حينما خرجنا من القرية نظرت للقرية ورائي في حزن ، و كنت أفكر أنني ربما لن أراها مرة أخري هذه القرية التي ولدت فيها و عشت بها ما يزيد عن 25 عاماً . قد تكون تلك آخر مرة أراها فيها .
ظللت أنظر إليها في شرود ، و أنا أسرح بخواطري السوداء حين أعادني آرثر إلي الواقع فقد سألني قائلاً : " لماذا أصاب الوباء البعض و منهم أصدقائنا لكن ثلاثتنا لم يصب ؟ "
قلت : " لقد سألني جورج ذات السؤال و بالطبع لم أجد رداً "
قال : " لابد أن لانتقال هذا الوباء ظروفاً معينة لا ينتقل دون تحققها . كالإيدز مثلاً "
قال جورج : " لكن طرق انتقال الإيدز معروفة و قليلة جداً و من الصعب أن يكون لهذا الوباء ذات الطرق أو طرق مشابهة فقد انتقل إلي العديد من أصدقائنا . "
قلت : " إن لدي نظرية لكنها تشاؤمية إلي حد ما فقد قرأت قصة قصيرة عن وباء أصاب إحدي الدول فأبادها عن بكرة أبيها و ظل رجل واحد حياً و أخذ يتسائل عن سبب نجاته "
قال جورج : " و ماذا بعد ؟ "
قلت : " حسناً . لقد اكتشف أنه هو مصدر الفيروس "
قال آرثر : " يا لك من متفائل ! "
قلت : " من يدري لعل الأمر حقيقة . "
هنا قال جورج : " لكن هناك لغزاً آخر من أين جاء هذا الوباء بالضبط و ما سبب وجوده "
قلت أنا : " لعله من الفضاء الخارجي "
قال الاثنان معاً في دهشة : " الفضاء ؟! "
قلت : " ليس الأمر غريباً بهذا الحد إن الدراسات الإحصائية حتي الآن تشير إلي أن الاحتمال الأكبر للقاء مخلوقات فضائية سوف تكون مع فيروس أو بكتيريا غامضة . "
قال آرثر : " احتمال غريب لكنه ممكن لقد قرأت عنه في مكان ما "
قال جورج : " ربما . "
صمتنا و أخذت أنا أشاهد الطريق و قد كان الطريق خالياً تماماً سوي من بعض السيارات المقلوبة علي جانبي الطريق
هنا وجدنا بناء خشبي عتيق كان عليه لافتة كبيرة تقول : " ( ريست هاوس ) "
قال جورج : " سوف أتوقف هنا قليلاً "
ترجلنا من السيارة و ارتدي كل منا حقيبة ظهره و قبض علي بندقيته و دخلنا المكانكان المكان غرفة صغيرة بها منضدتان خشبيتان و أمام كل واحدة كرسيان و ( كاونتر ) خشبي و كان هناك باب يبدو أنه يفضي إلي غرفة داخلية . لابد أنها تستعمل كمخزن أو شئ من هذا القبيل و كان كل هذا مغبراً و مغلفا بخيوط العنكبوت .
كنا نظن المكان خالياً لكن فجأة قفز شئ ما من وراء الكاونتر و أطلق لسانا طويلاً لزجاً من فمه و أحاط به رقبتي . !
ياللهول ! إنه خشن مؤلم جداً أنا أختنق آااااغ ! آاااه !
بدأت أغيب عن العالم . و بقعة سوداء تتسع في مركز رؤيتي هنا شعرت بتيار هواء و فجأة تحررت نظرت لأجد جورج ممسكاً بسكين و هذا الشئ بعيداً عني يعوي و من فمه يتدلي نصف لسان ينزف لا ليس دماً ولا حتي دماً مختلطاً بذلك الشئ الأخضر بل ذلك الشئ الأخضر المقزز فقط .
في اللحظة التالية أطلق آرثر بندقيته علي هذا الشئ فسقط و أخذ ينزف ذلك الشئ الأخضر دون دماء
نظرت للجثة و تفحصتها . إنه يبدو بشرياً لكن وجهه مشوه لدرجة لا تصدق و لسانه الطويل مشقوق كلسان الثعان و كان له مخالب و أسنان غريبة و طويلة جداًقال جورج : " لقد وجدت السكين علي الكاونتر فأمسكت به و هويت به علي لسان هذا الشئ دون تفكير في الواقع . "
قلت بصوت متحشرج و أنا أمسك بعنقي : " أنا مدينٌ لكما بحياتي "
قال جورج : " لكن لماذا شكله غريب لهذه الدرجة لو أنه منهم فأعتقد أننا اعتدنا شكلهم لكن هذا "
قلت : " أجل إن هناك شيئاً غريباً فيه . "
ثم قلت : " هيا ندخل إلي هذه الغرفة علنا نجد بها شيئاً مفيداً "
دخلنا الغرفة فوجدنا العديد من الخزانات المغلقة فتحناها لنجد البعض مليئاً بأطعمة متعفنة و البعض به زجاجات ماء أخذنا منها الكثير و وجدنا البعض به أدوات مائدة من أطباق و شوك و معالق و سكاكين ! . أخذ كل منا واحدة
هنا فتح جورج خزنة . فوجدها مليئة بخرق قماش و زجاجات خمر فقال : " ممتاز "
قلت له : " أتشرب الخمر ؟ "
فقال : " لا لكن هذا الأشياء ستكون مفيدة لنستعملها كقنابل مولوتوف . "
قلت له : " معك حق فكرة جيدة "
تزود كل منا بالبعض منها هنا قال آرثر : " هل تسمعوا هذا ؟ "
قلت : " لا لا أسمع شيئاً "
قال : " أصغ جيداً "
هنا سمعت أصواتاً غريبة بالفعل تبدو أقرب لصرخات غاضبة
خرجنا من المكان لنجد منظراً مرعباً فعلاً .
قلت لهما : " يبدو أنها النهاية "
و ابتلعت ريقي في رعب
أنت تقرأ
رواية أرض الرعب
Horrorرواية رعب عن وباء ينتشر فيسمعون عن مدينة آمنة فتبدأ رحلته للذهاب إليها ويواجهون العقبات فهل سينجون ابطالنا ام يموتون