- 5 -

86 2 0
                                    


ثم قامت صبية تسمى هواء وقبلت اﻷرض أمام السيدة وقالت : يا سيدتي (أتأذني) -1- لي بالاقتراح على هذا اﻷديب.

قالت : إني أخاف أن أشق على ضيفنا.

فقال بياض عند ذلك : (مريها أيتها) -2- السيدة تقترح بما شاءت ومن وافق عند اقتراحها ومن شاء يقترح بين يديك الكريمتين أعلى الله قدرهما.

فقالت السيدة : (اقترحي) -3- على اﻷديب فقد أذن لك.

فقبلت اﻷرض وقالت : يا سيدي امتدح لنا سيدتنا ومولاتنا الكريمة علينا.

قال : نعم حباً وكرامة. وأنشأ يقول [طويل] :

[11ر] وذات جمال حازت العلم والعلى

فتسمو ذا لاحت على أنجم السعد

خلائقها اﻵداب والفضل والبها -4-

لها خلق تزهو على (زهرة) -5- الورد

ونفس علا فوق السماكين -6- قدرها

فما أن لها بين البرية من ند

إذا ما بدت (ما) -7- بين خود -8- كواعب -9-

(فتحسبها) -10- في الحسن واسطة العقد


قالت العجوز : (فقامت) -11- الجواري كلهن وقبلن اﻷرض بين يدي السيدة وبياض عند انقضاء اﻷبيات ، وقلن له : أحسنت والله إن هذا مليح ، ولكن بقي عليك شيء واحد.

فقالت السيدة : وماذا بقي عليه يا فاعلات؟

فقلن لها : لا بد أن يصف لنا أختنا (رياض) بما أمكن مع أنها لا توصف على الحقيقة.

فقال : يكون ذلك عن إذنك يا سيدتي؟

قالت السيدة : نعم.

فقال بياض : وما عسى أن أقول في ذلك يا سيدتي.

قالت له : افعل ما أحببت.

قال بياض : فإن قصرت ولا يصل وصفي إلى نعمتها؟

قالت السيدة : تكون ببن العذر ومحمول عنك.

قال بياض : وما عسى أصف ، الحياء ، أم البهاء ، أم الجمال ، أم الفضل ، أم الكمال ، أم السكينة ، أم الوقار ، أم الشمائل ، أم اللحظ ، أم البياض ، أم التوريد ، أم الصمت ، أم القد ، أم اللين ، أم الجيد ، أم الصدر ، أم النهد ، أم الكشح -12- ، أم الغنج -13- ، أم الحسن ، أم الظرف ، فأنا وحقك حائر لا أدري على أي شيء أقدم الوصف؟

قالت له السيدة : يا سيدي وما عسى أن يكون من الشعر المنظوم أكثر مما قلت في المنثور.

بياض ورياضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن