بياض ورياض

- 7 -

فلما سمعت رياض ذلك قامت وهي تمسح الدم من وجهها وتبكي لما هي فيه وأنشأت تقول [وافر] :

وكنت عزيزة إذ كان قلبي

(خلياً) -1- ليس يعرف ما التصابي

تعبدني الهوى والشوق حتى

وقعت من الغرام بكل باب

جوى وأسى يهيجان اشتياقي

فوا أسفا على طول التهابي

وكنت لشقوتي مفتاح بابي

فحل لذاك سيدتي عذابي

فعذراً أو فلوماً إن نفسي

معذبة بأنواع العذاب

وإني لا أطيق الصبر لما

ترقرق ماء عيني بانسكاب

(ولكني) -2- علقت الحب جهلاً

فألبسنى الضنى تحت الثياب

فخذ بيدي وبرد نار -3- شوقي

فقد وجلال قدرك جل ما بي -4-

قالت العجوز : فنظرت إليها السيدة وهي باكية العينين وأنشأت تقول [طويل] :

وكي[ف] (يجازي) -5- المرء إن كان قد قضى

عليه الذي يقضي اﻷمور بعلمه

فأما إلى سعد وأما إلى (شقا) -6-

فذلك حكم من (قضاه) -7- وحكمه

فإن شئت فاحرسها وإن شئت (فاغتفر) -8-

فلا بد من إنقاذ صحة حتمه

حرزتك -9- جهدي يا رياض فلم أكن

ﻷدفع للمقدور شدة عزمه

قالت العجوز : فقلت لها يا سيدتي رياض تحت نعمتك وفي قصرك وقد جهلت فضلك وسلطانك عليها (دعيها) -10- برأيها وأمرها ، ثم قمت وسلمت عليها [15ر].

فقلت له : لا أدري لكن لعل الله أن يسبب سبباً فإني لا أقدر على النهوض في كل يوم فإني أخاف التثقيل والقول الكثير.

فلما سمع قولي خرج عني كالمغضب علي ، فقمت إليه وعاتبته ولمته وقلت له : أردنا حسنة فصارت سيئة وأردنا صلاحاً وسداداً فصار قبحاً وقواداً ، وما فعلت معك ما فعلت من أجل (دراهمك) -11- ولا لشيء أرجوه منك ، إلا كما يفعل اﻷحرار وأهل المروءات واﻷشراف وأهل اﻷبوات ، وأنت لا تشكر ولا ترى هذا كله وجهاً ، فخرج مني وهو يبكي وينشد [طويل] :