المستشفي .
نظر جيمس لي ثم قال : " أعتقد أن علينا البحث عن سيارة أخرى لقد انتهت هذه تماماً " قالها مشيراً إلي السيارة التي لم تعد ذات أي فائدة الآن .
قلت له : " هل تظن أن حظنا سيكون جيداً إلي درجة أن نجد سيارة مفتوحة بداخلها مفتاح و يكون هو مفتاحها الصحيح كذلك ؟ ألا تظن أن هذه ستكون صدفةً مبالغاً فيها ؟ "
قال باسماً : " كل ما علينا هو ايجاد سيارة مفتوحة الباب فقط ، و البقي سهل جداً . "
هكذا نهضنا من مكاننا أمام المول و بدأنا البحث عن سيارة مناسبة . حتي وجدنا واحدة أخيراً . كانت مفتوحة كقلب صديق . و هكذا دخلنا إلي السيارة و أخرج جيمس سكينه و بدأ يعالج شيئاً ما في تابلوه السيارة ، و ف لحظات كانت السيارة دائرة .
قلت له متظرفاً : " فيما كنت تعمل بعد الظهر بالضبط ؟ "
قال مبتسماً : " لقد علمونا هذا في الجيش و قالوا أننا قد نضيع في الصحراء و نضطر إلي البحث عن أي سيارة حتي و لو من سيارات الأعداء . "
و انطلقنا بالسيارة و سألت جيمس : " هل سنكمل إلي المكسيك كما قلت ؟ "
قال : " أجل ، ألم أخبرك "
قلت : " أجل لكن . حسناً لا بأٍس ، انس الأمر "
و هكذا أكملنا الطريق . هنا سمعت صوت سيارة قادمة و تقوم بإطلاق النفير بقوة .
قلت لجيمس : " يبدو أن هناك أحد قادم "
قال : " جيد سوف أتوقف "
و استعد للتوقف . فجأة وجدت أن السيارة التي ورائنا قذفت شيئاً ما علينا قطعة معدن أو ما شابه . صرخت و أدخلت وجهي من نافذة السيارة – كنت قد أخرجته لأنظر إلي السيارة – فاصطدمت قطعة المعدن بالمرآة اليمني و كسرتها .
صحت : " جيمس ! إنهم يهاجموننا ! "قال : " ماذا؟! كيف ؟ "
قلت : " يبدو أنهم من هؤلاء المسوخ "
و نظرت إلي السيارة لأجد أحدهم يخرج رأسه من نافذة السيارة و يستعد لإلقاء شئ آخر علينا . و قد كان منهم فعلاً
قلت لجيمس : " إنهم منهم فعلاً "
قال : " رائع ! كم من الوقت سيمضي قبل أن يبدأون في قيادة طائرات ؟! "
أخرجت بندقيتي و أخذت أطلق النيران عليهم . هنا أخرج أحدهم لسانه الطويل و أمسك به البندقة و جذبها بعيداً !
أخرجت مسدسي بسرعة و أطلقت طلقة عليه في رأسه ثم بدأت أحاول الإطلاق علي عجلات السيارة لكن الأمر كان صعباً إنهم يتحركون بلا توقف .
هنا صاح جيمس بدون إنذار : " آااااه ! كتفي " و بدأت السيارة تميل بنحو غريب إلي اليسار .
صحت : " جيمس ، ماذا هناك ؟ "
قال : " كتقي يؤلمني "
قلت : " هل ستتمكن من القيا.! "
و في تلك اللحظة عادت سيارتنا للخلف و اصطدمت بالسيارة الأخري بقوة !
توقفت السيارة . و رغم اصطدامها فلم نصب بأذي . و يبدو أن الأذي كله لحق بالسيارة الأخري .
هبطت من السيارة مسرعاً ، و فتحت الباب لجيمس في الناحية الأخري من السيارة . و أخرجته مسرعاً و صحت : " جيمس ماذا حدث ؟ "
قال : " لا أدري كتفي آلمتني فجأة "
قلت : " علينا البحث عن مستشفي "
قال : " آه ! و هل سنجد طبيباً حياً ؟ "
قلت : " إما هذا و إما تموت هنا "
قال : " أموت ؟ لا أظن . "
و نظرت له و عرفت أنه فهم ما يحدث له . أنا فهمت كذلك لكنني لم أجرؤ علي مصارحة نفسي بذلك .
قلت له في عناد غبي : " سوف أذهب بك إلي مشفي ما و ليحدث ما يحدث "
لم يعلق . فأحطت ذراعه بعنقي و أسندته و اتجهت للسيارة و فحصتها . كانت سليمة في ما عدا المرآة و تشوه خلفها تماماً فقد كانت قادرة علي التحرك مرة أخري .
وضعته فوق المقعد بجانب مقعد السائق ثم اتجهت إلي مقعد السائق ، و قلت له : " كيف أشغلها ؟ "
قال : " آاه! صل هذين السلكين ببعضهما " . و كان يشير إلي سلكين بالتابلوه .
فقمت بما قاله . و فوراً عادت الحياة إلي الوحش الحديدي النائم .
بدأت أسير . و أخيراً وصلت إلي مستشفي . هبطت من السيارة و أسندت جيمس علي مرة أخري .
دخلت المستشفي و جيمس معي . و هنا وجدت أحد هذه المسوخ يرتدي ثياب الأطباء . و يمسك في يده بمشرط جراحة قذفه نحوي فانغرس في لحم ساقي ! لكنني رغم هذا تحملت الألم و أطلقت عليه طلقة من مسدسي . فسقط ميتاً .
هنا سقطت أنا الآخر و سقط جيمس معي و أمسكت بالمشرط . ثم بدأت أخرجه . و ما إن فعلت هذا حتي صرخت ألماً . لكنني تحملت حتي خرج من ساقي و ألقيته بعيداً .
نظرت لجيمس فوجدت وجهه قد بدأ يشحب ! كنت مازلت متألماً لكن خوفي عليه جعلني أتناسي الألم . و قمت من مكاني و أمسكت جيمس و بدأت التحرك به . و صعدت سلماً و هو معي يحاول التغلب علي ألمه . فوجدت غرفةً مغلقة . هنا ظهر شئ ما من الجانب . كان مسخاً من هذه المسوخ . لكنه كان غريباً حقاً . كان مشوهاً إلي درجة غير مسبوقة في هذه المسوخ و كان نصفه مليئاً ببثور غريبة . و مخالبه طويلة جداً . و له لسان طويل لكنه يدخله و يخرجه بلا توقف كالأفعي
قال جيمس في وهن : " م. ما هذا ؟ "
قلت : " لا أعرف "
و أطلقت عليه طلقة بالمسدس فسقط . و فجأة بدأ التحرك مرةً أخري ! و بدأ يسير و هو يجر قدماً يبدو أنها كانت مكسورة .
صحت : " ما هذا ؟! "
و أطلقت عليه طلقة أخري . فسقط . ثم بدأ يزحف مرةً أخري ناحيتي فأطلقت طلقة علي رأسه أردته قتيلاً .
قلت : " ما هذا الشئ ؟ "
و نظرت إلي جيمس لأجد وجهه أشبه بالليمونة المعصورة بعناية . قلت له : " رباه ! ماذا أفعل . "
هنا انفتح الباب الذي كان مغلقاً . و خرج منه طبيب . كان طبيعياً . و كان يرتدي معطفاً أبيض ملطخاً بالدماء . و كان زنجي البشرة أشيب الشعر . و يرتدي نظارة كسرت أحد عدساتها .
رغم أنه بدا مأموناً إلا أنني صوبت نحوه المسدس و قلت : " مكانك ! "
قال : " اهدأ يا فتي أنا طبيعي "
قلت : " هل تعرضت لعضة ؟ "
قال : " لا أنا بخير "
ثم نظر إلي جيمس و صاح : " رباه ! ما هذا ؟ "
نظرت إلي وجه جيمس لأجده قد بدأ يصبح غريباً كان يتشوه . !
قال الطبيب : " ماذا حدث له ؟ "
قلت : " قام أحد هذه المخلوقات بعضه في كتفه و منذ هذا الوقت و وضعه يسوء "
قال : " هل أنت من نظف الجرح و ضمده ؟ "
قلت له : " أجل . "
قام بفك الضمادات عن جيمس و قال : " ضعه علي الأرض . فجعلته يستلقي علي الأرض و قلت : " هل تحتاج شيئاً ؟ "
قال : " أريد أدواتاً جراحية . " و وصف لي المكان ثم قال : " سوف تجد هناك بعض المطهرات فأحضرها "
هكذا ذهبت إلي المكان و قابلت في طريقي بعض هذه المسوخ لكنهم لم يكونوا مماثلين للأول . تخلصت منهم و أكملت طريقي حتي وجدت ما طلبه ذلك الطبيب
في طريق عودتي سمعت صرخة !
أخذت أركض و قلبي يدق بقوة شديدة ناحية مصدر الصوت . لقد جاء من مكان جيمس .
أخذت أفكر : هل حدث الأمر أم ماذا ؟ كل شئ يقول أنه حدث .
و عندما وصلت . وجدت الطبيب ساقطاً علي الأرض ميتاً كأفضل ما يكون رقبته ممزقة تماماً . بينما جيمس يقف . و كان وجهه عكس الضوء لهذا لم أره . قلت في قلق : " جيمس "
هنا قفز فوقي و بدأ يحاول عضي . لكمته في وجهه بقوة . ثم دغعته بعيداً عني ووقفت بعيداً عنه و صحت : " جيمس أرجوك لابد أنك مازلت هناك ! "
كان الرد الذي صدر من جيمس هو بعض الزمجرة الغاضبة فحسب و بدأ الاقتراب مني .
قلت : " جييمس ! أرجوك سأطلق النار . " و صوبت المسدس نحو وجهه .
اقترب أكثر . لا فائدة . لقد حدث الأمر . و أغمضت عيناي بقوة . و أطبقت يدي علي المسدس في توتر . ثم . أطلقت الزناد !
سقط جيمس علي الأرض . و هنا سقط أنا علي ركبتاي كذلك . و بكيت ! كنت أبكي ليس فقط حزناً علي جيمس . بل من كل شئ كنت أبكي خوفاً أبكي غضباً . أبكي حزناً أبكي قهراً و ضيقاً كان الأمر أشبه بأن تملأ البالو بهواء أكثر من اللازم . هذا هو ما حدث لي . ضغط و حزن و خوف أكثر من اللازم . و الآن انفجرت في البدء ما حدث في القرية . ثم دولتي كلها ريمون يموت أمام عيني . جون يموت . صديقاي اختفيا و لا أعرف عنهما شيئاً . ثم أضطر لقتل صديقي بيدي .
و قلت لنفسي و الغضب و الحزن يتملكانني أنني لو رأيت المسئول عن هذا أنني سوف أهشم عنقه بيداي .
نظرت إلي جيمس نظرة أخيرة . ثم أنزلت دمعةً أخري و رحلت
أنت تقرأ
رواية أرض الرعب
Horrorرواية رعب عن وباء ينتشر فيسمعون عن مدينة آمنة فتبدأ رحلته للذهاب إليها ويواجهون العقبات فهل سينجون ابطالنا ام يموتون