Part 7

133 8 4
                                    

جيمس
كانت الموتوسيكلات تقترب أكثر ، بينما نحن ننظر لها منتظرين أن يكون من يركبها من البشر المرتحلين مثلنا . كانت هذه الفكرة تريحنا لكن حينما اقتربوا و رأيناهم
كانوا ما يقرب من 60 موتوسيكلاً لكن المشكلة ليست في هذا ، بل فيما كان يركبها !
لقد كانت هذه المسوخ تركبها ياللكارثة !!! إنهم قادرون علي القيادة !
أغلقت أنا و آرثر أبواب السيارة و صحنا في جورج معاً : " تحرك !! "
بدأ يسير يأقصي سرعته ، بينما أخرجت أنا و آرثر بنادقنا و بدأنا نضرب محاولين إسقاط هذه الموتوسيكلات ، لكن لا فائدة . إنهم كثيرون جداً لن ينتهوا بسهولة يبدو أنا إنتهينا .
صحت في جورج : " أسرع "
قال في غضب : " هذه أقصي سرعتي "
ثم نظر للتابلوه و صاح : " كارثة ! "
قلت : " ماذا حدث ؟ "
فقال في فزع : " الريدياتور ، سوف يحترق المحرك لو استمرينا بالسير هكذا يجب أن أتوقف و أضع فيه ماءاً ! "
صحت : " نتوقف ؟! هل تمزح ؟! "
قال :" لا سوف نحترق يا أحمق ! "
هنا أدركت أننا انتهينا تقريباً . لو لم نتوقف لاحترقنا و لو توقفنا لقتلنا . أي أننا ميتون في الحالتين

فجأة سمعت صوتاً غريباً يبدو أنه صوت سيارة تقترب . أجل ! إنها سيارة فعلاً . و تقترب أكثر من الموتوسيكلات . ثم زادت سرعتها بشدة ، حتي صدمت ما لا يقل عن عشرين موتوسيكلاً و بدأت هذه المسوخ تتخبط في بعضه بينما أخرج قائد السيارة بندقية بيد واحدة و أخذ يطلقها عليهم . فأخذت أنا و آرثر نطلق الرصاص كذلك علي الموتوسيكلات في حماس
و صاح جورج : " أجل ! لقد أنقذنا "
و أوقف السيارة و أمسك بالمسدس و بدأ يطلق النيران علي الموتوسيكلات . أخيراً لقد انتهوا !
هبط الرجل من السيارة . لكن هناك شيئاً غريباً . إنه يبدو مألوفاً ، و قد كان يتجه نحونا . و ما إن وصل حتي عرفته ! إنه جيمس صديقنا ! . اتجه نحونا نحن الثلاثة و احتضننا صائحاً : " أصدقائي ! الحمقي الأعزاء ! "
صحت : " جيمس " و احتضنته مرة أخري .
كان جيمس أشقر الشعر أزرق العينين و كان شعره طويلاً يصل إلي ما فوق كتفيه بقليل و دائماً يرتدي نظارة سوداء و سروالاً من الجينز و سترة جلدية سوداء و هو شديد المرح ، و رغم أنه قد يبدو شاباً مستهتراً . إلا أنه ليس كذلك علي الإطلاق . فقد كان مجنداً سابقاً في الجيش ، و لم يتدرب فحسب . كآرثر تماماً و تم تسريحه بعد أن أصيب إصابةً في عينه أثرت علي قدرته علي التصويب بشكل جيد . و رغم أنه يستطيع التصويب بشكل لا بأس به إلا أنه تم تسريحه
صاح جيمس : " ماذا كنتم ستفعلون من دوني ؟ لقد كنتم ميتين بلا شك "
قال جورج : " جيمس ، لا أدري ماذا أقول . لقد أنقذتنا . "
قال جيمس : " لا داعي للشكر . و الآن تعالوا معي إلي سيارتي . دعكم من كتلة الحديد الصدئة هذه " قالها مشيراً لسيارة جورج .
فركبنا معه نحن الثلاثة . و سألنا عما حدث معنا فحكينا له كل شئ . و عندما انتهينا صاح : " أنتم مجموعة من المجانين . "
قلت له باسماً : " ربما لكنك أكثر جنوناً "
ضحك ثم قال : " إلي أين كنتم تتجهون ؟ إن البلاد كلها موبوءة . لا يوجد مكان آمن "
قلت له : " لا بل هناك مدينة (ذا سيف فورت) . ألا تعرفها ؟ "
قال : " في الواقع . أنا لا أثق في موضوع المدينة هذا . أي مدينة آمنة تلك التي تم بنائها في يومين بعد أن انتشر هذا الوباء ؟! "
نظرنا له نحن الثلاثة غير مصدقين . كان ما يقوله يهدم كل خططنا و ينسفها من جذورها .
لكنه أكمل كلامه غير مبال : " من الواضح أنهم كانوا يعرفون بموضوع الوباء مسبقاً . و لكن معني هذا أن لهم يداً في انتشاره . و نحن بهذا نرمي بأنفسنا في النار إذا ذهبنا هناك "
نظرت له ثم قلت : " لكن . إلي أين نذهب إذن ؟ "
قال : " لا أدري . لكن علي الأقل لنبحث عن الأمان أولاً "
كنت أشعر بالرعب و الحيرة و قد كنت أتمني فقط لو أجد شيئاً واحداً أستطيع أن أواجه به ما يقوله و أثبت أنه خاطئ . لكن كلام جيمس كان منطقياً للغاية .
قال جورج : " ماذا نفعل إذن ؟ لقد ضعنا "
قال آرثر : " في الواقع يا جيمس لا أدري ماذا أفعل . هل أشكرك لأنك بهذا أنقذتنا . أم أعطيك لكمة في فمك لأنك أضعت أملنا ؟! "
قال جيمس : " لا يهم . سوف ننجو أنا أعرف هذا "
لم يرد أحدنا . و ظللنا صامتين نفكر

رواية أرض الرعبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن