صدح ذلك القرار مخترقاً سمعي ، لتتشتت ملامح النصر والابتسامة البلهاء عن وجهي ، قال الرئيس وهو ابي كما يقولون :
" اعلن ان شركة دركل ستصبح لولدي جمال "
شقت تلك الكلمات طريق مخططي، أليس انا الابن الاكبر والاحق بالاستلام ؟، ألست انا الابن الشرعي لأبي ام ماذا ؟غادر الجميع بعد تهنئة ابي لاستلام ابنه غير الشقيق لي ، فهو لم يكن سوى ابن أمراة فقيرة ارادت المال ، مازلت جالسا والصدمة تعتريني أوهم نفسي انه مجرد حلم وسيمضي ويختفي ، ولكن سكون ابي امامي اشعل النيران بداخلي انتشلت جسدي وكرامتي التي الصقها المسمى والدي بالارض مع ذلك القرار. نثرت كلماتي كالاشواك :
" ألم تستطع ان تعطي ثروتك كلها ايضاً للقذر ؟ هيا ارمِ بي واخوتي وزوجتي إلى الحضيض.
لم ينطق كلمة واحدة ، وهذا ما اثار جنوني اكثر ، ركلت ذلك الكرسي الذي جلست عليه وغادرت واذيال الخيبة تُجرُ وراءي ، انا ساصبح نائبا لذلك الاحمق ؟وفي طريقي لذلك المكتب الذي كرست حياتي على امل أن اكون الرئيس ولكن ذلك الجبل من الجهد تحطم الى فتات ببعض الكلمات ، كورت يدي وضربتها بالحائط ، نظرت امامي لاراه ، إبتسامة كغباءه ، قال لي وانا اجزم انه يريد مضايقتي:
" اهلا اخي ، أين ابي اريد الحديث معه من اجل الشركة ؟"
صررتُ اسناني وقلت بغصة حاولت اخفاءها :
" إنه في قاعة الاجتماعات "
وذهبت مسرعاً لمكتبي، حمداً لله ان الزجاج عازلٌ للصوت ولو كان غير ذلك لاجتمع كل من في الشركة من السبعة طوابق ، صرخت باعلى ما لدي ، أخرجت حسرتي ومعاناتي مع تلك العائلة الرسمية ، المحبة للمظاهر والتملق والنفاق ومن دون ان ادري اصبحت انا مثلهم ، ابتسامة للزينة لا غير ، ملابسي ليست إلا للتباهي ، كنت كالصخر تماماً ، اتبعت تعليمات والدتي بالحرف الواحد ، مقتنعاً انا وامي انني ساكون الوريث لتلك الشركة ، ولكنها مجرد تهيئات صنعتها ثقتنا بوالدي ، ولكن لمعت فكرة شيطانية اخترقت فكري ، ابتسامة جهنمية نقشت على ثغري
بدا جمال بعمله في الشركة وانا النائب الخاص به.
في يوم من الايام كنت اجلس في هدوء في مكتبي جاء احد العمال وقال لي :
" السيد جمال يريد رؤيتك !"
قلت بهمس :
" لقد تمت الخطة بنجاح"
نهضت باستقامة وعدلت القميص وذهبت برزانة الى جمال ،قرعت الباب رغم انني كاره قال لي :
"تفضل "
دخلت واردت الجلوس ، قال وهو ينظر للاوراق ولم يتهم لي :
" هل قلت لك ان تجلس ؟"
وقفت والغيظ ياكلني من داخلي ونطقت مجبرا:
" اعتذر"
جعلني اقف مدة خمس دقائق ثم تفرغ لي وقال والعبوس قائم على جبينه: