياء الزائد هبل ، وان الحياة ماضية اذا انت اردتِ مُضيِّها ، تعلمت منها كيف اتعامل مع المغرورين ، وكيف اكون واثقة من نفسي دون اي غرور، تعلمت منها ان الانثى بحركاتها تستطيع ان تجبر الالاف على ملاحقتها دون ان يشعرون ، وبكلماتها تستطيع ان تهزم اكبر رأس في هذا الكون ، مضينا سويا والى اليوم نحن معا والحمدلله ، آمل ان لا يفرقنا شيء سوى الموت .
كُسِر حاجز الحزن بزفاف صديقتاي وخطوبة الثالثة ومولد الرابعة ، فأمل تزوجت في الواحد والثلاثين من مارس ، وخطبت منار في الرابع من تموز ، لتتزوج لما في الاول من تشرين ، وتلد افنان في الرابع والعشرين من كانون، مضى مارس ، واتى نيسان ويوم مولدي وكبرت معه عام جديد لأصبح في التاسعة عشر من عمري ، ويكبر عقلي اكثر ، وامضي في هذه الحياة بروح اقوى ، ليأتي شبح الموت من جديد يكسر قوتي بوفاة خالي ، ويتصلح هذا الكسر بميلاد اختي ووصول لين الى هذه الدنيا ، شبح الموت بقي يلازمني فبدأت انتفاضة القدس واستشهد خيرة الشبان ، فداء للأقصى ، استشهد ابناء الستة عشر عاما ، الذين لا تزال دموعي تنسكب على اوجاع امهاتهم واهلهم على فراقهم .
حينها وصلت الى ان الحياة ليست سوى محطات للموت والحياة ، ففي هذه السنة توفي عزيزان على قلبي وولد عزيزان اخران على قلبي .
تعلمت في هذا العام ان الحياة تمضي حيث شاءت والحزن والفرح ما هما الا وتران يعزفان على قلوبنا ، وينسجان اناشيد ترتويها عقولنا ، لنشرب مع كل جرعة حزن حبة فرح علّنا نستيقظ من امراض هذا الزمان.
سأغلق ابواب ٢٠١٥ ةاستودع الله امنيات لم تتحقق واشكر الله على امنيات تحققت ، واتمنى من رب العباد ان تكون السنة القادمة سنة نصر، وفرح ،وقوة ، وعزيمة ،وارادة للحياة .
وداعا ٢٠١٥

خواطرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن