النجاة
استيقظت في اليوم التالي . ثم نظرت حولي إلي الغرفة . و قمت من مكاني و قررت أن أخرج لإكمال البحث عن المدينة
في الواقع كنت مازلت قلقاً من موضوع المدينة هذا حتي الآن بسبب ما قاله جيمس عنها . لنني مع ذلك لم أستطع قطع أملي من أن تكون هذه المدينة هي ملاذي لكنني كنت أفكر في شئ آخر . في هذه الطائرة التي رأيتها . تري من أرسلها . هل هي من وحدات الجيش . أم أنها تابعة للمدينة ؟ . في الواقع لا أدري . لكن لو أنها تابعة للمدينة فمعني هذا أن المدينة حقيقية و ليست كذبة .
بدأت أبعد ما وضعته لسد الباب . و هنا وجدت شخصاً ما يدق بقوة علي الباب . هل هو مسخ ؟ لا أعرف و لن يمكنني أن أعرف سوي بفتح الباب و رؤية ما خلفه . و لو أنه كان مسخاً فربما أصاب لكنه لو كان بشرياً فهذا جيد . لكنني لا أستطيع إطلاق النار . فلو أطلقت عليه رصاصة و اكتشفت أنه إنسان فسأحمل ذنب قتله . ماذا أفعل إذاً ؟ . هكذا أبعدت آخر شئ وضعته لسد الباب . هنا اندفع مسخ ما من وراءه . صرخت و أطلقت النار بسرعة لكن الطلقة أخطئته و أصابت الحائط . فركلته مسرعاً و أطلقت عليه طلقة أخري ، فسقط ميتاً . خرجت بعدها من الغرفة و وجدت غرفة معيشة هذا البيت مليئة بالجثث بها 3 علي الأقل . يبدو أنها جثث العائلة البائسة التي كانت تسكن هنا . من الغريب أنني لم ألحظ هذا أمس علي الإطلاق . يبدو أن الغضب و الخوف تملكاني لدرج أنني لم ألحظ هذه الجثث و أنا أدخل هنا علي الإطلاق لكن . لحظة واحدة . كيف قتل هؤلاء ؟ . حينما جئت كا الباب سليماً . يبدو أن هذه الوحوش قادرة كذلك علي تسلق المباني إذن . و أكد أفكاري هذه رؤيتي لزجاج نافذة مكسور علي الأرض جميل هذا ما ينقصني
خرجت من البيت ثم من البناية ذاتها و بدأت أسير . أتمني لو وجدت إنساناً حياً . هل ماتو كلهم فجأة هكذا هكذا أكملت سيري . حتي وصلت إلي شارع ملئ بالمتاجر . لكنه كان مدمراً و به حرائق صغيرة من الغريب أن هذ الشارع يبدو مألوفاً إلي حد ما . هل يمكن أن أكون رأيته قبلاً ؟ لا أدري . و فجأة وجدت لساناً يلتف حول قدمي و يجذبني بقوة . فسقط علي الأرض أخرجت سكيني من حزامي – كنت أضعها فيه كالقراصنة – و قطعت لسانه بسرعة و قمت من مكاني و أمسكت مسدسي الذي سقط مني و أطلقت عليه النار في منتصف جبهته . فسقط ميتاً . نظرت له . و شعرت أن وجهه مألوف لي إلي حد ما . لحظة واحدة . هذا هو المذيع الذي رأيته في نشرة الأخبار ! . لم يمت إذاً بل تحول و عرفت لماذا بدا لي الشارع مألوفاً . إنه الشارع الذي كان يذيع النشرة منه .
أكملت سيري . في الواقع أنا لا أعرف كيف سأجد المدينة . هل سأجد نفسي فجأة أمام لافتة مكتوب عليها : " مرحباً بكم في (ذا سيف فورت) " مثلاً . لا أدري لكن هذا يبدو إحتمالاً مستحيلاً .
هنا سمعت صوتاً ما إنه يبدو أقرب لصوت موتوسيكل . أجل ! إنه كذلك فعلاً موتوسيكل يركبه أحد هذه المسو أطلقت عليه النار و هو يقترب . فسقط أرضاً اقتربت من الموتوسيكل . لأجد أن المفتاح فيه . رائع ! لن أحتاج للبح عن سيارة سوف أركب هذا و أتنقل به .هكذا ركبت الموتوسيكل و انطلقت به .
بعد قليل وصلت إلي أحد الشوارع الملئ بالبنايات السكنية . لكن هناك مشهداً جعلني أتوقف . كان أحد هذه المسوخ . كان يشبه كثيراً الذي رأيته في المستشفي . و له ذات اللسان الذي يخرجه و يدخله . كان يقف أمام بناي بها 12 طابقاً تقريباً و في اللحظة التالية فعل أغرب شئ يمكن توقعه قفز و تمسك بأحد الحواف البارزة للبناي ثم أخرج لسانه و تمسك به في أحد الحواف البارزة في الطابق السادس ثم ترك الذي كان يتمسك به و قف معتمداً علي لسانه إلي الطابق السادس !!! . وصل إليه في أقل من 30 ثانية !
نظرة كانت كافية لأري هذا المشهد . و نظرة أخري كانت كافية لأعرف لما كان يصعد . كان يصعد لأن هناك امرأة صارخة فوق سطح البناية . يبدو أنها رأته . و هو كذلك رآها و اعتبرها وجبة إفطار رائعة !
في اللحظة التالية قفز بنفس الطريقة إلي الطابق الأخير . لكنه لم يصعد فوقه بل ظل متشبثاً بالحواف البارزة للبناية . هنا استعدت لضربه و أحكمت تصويبي لكنني رأيت مشهداً جعلني متجمداً في مكاني . لقد أخرج لسانه ثم مده بشدة حتي توقعت أن ينقطع و أمسك بالمرأة من رقبتها و سحبها و أخذ يهزها و يحركها في الهوا أي أنه كان ممسكاً بها بلسانه فقط و يحركها في الهواء و كأنها يرفعها ببلدوزر مثلاً !
و في اللحظة التالية سمعت صوت فرقعة فقرات عنقها من مكاني !! ياللكارثة انكسر عنقها لقد قتلها بلسانه فقط .
هنا فقط وضعها فوق السطح و صعد فوقه و هنا كذلك أفرغت معدتي علي الأرض .
صعدت بسرعة نحو هذا الشئ و ما إن وصلت حتي وجدته علي أرض السطح و أمامه الجثة و كان يفعل شيئاً م لكن لا داعي للوصف كان المشهد مريعاً فعلاً . فأفرغت فيه طلقات المسدس حتي سقط ميتاً فابتعدت عن المكان في رعب و تقزز معاً .
هبطت من فوق سطح هذا المبني و ابتعدت و ركبت الموتوسيكل و انطلقت بأقصي سرعتي . عبرت الشوارع لعدة دقائق ثم فجأة ، سمعت صوت سيارة قادمة من مكان ما خلفي فأوقفت الموتوسيكل و نظرت ورائي في حذر لأجد سيارتان تطارداني . و قد كانت هذه المسوخ هي التي تقودها كارثة !
أخذت أسرع و سرت بأقصي ما عندي من سرعة لكن لا فائدة إنهم أسرع مني و سيصلون لي بسرعة . هنا قذف أحدهم شيئاً ما فاصطدم بيدي فصرخت ألماً مرحي ! بدأ الهجوم إذاً .
وصلنا إلي شارع يمتلئ بالأزقة الضيقة علي جانبيه و حينما وجدت أنهم يقتربون مني أكثر دخلت إلي أحد الأزقة هرباً منهم . فتوقفت السيارتان و هبطت هذه المسوخ منها يبدو أنهم لم يلحظوا دخولي هنا فقط لم يجدوني أمامهم علي الطريق فهبطوا بحثاً عني .
رائع ! لقد وضعوا أنفسهم في المصيدة . أخرجت زجاجة خمر و وضعت فيها خرقة قماشية و أشعلتها ثم ألقيتها فوقهم .
أخذوا يصرخون . لكن هناك اثنان هربا من الحريق فأطلقت عليهما النار فسقطا ميتين .
هكذا خرجت من مخبئي . و نظرت إلي الجثث المتفحمة . و هنا شعرت بشئ خشن يلتف حول رقبتي كان لسان أحد هذه الوحوش أاااااااااااه ! إنه مؤلم جداً أكثر بمراحل من المسخ الأخر الذي لف لسانه حول رقبتي قبلا ياللكارثة يبدو أنه مثل ذلك الذي كسر رقبة المرأة هنا سمعت صوت طلقات ثم وجدت نفسي أتحرر فسقط علي الأرض و أخذت أعب الهواء في جرعات ضخمة و أشهق شهقات تشبه شهقات الغرقي
و سمعت شخصاً يقول لي : " لما لم تتحرك يا رجل ؟ كاد هذا ال (.) يقتلك "
نظرت فوجدت فتي زنجي البشرة كان يرتدي (سويتر) جلدياً أحمر اللون و سروالاً من الجينز . و كان له عينان واسعتان جداً سوداوان و كان يصفف شعره علي طريقة المصارع كوفي كنجستون لو أنك تعرفه .
قلت و أنا أشهق بقوة : " هآااه ! إنه قوي جداً أنت لم تجربه "
قال : " حسناً "
ثم مد لي يده ليساعدني علي الوقوف فنهضت و قلت له : " ما اسمك ؟ "
قال : " مايكل ريد لكنني أكره هذا الاسم أفضل أن تناديني مايكي "
قلت : " حسناً مايكي اسمي جاك ريكمان "
قال : " ماذا تفعل هنا يا رجل ؟ أتبحث عن تلك المدينة اللعينة ؟ "
قلت : " أجل . لكن لا فائدة "
قال : " و لا أنا يا رجل . إنها مدينة لعينة "
قلت له : " هل تعرف أي معلومات عنها ؟ في الواقع لقد شككت أنا و أحد أصدقائي في أمر هذه المدينة من الأساس "
قال : " لا أدري يا رجل قد لا تكون حقيقية بالفعل . "
هكذا سرنا معاً هنا سمعنا أصواتاً لموتوسيكلات قادمة ياللكارثة ! إنها موتوسيكلات بالفعل لكنها كثيرة جداً أخذ مايكي يصيح و هو يطلق النيران من بندقيته : " اللعنة ! اهرب يا جاك "
لكنني وقفت أطلق النار و أحاول مساعدته . هنا أخرج أحدهم ذلك اللسان الطويل و لفه حول قدم مايكي فسقط أرضاً و كان الموتوسيكل يسير كذلك أي أنه يجره بالمعني الحرفي للكلمة كان مايكي يصرخ ألماً فأطلقت النار بسرعة علي لسان الوحش فتحرر مايكي أخيراً لكنه أخذ يتدحرج قليلاً علي الأرض الأسفلتية بفعل القصور الذاتي ثم توقف أخيراً و نهض و أخذ يركض نحو بناية قريبة قائلاً : " تعال ورائي "
فركضت أنا كذلك و صعد مايكي سلالم البناية جرياً و صعدت وراءه و كان يقول و هو يلهث : " لن يتمكن أحدهم من الصعود ورائنا بالموتوسيكل "قلت : " لكنهم سيصعدون من دونه "
قال و كنا قد وصلنا للسطح فجلس علي الأرض و جلست أنا كذلك : " ستكون محاربتهم أسهل "
أخذنا نلهث من المجهود و قال : " يا لهم من (.) يا رجل "
هنا وجدت موتوسكيلاً يقتحم السطح ! صاح مايكي : " المجانين صعدوا بالموتوسيكلات "
فأخذنا نطلق النيران بضراوة علي الموتوسيكلات إنهم مجانين فعلاً يصعدون فوق سلالم بناية كهذه بالموتوسيكلات أي جنون !
أخيراً انتهوا فسقطنا علي الأرض تعباً .
ارتحنا قليلاً و في أثناء راحتنا حكيت لمايكي علي كل ما حدث لي منذ خروجي من القرية حتي لقاءه و من الغريب أنه أصيب بالحزن حين قلت له عن موت جيمس و كأنه يعرفه منذ دهور .
ثم هبطنا من فوق سطح البناية هنا صاح مايكي : " طائرة ! إنها قريبة "
فأخذنا نصيح و نلوح بأيدينا لها و هنا بدأت تقترب أجل ! لقد رأونا سوف ننجو
توقفت الطائرة عن الحركة فوقنا بالضبط و أنزلت السلالم فصعدنا أخيراً . هذا رائع
دخلت إلي الطائرة أنا و مايكي و جلسنا كانت الطائرة تشبه تلك الطائرات العسكرية التي أراها في الأفلام هل رأيت فيلم The Incredible hulk ؟ هل رأيت الطائرة التي نقلت بروس في نهاية الفيلم ؟ كانت هذه تشبهها تماماً و بداخلها كان هناك جنود يرتدون ملابساً تشبه ملابس السوات السوداء تلك .
ما إن جلسنا حتي قلت : " إلي أين نحن ذاهبون ؟ "
قال الجندي الذي كان جالساً أمامي : " إلي (ذا سيف فورت) طبعاً هل هذا سؤال ؟ "
قلت : " جميل و أين تقع تلك المدينة بالضبط ؟ "
قال : " علي حدود أريزونا "
قلت له : " ماذا؟! لقد قالوا في التلفاز أنـ. "
قال لي مقاطعاً : " أجل أجل أعرف ذلك المذيع الذي قتل و هو يذيع النشرة إنه أحمق كان من المفترض أن يقول أن هناك دوريات بحث توصل الناس إلي المدينة في كاليفورنيا و عدة ولايات أخري لكن يبدو أنه أحمق "
فكرت أن هذا يفسر كل شكوك جيمس أو معظمها لكن هذا لم يفسر سبب بنائها مبكراً و سرعة بنائها
فسألته عن هذا فقال : " هذا سيفسره لك البروفيسور ركس أندرسون "
بعد هذا حكيت لمن كانوا في الطائرة عما حدث معي لأن أحدهم سألني . و بعد أن انتهيت قال أحدهم : " هل تمزح ؟ . فعلت كل هذا ؟ لابد أن البروفيسور هو من سيطلب مقابلتك . "
قلت له : " بالمناسبة من هو البروفيسور أصلاً ؟ "
قال : " هو سيقول لك كذلك ! "
و هنا كنا قد اقتربنا من الوصول . إلي النجاة إلي الأمل إلي الحياة إلي (ذا سيف فورت) .
أنت تقرأ
رواية أرض الرعب
Horrorرواية رعب عن وباء ينتشر فيسمعون عن مدينة آمنة فتبدأ رحلته للذهاب إليها ويواجهون العقبات فهل سينجون ابطالنا ام يموتون