إحدي عشر طابقاً
خرجت من مبني سكن الجنود في غضب و اتجهت إلي المبني الذي نقيم فيه و صعدت لغرفتنا و ما إن طرقت الباب حتي فتح جورج ثم صاح : " جاك ! ماذا حدث بالضبط ؟ " فدخلت و جلست علي كرسي صغير وجدته في ركن الغرفة فكرر جورج سؤاله فصحت : " إنه وغد ! "
قال آرثر : " اهدأ فقط و أخبرنا بما حدث "
فحكيت لهم عن كل ما حدث في لقائي مع البروفيسور و ما إن انتهيت حتي وجدت نظراتاً غير مصدقة علي وجوههم ثم صاح آرثر : " هل تمزح ؟ أتعني أن سبب كل هذا هو الجيش الأمريكي ؟ لأنهم رغبوا في تقوية جنودهم قتلوا آلاف المواطنين ؟ "
قال مايكي : " لو أنه أمامي الآن لقتلته ! "
و ظللنا جالسين في صمت غاضب أو غضب صامت ثم حكيت لهم عما طلبه مني فقال آرثر : " يبدو أن هذا الرجل مجنون تماماً بعد كل هذا يريد منك خدماتاً ؟ "
قلت : " هذا هو ما قاله "
قال مايكي : " إنه مجنون "
قلت : " أفكر في القبول ! "
فصاح جورج : " هل تمزح يا جاك ؟ بعد كل هذا ؟ "
قلت : " البروفيسور فعل كل هذا لأنه كان يخشي أن يقتل و أنا كذلك رفضت لأنني أخاف من الموت و لأنني أشعر بكره عارم للبروفيسور لكن لو قبلت فقد أكون السبب في إنقاذ الآلاف من الموت إذا هرب هذا الشئ "
قال آرثر : " و قد لا تكون ! ماذا لو مت ؟ سوف يتحرر هذا الشئ و يموت الآلاف بل و الملايين كذلك "
قلت : " الأمر لا يتوقف علي هناك فرقة مدربة ستكون معي أنا أفكر في فعل هذا لأثبت لنفسي أنني أفضل منه "
قال جورج : " أنت أفضل منه دون أن تثبت لنفسك شيئاً أنت لم تكن لتفعل ما فعله تحت أي ظرف "
لم أعلق علي كلامه و ظللنا جالسين في صمت طويل ثم كسر مايكي الصمت و بدأ يتحدث عن العديد من الأشياء يبدو أنه يريد أن ينهي حالة الضيق التي صنعتها بكلامي و مضي اليوم سريعاً ثم أخلدنا جميعاً إلي النوم و قبل النوم كنت قد اتخذت قراراً نهائياً
سوف أقبل !***
استيقظنا في صباح اليوم التالي الذي كان صباحاً مشرقاً و قررت الذهاب لمقابلة البروفيسور – رغم أنني لا أطيق رؤيته – لأخبره بقراري
في الواقع أنا لا أعرف لماذا قررت القبول ربما هو شعوري بأنني أستطيع إنقاذ آلاف الأبرياء ربما أردت أن أثبت أنني إنسان خير فعلاً المهم هو أنني قبلت
اتجهنا لتناول الإفطار كالعادة و أنهينا الأفطار فتظاهرت بأنني أود التجول في المكان قليلاً و طلبت منهم أن يذهبوا للمسكن فتركوني فاتجهت فوراً لمبني سكن الجنود فاستوقفني جندي أمام البناية و قال : " أنت يا سيد ماذا تريد ؟ "
قلت : " أنا جاك ريكمان أود مقابلة البروفيسور "
فقال : " يمكنك الدخول " ثم تركني أمر هكذا ببساطة ؟ غالباً هذه تعليمات من البروفيسور
قام الرجل بإرسال جندي آخر معي ليقودني لمكتب البروفيسور و ما إن دخلت حتي قال البروفيسور : " جاك لما جئت إلي ؟ هل تـ. "
فقاطعته قائلاً : " بدون مقدمات كثيرة أنا أقبل بما طلبته مني "
نظر لي في دهشة ثم قال : " هل تدري ما تقوله ؟ "
قلت : " أجل و أنا أفعل هذا لأنني أريده و ليس لأنك طلبته "
فقال : " رائع يا جاك أنت لا تدري كم أسعدني هذا الأمر "
قلت متهكماً : " لو علمت أنه سيسعدك لما قبلت "
قال : " بعيداً عن كرهك غير المبرر لي سوف أقدم تفاصيل المهمة "
نظرت له في غيظ بعد هذه الجملة غير مبرر ؟! إنه أحمق لكنني فضلت الصمت لأستمع إلي تفاصيل هذه المهمة
قال : " عليكم دخول مبني الأبحاث الموجود في الصحراء سيكون هذا في الثامنة صباحاً يوم الأحد القادم و ستقودكم لهناك طائرة هليكوبتر و تعود لأخذكم بعد ثلاثة ساعات و المهمة ببساطة هي تفجير المبني بالكامل و التأكد من وجود المسخ بداخله حتي ينتهي ذلك المبني و نتأكد من موت هذا الشئ المبني مكون من 11 طابقاً كل منكم سيحمل 11 عبوة متفجرة يضع واحدة في كل طابق و سيكون مع كل منكم جهازاً لتفجير كل هذه العبوات و سنسلحكم بأسلحة تكفي لقتل المسخ إذا لزم الأمر و سيكون هناك 5 جنود معك في هذه المهمة أي أسئلة ؟ "
أخذت أفكر قليلاً ثم قلت : " معني ما قلته أن هناك 66 عبوة متفجرة هل يجب استعمال كل هذه العبوات لتفجير المبني ؟ "
قال : " في الواقع تكفي 11 عبوة فقط لتفجير المبني لكننا نفعل هذا للاحتياط و لتأكيد انحاء هذا المسخ من علي وجه الأرض تماماً لا أريد حتي أن يبقي جزء منه بعد الانفجار "
صمت قليلاً ثم قلت : " حسناً إلي اللقاء "
و تركت المبني و هبطت و أخذت أتجول قليلاً في منطقة المطاعم و أنا أفكر هل كان قراري صحيحاً ؟ لكنني قلت لنفسي أن هذا الأمر لا فائدة منه أنا لن أتراجع عن هذا القرار
عدت لمسكننا و استقبلني الثلاثة بعاصفة من الأسئلة علي غرار : " أين كنت ؟ " "لما تأخرت " إلخ
أنت تقرأ
رواية أرض الرعب
Horrorرواية رعب عن وباء ينتشر فيسمعون عن مدينة آمنة فتبدأ رحلته للذهاب إليها ويواجهون العقبات فهل سينجون ابطالنا ام يموتون