Part 3

202 12 1
                                    

   جورج .

انطلقت الطلقة من بندقية جورج لكنها لم تصبني أصابت الحائط بجانبي .

صرخت في جورج في غضب : " ماذا تفعل ، هل جننت ؟! "
قال : " آسف ، لكني ظننتك واحداً من هؤلاء المسوخ "
قلت له : " حسناً لا بأس "
قال : " لماذا جئت إلي هنا ؟ ، و ماذا حدث ليدك ؟ "
فحكيت له قصتي كاملة و كان يصرخ مبهوراً أو مرعوباً في بعض أجزاء القصة .
ثم قلت له : " و أنت ، ماذا حدث لك ؟ ، و ما كل هذه الجثث في القبو ؟ "
قال لي : " كنت جالساً في المنزل و كنت أستعد للخروج لشراء بعض لوازم البيت من آرثر . "
و آرثر هو بقال القرية و هو رجل بدين مرح جداً ، أصلع و أسود العينين أحمر الوجه دائماً مما يشعرك أن وجهه قطعة فحم مشتعلة . و هو ثري بحكمه البقال الوحيد في القرية و جميعنا نشتري منه حاجياتنا .
أكمل جورج قائلاً : " بعد هذا بقليل وجدت من يدق علي الباب بعنف شديد . فتحت الباب فقط ليقفز علي مسخ ما .
صعقت من المفاجأة في البداية ثم استطعت إبعاده ثم قمت و أحضرت بندقيتي بسرعة و ضربته كنت مرعوباً بشدة و قلبي يدق بعنف شديد جداً "
قلت له : " و ماذا حدث بعدها ؟ "
قال : " لم اتمتع بشجاعتك لدرجة الخروج للذهاب إليك هكذا سددت باب المنزل و وقفت لأجد أنهم يتدافعون من القبو ، هكذا وقفت أمام باب القبو أقتل كل من يخرج منه
و لهذا كدت أقتلك ، و من الثابت أنك شجاع لتعبر حقل الذرة ليلاً دون خوف و أنت تعلم بوجود هذه الأشياء فيه . "
حسناً كان جورج محقاً بأنه لا يتمتع بشجاعة فهو آخر شخص يمكن وصفه بالشجاعة فهو أسود الشعر نحيل جداً يرتدي نظارة واسعة تسقط من فوق أنفه دائماً و هو عصبي جداً .
و هو في هذا يختلف عني فأنا بني الشعر و أزرق العينين جسدي قوي و لست نحيلاً مثله فقد تدربت في الجيش لفترة و هذا أعطاني قوة جسدية لا شك فيها .
قلت له : " ما هذا الذي يحدث الآن بالضبط ؟ "
قال : " لا أدري ، أتظنني أعرف ؟ "
قلت : " لا طبعاً لكن هل حدث هذا فجأة ؟ "
قال : " لا أدري ، و حتي البارحة لم يكن هناك أي أخبار عن هذا الأمر فقط كانت هناك أخبار عن حالات تشوه غريبة تملأ مستشفيات واشنطن و نيويورك "
قلت له : " بالمناسبة سمعت في نشرة أخبار هذا الصباح أن هناك مدينة آمنة تدعي (ذا سيف فورت) موجودة بكاليفورنيا ، أتعرفها ؟ "
قال : " لا "
قلت له : " ماذا سنفعل الآن ؟ "
قال لي : " في الواقع لا أدري ، لكن أظن أن علينا البقاء هنا ، و حماية المنزل "
هكذا . ظللنا في المنزل و كان منزل جورج مليئاً بالمعلبات ، لذا فلم نضطر للمغادرة لإحضار الطعام .
كان كل منا يجلس أمام المنزل و يقتل أي وحش يقترب و لحسن الحظ فقد كان جورج يملك العديد من الذخيرة لأنه كان يخاف اللصوص بشدة .
كنا نتبادل مناوبات حراسة أمام المنزل كل 6 ساعات .
ثم جاء يوم بدأت المعلبات تنفذ من عندنا
فقلت لجورج : " أعتقد أن علينا الآن الخروج للقرية لنبحث عن طعام آخر "
قال لي : " و بعد أن نجد طعاماً هل نعود للمنزل و نعيش علي حالنا هذه للأبد ؟! "
قلت : " أنت محق ، أعتقد أن علينا الذهاب لكاليفورنيا و البحث عن هذه المدينة "
قال : " لكن هل سيكون هذا آمناً ؟ "
قلت له : " بالتأكيد لا . لكن لا حل أمامنا سوي هذا "
هكذا اتخذنا قرارنا و أعددت لجورج حقيبة تماثل حقيبتي التي أعددتها قبل دخول حقل الذرة .
ركبنا سيارة جورج بعد أن استعددنا للرحيل ، و قد قررنا أن نتزود بالذخيرة و الطعام من القرية ثم نبدأ رحلتنا

رواية أرض الرعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن