(الجزء الحادي والعشرين)الإحياء

654 72 17
                                    

أنا أخذت نفساً عميقاً ومن دون تفكير حملت المقص بكل قوتي وحاولت أن أخترق الجلد وظللت أضغط على المقص نحو الجرح ومع شعوري للألم الشديد شعرت بأني سأفقد وعي لذلك لم أفلت قبضتي على المقص و ضغطت بشدة لكي لا أفقد وعي، أنا لاحظت أني كنت أتعرق بشدة ويداي أصبحتا زلقتان من شدة العرق لكني
لم أترك المقص وجمعت قوتي وأدخلت المقص في داخل الجرح، عندها حصل شيء لقد شعرت كأن هناك أنفجار في داخلي وفجأة خرج شلال دم من يدي وأصبحت مبللة بالدماء وكل ما أراه هو اللون الأحمر فقط، الأن أنا متأكدة أني قريبة من الموت.

فجأة رأيت شيء ما يتجه نحوي ببطئ وأنا حدقت به لقد كان ثعلباً، أنف الثعلب لامس أنفي، كم كان قريباً مني وكنت أستطيع سماع تنفسه أيضاً.
فجأة الثعلب أصبح كثير الحركة وغير هادئ، وبدأ يهز رأسي و يعوي بصوت عالي ويعوي ولا يتوقف عن العواء كأنه هو الذي سيموت، فجأة رأس الثعلب الصغير والثلاثي أصبح أكبر وأعرض ونمى شعره الأسود لعند عيونه السوداء الجميلة وأنفه أصبح أنف إنسان وأصبح يشبه رايفن، إذا لقد كان رايفن طول الوقت!
هو الذي كان يهز رأسي ويعوي طول الوقت، يالا بلاهتي لقد تخيلته ثعلباً.
أنا ابتسمت ابتسامة كأنها أخر ابتسامة، أنا ابتسمت لأني سأختفي عنه ولن أراه مرة أخرى، عندما أرى وجه رايفن كأني أراه يصغر، أنا في طريقي لأموت، أنا أريد أن ألوح بيدي لأودعه لكني نسيت بأن في يدي مقص ولم أعد أحس بيدي وقدمي وجسمي.

عواء رايفن القوي والطويل يتضائل ليصبح كصوت وبعدها كلمة، لقد ناداني بماريا  لكني لم أستطع الرد عليه إلا ببتسامة  كأنها تعني الوداع.
رايفن سحبني بالقرب منه ومسكني لكني حاولت أن أقاوم لكن يدي لا تستطيع أن تفعل شيء كأني فقدت طاقتي كلها، أريد أن أصرخ أتركني، أتركني أموت لكني لا أستطيع كأن صوتي أنقطع.
هذه المرة أستطعت أن أسمع ما يقول، لقد قال
"هل يجب أن أقطع يديكي وقدميكي لكي تتوقفي!"
أنا حاولت أن أجاوب لكني لم أستطع أنا أريد أن أقول"تفضل!" لكني لم أستطع.

كل صباح رايفن يغير ضمادة الجرح لكنه لم يقل أي شيء، ثم بدأنا بالمشي، أنا سألت نفسي عن إذا كنت أريد أن أموت أو أعيش لكني لم أستطع أن أجاوب.
نحن مشينا حتى رايفن أخذ استراحة، أنا جلست على الأرض ولم أفكر بأي شيء.
لقد كان رايفن من يفعل كل شيء يشعل النار، يجد الطعام ويعتني بي.
رايفن أحضر بعض الفطر والتوت كالعادة، أنا لم أشعر بالجوع لكني ابتعلت كل ما أحضر رايفن،
رايفن ذهب للصيد لكن لم يكن يوجد الكثير من الأرانب وهو لم يكن يملك سلاح مناسب ليقبض على أرنب.
أنا لا أعرف ماذا حصل مع مقصي ربما رايفن رماه بعيداً، أحتفظ به أو دفنه في الأرض.
رايفن أستخدم حجرة حادة لينحت سهم وقوس لكنه لم يستطع أن يقترب كثيراً من الحيوانات ليضربهم لكنه لم يستسلم، أنا رأيته يمشي ببطئ مع ساقه العرجاء كل يوم.
اليوم أنا وقفت على قدمي.
"إلى أين تذهبين؟"سأل رايفن وهو يحدق بي.
"أريد أن أساعدك باصطياد الحيوانات"أجبت أنا.
أنا كنت خائفة أن رايفن يرفضني لأنه لا يثق بي لكنه أختار أن يثق بي.

رايفن أخذني عميقاً في الغابة باتجاه الشمال، أنا يجب علي أن أصطاد الحيوانات باتجاه الجنوب.
أنا وقفت بعيداً ورأيت باتجاه الشمال واعتقدت أنه يمكن أن يوجد مدينة بهاذا الاتجاه، أنا التفت باتجاه الجنوب أين يقف رايفن وفجأة فكرت بشيء، تذكرت أول يوم التقيت مع نورا في العطلة لقد كان يوماً مشمساً مع بعض الرياح وكنت أقف في طابور محل الأيس كريم، ورأيت صديقتي نورا، أنا لا أعرف ماذا كنت يجب أن أقول لكننا تحدثنا مع بعضنا قليلاً، أنا تذكرت ماذا نورا قالت
"في يوم من الأيام سنتقابل مجدداً في مكان مختلف"
قالتها والأيس كريم تملئ وجهها وقتها ضحكت بشدة كم كانت ذكريات جميلة.
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
مرحباً أصدقائي😊
أسفة كثيراً على التأخير الأن عدت وسأبدأ بالكتابة وسأعوض الأيام السابقة وأكتب أكثر😁
أمل يعجبكم الجزء وأعطوني رأيكم عنه😊💗

ᏟᎾᏢᎥᎬs حيث تعيش القصص. اكتشف الآن