ارواح عائدة

214 25 6
                                    

"ارواح عائدة"
على تلك النافذة....
فتاة تطل برأسها ترى المطر وحباته....
يهطل بغزراة لينشر عبيره الزاهي....
والبشر يحتمون بمظلاتهم منه بحماقة....
ابتسمت بطفولية مع انها تجاوزت السابعة عشر....
ولكن كما يبدو ان روح طفولتها مازال قائما فيها...
تسلل صوت إلي سمعها....
ارتعدت ووقفت...
ضحكت لبلاهتها...
لا يوجد احد في المنزل فلمن الصوتُ اذا ؟!!
يبدو انها مجرد تهيئات لقلة نومها....
اركت رأسها واستمعت الى صوت سقوط المطر....
اغمضت جفناها بهدوء....
وابتسامة نقشت على ثغرها....
دخلت جو احلامها....
ولكن احدهم نادى بأسمها....
خطف ذلك الصوت سعادتها....
إلتفتت يمينا وشمالاً...
علها تعلم من أين ؟!!
قبل ذلك انتهى المطر عن الهبوط من السماء...
فنزلت الى الطابق السفلي بسكون....
وهي تبحث بجنون عن مصدر ذلك الصوت...
لو كان ذلك الصوت بشرا لقتله....
فهو اخرجها من احلامها ونومها....
من سعادتها وفرحها....
وصلت الى تلك الغرفة التي طالما اتجمعت بها عائلتها....
ابصرت وميضاً قد ظهر من شق باب تلك الغرفة...
اقتربت عينها قبل جسدها....
فتحت الباب لتتفاجئ بعائلتها....
سقطت دموعها تجري اشتياقاً لهم....
فركت مقلتها... مازالت غير مصدقة....
هل تلك هي الحقيقة ؟!!
امانها مجرد اوهام ؟!!
هل ذلك واقعها؟!!
ام مجرد امال؟!!
جاءت اختها الصغيرة تجذبها من معصمها.....
قالت بصوت طفولي : هيا.. صوفيا... تعالي لتطفئي شمعتك!!
لم تعلم ماذا تفعل ؟!!
جاء شقيقها الصغير قال بأبتسامة سخرية: ان ماري لا سوى ان تأكل الكعكة....
قالت ماري الصغيرة نافيةً: اصمت... وانتَ ايضا تريدها ان تأتي لترى الألعاب وتسطلتفها لتعطيك احداهم....
احمرت وجنتاه وقال بغضب: اصمتِ ايها الثرثارة... لن اشتري لكِ اليوم....
قالت وهي تندفع الى احضان صوفيا: لا يهم... عزيزتي صوفيا ستشري لي.... سأستغني عنك ايها المنحرف 😝...
قال بأستغراب: منحرف؟!!
قالت رغم صغر سنها : اجل.... رايتك تنظر لهانا.... لا تجلعني اقول لها.....
اتفجر بركان غضبه ولحق بها وهي تركض وتختبأ خلف صوفيا....
صوفيا واقفة كالحجر....
مازالت غير مصدقة!!!
حتى جاءت الوالدة قالت بحنان: صوفيا عزيزتي... هيا اجلبي اخويك وتعالِ الى هنا... الشموع ستذوب!!!
امسك كل من جاك وماري يدا صوفيا ووصلا حيث والديهما.....
اجلساها على الكرسي....
قالوا بصوت جماعي: تمنى امنية صوفيا....
تنظر الى تلك الشمعة....تمنت وتمنت....
وعندما ارادت ان تنفخ لتطفئها...
سقطت حبة مطر عليها ......
لترافقها اخواتها ويبدأ حلمها بالتلاشي....
اختفى البيت وتلك الغرفة.....
ارواحهم تنظر إليها.....
قالت صوفيا وغصة ملئت ثغرها ودموعها امتزجت مع المطر: ارجوكم ابقوا... ارجوكم خذوني معكم.... لا اريد ان احيا بدونكم.... لا حياة لي هنا....
اخذها والدها بين احضانه وهمس لها: صغيرتي... عيشي حياتك من اجلنا... لا تتخلي عن احلامك....
كوني قوية....
عانقت جميع افراد عائلتها....
واندثروا جميعاً بين يديها.....
دموعها نزلت على الارض.....
وهي تعانق رفات احباءها....
تركوها تحيا تحت مسمى #اليتيمة....
تلك الارواح العائدة....

قصص قصيرة...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن