خواطر

ابتعد

نبتعد عنهم أحيانا خوفا من فقدانهم ، نبتعد عنهم خوفا من ان نعديهم بمرض الاكتئاب،خوفا من أن نجرحهم ونحن غير واعيين بسبب عصبيتنا ،نبتعد عنهم خوفا من عراكهم والتفوه بكلمات تجرحهم وتبقي اثرها محفور رغم صدى الأيام .

نرحل عنهم يلاحقوننا، نهجرهم يزوروننا ،نتركهم يرجعون لنا ،نحاول عدم ايذائهم ،نحاول أن نمنع أنفسنا من التكلم ،نصمت ليس لأنه ليس لدينا كلام ، نصمت ليس لأننا مخطئون ،فعلى العكس تماما يوجد في قلوبنا بحر كلمات ،وفي جعبتنا الاف اللكمات ،ملايين الجروحات ، ولكن نصمت ،خوفا عليهم وليس منهم.

يسألوننا ما بك ؟ يعاودون السؤال هل أحد جرحك ؟ ،يراودون أنفسهم لماذا تبكي ، ومع ذلك تصمت وتبتعد حتى لا تشكي لهم فيظنون أن الكلام موجه لهم ،حتى لا تغضب بوجههم فتزيد الطين بلة وتصبح المشاكل أكثر تعقيدا ، لذلك نصمت ونبعد وكما قالت جدتي رحمها الله "ابعد والبد" أي نم وانسى ....  

لذلك اذا كنت انا غاضبا لا تقترب مني ،لانني حينها سأقلب الأخضر واليابس ، سأخرج حامضي وحلوي ، سأعطي لكمات تهديد ،وحروف توعيد ، لذلك اذا ابتعدت لا تقترب مني حتى أنا أقترب .