6

7.7K 228 3
                                    

الفصل السادس "أيهما أحببـت"
-------
دُهش عُـدي من سؤالها الغير متوقـع،وبدأت الظنون تصل إلي ذهنه،لمـاذا أختارت هذا السؤال دوناً عن غيره،أيُعقل أن تكون قد علمت بحقيقتـه أم أنه مُـجـرد سؤالا خطر ببالها،وهنا نظر لها عُـدي في هدوء ثم تنحنح في الحديث قائلاً،بنبرآت مـرحهً....
-أسمي يفرق في أيه وياكِ!...انا حد عاشق ولقاكِ.
فغـرت مـرام فاهها وهي تنظُر له في بلاهـه ،مُـردده...
-إنت هتغني!!..شكلك مُتعدد المواهب يا أُستاذ عُـدي.
أبتسم لها عُـدي في هدوء حاول فيه إخفاء قلقـه من ترديد سؤالها مره أخري ولكنها هتفـت مُكـرره سؤالها....
-بس مقولتليش..أيه أسمك الحقيقي!!.
وضع عُـدي يده في جيب بنطاله ثم هتف بنبرآت ثابتـه...
-لا دا اسمي الحقيقي...عُدي رأفت الألفي..بس.
أومأت مـرام برأسها مُتفهمه ثم هتفت قائله بنبرآت هادئه...
-بس تعرف أنك شخصيه بسيطه أوي،وإجتماعي بتاخد علي الناس بسُرعه.
أبتسم لها في هدوء ثم تابع بنبرآت واثقـه...
-بالظبط هي دي شخصيتي..بحب أعيش حياتي ببساطه،الحياه مش مستاهله نحسبلها.
-عنـدك حق.
أردفت مـرام بتلك الكلمات وما أن وصلـوا داخل المنزل بالمـزرعه حتي هتف عُـدي قائلاً بعد جلوسـه بجانبها علي أحد المقاعد...
-ممكن سؤال تاني معلش.
أطلقت مـرام ضحكه بسيطه ثم أردفت قائله بنبرآت ضاحكـه...
-دا يوم الإعترافات العالمـي ولا أيه!!...أتفضل أسأل!.
تنحنح عُـدي قليلاً قبل أن يبدأ حديثه بنبرآت ثابته وهو يتفحص ملابسها قائلاً...
-إنتِ مُختلفه أوي عن كُل البنات اللي قابلتهم في حياتي،،بس كُل الإختلافـات بينكم مقبوله ،بس ليه دايماً لبسـك بالطريقه دي ومبيتغيرش!!.
وجهت مـرام أنظارها بإتجاه ملابسه ثم هتفت قائله بنبرآت مُتسائله...
-طريقه أيه!!.
أردف عُـدي مُتابعاً بنبرآت ثابتـه وهو يُلاحظ تحول معالم وجهها للإستغراب الشديد...
-يعني لابسـه دايماً بناطيل جينس وعليها جواكيـت من خام الجلد او شيميـزات كروهات وشعرك دايماً واخد وضع الكحكه ،يعني الواحد مش عارف لونه او حتي طوله..دا غير النضاره اللي طول الوقـت لبساها.
رفعـت مـرام أحد حاجبيه ثم عدلت من وضعيـه نظارتها ،هاتفـه بنبرآت حـازمه...
-بس أنا مش فاضيـه للكلام دا وشغل الكوافير والبيوتـي سنتر..لان وقت شغلي أهم.
أبتسم عُدي في هـدوء ثم هتف بنبرآت هامسه وهو يقتـرب من أُذنها ويقوم بفك شعرها في هدوء حتي انسدلت جميع خُصلات شعرها علي ظهرها،هاتفاً..
-تعرفي بقا أن كدا أحلي!!.يعني أصلك بنوته رقيقه وجميلـه،فمتحاوليش تتداري الجمـال دا باللبس دا وتعملي فيها مستـرجله،لمُجرد أنك تثبتـي للناس..أنك شخصيه قويه،،إنتِ ممكن تكوني قويـه ومازلتِ مُحتفظـه بأنوثتـك.
رمقتـه مـرام بجانب عينيه في إرتباك كيف له أن يعـرف هذه المعلومات المهولـه عنها ولماذا سمحـت له أن يتعدي حدوده معها ويتدخل في خصوصياتُهـا،وهنـا هتفت مـرام بنبرآت جامـده...
-انا مبسـوطه كدا..وبعدين انا بكُل حالاتي قويه بس كُل الموضوع إني مش فاضيه لحوارات البنات دي.
-----
-ها يلا قوليلـي الحلق في أنهي إيـد!!.
أردف عُمر بتلك الكلمات وهو يُخبأ إحدي فردات حلقهـا بين يديه في حين نظـرت له نـوران في غيظ ثم تابعت بنبرآت مُغتاظه...
-اممم هنا.
أشارت نـوران بيدها ليفتح عُمر يده المُشار إليهـا قائلاً...
-غلط مش هنـا.
جـزت نـوران علي أسنانهـا ثم تابعت بنبرآت أكثر غيظـاً...
-علي فكره بقا يا أُستاذ عُمر، أنت بتخُم..وحاسه ان الحلق مش في أي كف من دول!!.
أبتسم عُمر لها في خُبث ثم هتف بنبرآت يشوبها ملامح البرائه...
-إنتِ تعرفي عني الكلام دا بردو...وبعدين طول ما إنتِ بتقولي يا أُستاذ عُمـر ،مش هتاخدي الحلق بتاعك .
رفعت نـوران أحد حاجبيها ثم أردفت في تساؤل..
-أمال أقولك أيه!
-عُمـر بس.
أردف عُـمر بتلك الكلمات في حين نظـرت هي إليه بنظراث خُبث ثم أقتربت منه بخُطوات هادئـه وهي تمـد يدها بإتجاه ياقـه قميصه لتلتقط حلقها المُخبأ بواسطته،مُـردده...
-قولي بقا يا عُمر الحلق بيعمل أيه في ياقه القميص بتاعك!!!..يعني كُل الوقت دا بتلعب وإنت بتخم!.
أبتسـم لها عُمر في تنحنح قائلاً...
-تلاقيه شبك في القميص وانا مش واخد بالي...متظلمينيش يا شيخه.
أطلقت نـوران ضحكه عاليـه،لتجعل عُمر ينظر لها في هُيام قائلاً...
-يالهوتي..ياما نفسي فيك يا عسـل.
رفعـت نـوران أحد حاجبيها ثم تابعـت بنبرآت مُغتاظـه...
-نعم!!.
-لا دي بس جُـزء من الشعر العتيق بتاعي.
أردف عُـمر بتلك الكلمات أثناء نظراته لملامحها الضاحكه علي أثر كلماته،في تلك اللحظه تابع قائلاً بنبرآت مُتسائله..
-إنتِ حبيتي قبل كدا!
إنتاب نـوران الإستغراب الشديد من سؤالـه المُفاجـيء،ثم أخفضت رأسها في هـدوء قائلـه...
-لا محبتش قبل كدا ومش بفكر،،علشان عُـدي معوضني عن أي حاجه ممكن أفتقدها.
ومـا أن أنهت حديثها حتي هتفـت مُتابعـه بنبرآت ثابته...
-ممكن نرجعلهم بقا!.
نظـر لها عُمـر في حُـزن فقد أستنتج أنها فهمت ما يُرمي له،وأنـها ترفض تقربه لها،فشعـر بالضيق الشديد وأتجـه معها إلي المنزل داخل المزرعه دون أن يتحدث مُطلقاً...
-----
-ريحي نفسك يا عفاف هانم مفيش خـروج من الفيلا دي أبداً،إلا لو رجعتي عن اللي عاوزه تنفذيه ورجعتي تعيشي بينا تاني.
أردف مُهاب بتلك الكلمات بنبرآت جامده في حين تابعت السيده عفاف وهي تنظُر له بوجهاً مُكفهـراً..
-أوعي تكون فاكر انك كدا بتلوي دراعي...انا سبق وقولتلـك،فوق من الطريق دا علشان أرجعلك تاني..لو عيالي عرفوا أنك حابسني هيكـرهوك وانا بنصحك تبعد عني كفايه انا كـرهتك.،،ويا سلام لو نـوران عرفت بكُل فضايحك دي،ولو كان علي عُـدي ،فتصرفاته نابعه نتيجه قله أهتمامـك بيه ولما كبر افتكرته وبدأت تخليه يصاحب بنات،،إنت السبب في تغيره...عُـدي عُـمره ما كان حقير زيك ولا هيكـون.
أطبق مُهـاب قبضه يده في نفاذ صبر حتي لا يرتكب تصرفاً متهوراً،،ثم نظر لها نظرات ناريه قائلاً...
-يبقي حكمتي علي نفسـك ،تفضلي هنا طول العمـر،سلام يا عفـاف هانم.
رمقتـه السيده عفاف شذراً ثم أشاحت بوجههـا للناحيه الأُخـري علي الفـور...
-----
-تسلم إيدك يا كبير.
أردف عُـدي بتلك الكلمات موجها حديثه لصديقه في حين تابعـت مـرام قائلـه..
-بجد إنت طباخ ممتاز أوي يا أدهم ،الأكل حلو أوي.
أبتسم أدهم بشده علي حديثهم ثم تابع قائلا بنبرآت واثقـه....
-تسع سنين عايش لوحدي ،لازم أتعلم الطبخ والكنس كمان.
أطلق الجميع ضحكات عاليـه علي حديثه في حين هتفت نـوران قائله من بين ضحكاتها...
-طيب وإنت ليه مفكرتش تتجـوز!!!.
رمقها أدهم بنظرات هادئه ثم تابع بنبرآت ثابته...
-مشكلتـي هي إن البنت اللي تدخل قلبي لسـه مقابلتهاش..أنا مش هتجوز علشان تطبخلي ،أنا هتجوزها علشان هتكون أم ولادي وللأسف مش لاقيها مع إني قابلت أشكال وألوان من البنات في شُغلـي.
ومـا أن أنهي حديثه حتي أكمل موجهاً حديثه لنـوران...
-ملاقيش عندك عـروسه يا آنسـه نـوران!.
شـرعت نـوران في الرد عليه ولكن وجـدت عُمـر يقطع حديثها مُـرددا بنبرآت مُغتاظـه...
-حد قالك إن آنسـه نـوران شغاله نونا المأذونـه يا عم أدهم!!!.
في تلك اللحظه نظرت مـرام بإتجـاه أدهم الذي بادلها نفس النظرات ثم شرعوا في الضحك بطريقه هيستيريـه وسط نظـرات عُمـر الناريه لهم...
لم يفهم عُـدي ما يحدث ولكنه شعر بالضيق عندما تبادل كلاً من أدهم ومـرام النظرات والضحكات
ومـا زعجه أكثر هو عدم تفسيره لهذا الشعور،ولكنه هتف مُحدثاً نفسها في ضيـق...
-مُستحيل يكون شعور بالغيره..وبعدين انا مالي تهزر أو لا .
في تلك اللحظـه نهض عُـدي من مجلسه ثم هتف قائلاً بنبرآت ثابتـه...
-شكـراً يا أدهم علي الغدا ،بس مضطرين نمشي علشان أمتحانات نـوران قربت ولازم تركز أكتر في المُذاكـره.
أومـأ أدهم برأسـه مُتفهماً ثم تابع بنبرآت سعيده...
-بجد كان أحلي يوم نقضيه سوا وبإذن الله بعد أمتحانات نـوران هنكـرره تاني.
أبتسـم له عُـدي في هـدوء ثم تابع قائلاً...
-أكيد إن شـاء الله.
في تلك اللحظـه إتجه أدهم بصُحبه عُـدي ونـوران خارج المـزرعه لتوصيلهم وقد إنضمت إليهم مـرام التي ظلت تتحدث مع نـوران وقد تبادلا أرقام هواتفهـم....
------
ظل عُمـر ينظُر لهم من نافذه المنـزل بضيق شديـد ،فقلبـه قد تمرد عليه واصبح مُصاحباً لتلك الجميله كظلها،وأشد ما أحـزنهُ أنه لن يستطع رؤيتها أو الوصول لها مُجدداً،في تلك اللحظه زفر عُمـر في ضيق ثم أتجـه إلي المقعد التي كانت تجلس عليه،وهنـا جحظت عيناه في ذهول عندما رأي حلقها مُلقي علي هذا المِقعد فقام بإلتقاطـه علي الفور ثم شـرد لبعض الوقـت وقد أرتسمت علي وجهه إبتسامه فـرحه ثم هتف بنبرآت خافتـه...
-معقـول تكون دي رساله ليـا...وإننـا هنتقابل تاني!!!.
قـام عُمـر علي الفـور بوضعه في جيب سترتـه وهو يزفُر في إرتيـاح قائلاً...
-يارب لو كُنت خيـر ليها وهحافظ عليها من نفسي قبل النـاس،فأجمعنـي بيها علي خيـر،،يمكن لسه عـارفها من كام يـوم ،بس دايماً النصيب لما بيخبط علي قلب صاحبـه ،بيفتحلـهُ الباب وبيقولـه دي مملكتـك ودايماً كانت مقفوله بالقفل ومظلمـه كان صعب أوي حـد يدخلها ولو حـد فكر يدخل المملكـه دي بتصيبـه لعنه وبيرجع خسـران بس إنت قدرت تدخلها بكُل سهوله،،لا ولقيت صورك متعلقه علي كُل جدار المملكـه دي وكان عليها غُبار كتير ،،دا معناه إن المملكه كانت من حقـي رغم إني مش اول واحد يفكر يدخلها بس أنا أو واحد أنجح في الدخـول ،أه انا أول واحد أنـور المملكـه دي بالمصابيح وأزرع فيها بذور الثقـه والحُب بعد ما كانت أرض بـور..فيارب سهل عليـا دخول مملكتـي اللي ساكنه جواها وساعدني أخلي المملكه دي دايماً بتنور بمصابيح الامل والثقـه ،بس لو كُنت مش صاحب المملكـه الحقيقي،،أزرع فيا الخير علشان أكون جدير بيها.
وما أن أنهي كلامـه حتي رفع رأسه للسمـاء مُـرددا بصوتاً خافتاً....
-يااااارب.
-------
"في صبـاح اليوم التالـي"
كانت تغط في سبات عميق حين أعلن هاتفها عن وصول إتصالا فقامت بإلتقاط الهاتف بنبرآت مُتأففـه ثم نظرت إلي شاشه الهاتف لتجـده هـو...
في تلك اللحظـه أسرعت في تعديل وضعيـه نومها ثم أجابت علي الفور بنبرآت مُضطربه يشوبها بعض السعاده...
-ألو طارق أزيك!!.
أتاها صوته يهتف بنبرآت ثابتـه...
-أزيك إنتِ يا ريم ،،مجيتيش الجامعه يعني!!.
سعـدت ريم بشده من ملاحظته لغيابها ،فهتفت مُـردده بنبرآت فـرحه...
-إنت مستنيني!!.
أردف طارق مُتابعاً بنبرآت مؤكـده...
-اه يا بنتـي..أصلي زهقان فقولـت نُخـرج سوا.
لم تستطع ريم إستيعاب حديثه لها فهتفـت مُـردده بنبرآت متسائلـه...
-طـارق إنت كويس!!
أطلق طـارق إبتسامـه وصلت إلي مسامعها،ثم تابع بنبرآت ثابتـه...
-انا دلوقتي بس بقيت كويس،،وفهمـت إن محدش في الدُنيا دي يستاهل حُبـي غيرك.
حجظت عيناي ريم من الصـدمه ولم تستطع أن تتحدث بكلمه واحده بل ظلت الدموع تنساب علي وجنتيها في ذهول في حين أكمل هو بنبرآت مُتسائلـه....
-إنتِ معايـا!!!
-اه معاك.
أردفت ريم بتلك الكلمات بنبرآت هادئه للغايه يشوبها بعض الذهول في حين تابع هو قائلاً بنبرآت حاسمـه...
-بصي البسي وتعالي الجامعه علشان نعـرف نتكلم براحتنا.
-حاضر
-----
كان يجلس إلي مكتبـه شارد الذهـن كُليـاً حينما دلفت هي داخل المكتب ثم هتفت بنبرآت صـارمه...
-شوفت يا عُمـر مش انا عرفت مكان الملجأ اللي مُهـاب رضوان بيبيع فيه البنات،،وانا أقول أزاي محدش توصل للمعلومات دي عنه،وطلعت الحقيقـه أنـه عامل ملجأ يكون واجها للمُفتشين والحكومه وملجأ تاني موجود في قريـه نائيـه جداً وكُل البنات اللي فيه فوق سن ال 18،بإستثنـاء كام واحـده رفضوا يفارقوا أخواتهم.
ومـا أن أنهت حديثها لتجده شاردا في عالم أخر ،في تلك اللحظـه هتفت مـرام له بنبرآت مُغتاظـه..
-عُمـر انا بكلمك!..معقول مسمعتش حاجه من اللي انا قولتها!!!.
نظـر لها عُمـر في هـدوء شديد ثم تابع بنبرآت آسفـه...
-أسفـه يا رومـا بس سرحت شويه.
جـزت مـرام علي أسنانها ثم تابعت بنبرآت جامـده...
-إنت أتغيرت اوي يا عُـمر...ياريت مشاكلك العاطفيه متكونش في الشُغل!.
نظر لها عُمـر في ضيق ثم تابع بنبرآت غاضبـه وهو يلتقط منها الأوراق بيده....
-شكـراً ياأُستاذه مـرام علي النصيحـه...وسيبيلي الورق دا انا هشوف كُل حاجه بنفسـي.
إنتـاب مـرام شعور بالضيـق لجفاف طريقته معها ثم تابعـت بنبرآت أشبه للبُكـاء...
-كدا يا عُمـر تكلمني بالطريقه دي!!.
جدحها عُمـر من جانب عينيه ثم تابع بنبرآت مُغتاظـه...
-كدا يا مـرام هانم تكلمي أخوكي الكبير بالطريقه دي!!!.
أبتسمـت مـرام بهدوء علي معالم وجهه ثم تابعت بنبرآت آسفـه....
-أسفه يا عُمـر بس بجد انا أكتشفـت بلاوي.
بادر عُمر بإمساكها من أحد أُذنيها ،مُـردداً...
-للمـره المليون بقولك متقوليش كلمه أسفه دي تاني..لا ليا ولا لغيـري..مفهوم!!!
أبتسمـت مـرام في هـدوء ثم أردفت بنبرآت ضاحكـه ....
-تمام...بس قولي أيه اللي مـزعلك!!.
تبدلت معالم وجهه للضيـق ثم تابع بنبرآت هادئـه...
-مش عارف هوصلها أزاي تاني!!!
أبتسمت مـرام في خُبث ثم أردفت بنبرآت ذات معني...
-هو دا اللي مـزعلك بس!!!.
ضيق عُمـر عينيه ثـُم هتف بنبرآت مُتلهفـه...
-قصدك أيه يا رومـا!.
أطلقت مـرام ضحكه عاليـه ثـُم تابعـت بنبرآت أكثر ثقـه...
-انا معايا رقم فونهـا.
فغـر عُمـر فاهـه ثم أقترب أكثر من مـرام وقام بإمساك كفيها وتقبيلهما وسط ضحكاتها مُـردداً...
-حبيبه قلبي أُقسـم بالله...ربنا يخليكي ليا يارب واشوفك عروسـه كدا وأرقصلك في الفـرح.
جحظت عيناي مـرام ثم تابعت بنوع من البلاهـه...
-ها!!!
عدل عُمـر من حديثه بنبرآت أكثـر مـرحا قائلاً..
-قصدي أطبلك في الفرح.
رفعت مـرام أحد حاجبيها ثم هتفت بنبرآت مُتسائلـه...
-واو يا عُمـر إنت بتعرف تطبل!!
-لا طبعاً.
أردف عُمر بتلك الكلمات بطريقه أثارت ضحكاتها العاليه في حين تابـع هو بنبرآت مُغتاظـه...
-هاتي الرقم يا شيخه بقا الله يحرقك.
-----
خـرجت نـوران من محاضرتها للتـو وظلت تُعيد إتصالاتها علي صديقتها ولكن لا رد،فقلقـت عليها بشـده فـزفرت نـوران في ضيق وقررت التوجـه خارج الجامعه لإنتظـار أخيها...
ظلت نوران تنتظـر شقيقها لبعضاً من الوقت ثم وجدته أمامها فصعدت السيـاره علي الفور وما ان رأي عُـدي معالم وجهها حتي هتف بنبرآت مُتسائلـه يشوبها بعض الشك...
-نـوران ،الواد دا أتعرضلك تاني!!!.
أومأت نـوران برأسها سلبا ثم تابعـت بنبرآت قلقـه...
-لا خالص..بس ريـم مجاتش المُحاضـره النهاردا وكمان برن عليها ومش بترُد خالص،،انا مش متعوده ارن عليها ومتردش.
أبتسم لها عُـدي في هدوء ثم تابع وهو يربُت علي خُصلات شعرها قائلاً...
-متقلقيش ،إن شـاء الله خير.
أبتسمـت له نـوران في هـدوء مُـردده...
-إن شاء الله.
-------
نظـر مُهـاب إلي الأوراق الموضوعـه أمامه في تأفُف،ثم تابـع مُـردداً بنبرآت خافتـه...
-دول بياكلوا في الملجأ بفلوس أكثر من اللي بيجيبوهـا...وانا هجيبلهم أكل كُل شويـه دول منين،،انا كدا مُضطر أعلي في سعر بيعهم شويـه،،اوووف بس انا مش فاضـي أروح أتمم علي كميات الأكل اللي هتوصل هناك.
وأثنـاء مُحادثتـه لنفسـه وجد الشخص المُناسب الذي يحل مكانه فقام بمُحادثه عُـدي علي الفور وما أن أتاه صوت ابنـه حتي هتف قائلاً بنبرآت مُتسائلـه...
-إنت فين يا عُـدي!.
أردف عُـدي هاتفا بنبرآت ثابتـه...
-كُنت بجيب نـوران من الجامعـه وراجعين البيت.
في تلك اللحظـه هتف مُهـاب مُتابعاً في ثبات...
-طيب حصلنـي علي البيت ،علشان عاوزك ضـروري.
-تمام.
وهنا أغلق عُـدي الهاتف مع والده ثم تابع بنبرآت خافتـه قائلاً...
-لما نشوف إيه المُصيبه المرادي.
------
دلفت مـرام خارج سياره عُمـر التي وقفـت أمام منزلها مُباشره ثم تابعـت مـرام بنبرآت هادئـه...
-عُمـر،،لما تروح وترتاح شويه كلمني ،،علشان نشوف هنعمل أيه في موضوع الملجأ دا.
اومـأ عُمر برأسه إيجابا وهو يُشير بأصابعـه إلي كلتا عينيه مُـردداً...
-من عنيـه.
أبتسمـت له مـرام في هـدوء ثم دلفت إلي العماره وسط نظراته المُتابعـه لها وما أن أطمأن عليها حتي إنطلق بسيارته عائداً إلي منزلـهُ...
قـاد سيارته مُنطلقا بها إلي المنزل وسط سعادتـه الغامـره بحصوله علي شيئاً منها وأثناء شروده بمعالـم وجههـا وجد هاتفه يُعلن عن وصول إتصالاً....
إلتقط عُمـر الهاتف علي الفور ثم نظـر إلي المُتصل ليراه السيد حلمي السيـوفي فقام بالرد علي الفور بنبرآت مُشتاقـه...
-عمـي حلمي،،ليك وحشـه والله.
أبتسم حلمي بهدوء شديد علي حديث عُمـر ثم تابع بنبرآت هادئـه...
-وإنت يا عُمـر يابني وحشتني أوي.
أردف عُمر مُتابعاً بترقُب ونبرآت مُتسائلـه...
-عمـي إنت تعبان!!..حاسس بتغيير في صوتك!.
تنهـد حلمي تنهيـده طويلـه ثم تابع بنبرآت هادئـه...
-انا قلقان اوي علي مـرام يا عُمـر...ما انا ياما حكيتلك عن مُهـاب رضوان وبلاويـه السودا،لو جـرالها حاجه انا ممكن اتجنن فيها،حاول يا عُمـر تعقلها تبعد عن مُهـاب وانا في اقرب فرصه هرجع مصر وهتولي الموضوع دا بنفسـي.
حـزن عُمـر بشده علي السيد حلمي وقلقـه علي إبنته في تلك اللحظـه هتف عُمـر مُتابعاً بنبرآت أكثر هـدوءً...
-مكنتش أعرفك أنك مش بتثق فيا كدا.
زفـر حلمي في ضيـق ثم تابع بنبرآت حـزينـه...
-يابني انا واثق فيـك جداً ،وإلا مكُنتش أمنتك علي بنتـي بس انا خايف عليكم بجد.
أردف عُمـر مُتابعاً بنبرآت مُتفهمـه...
-انا عارف أنك خايف علينا...بس إنت عارف بردو مـرام وعنادها ،،وانا بصراحه معاها إنهـا تكمل في القضيـه دي...ومتقلقش انا دايماً جنبها وطول ما انا موجود معاها لازم إنت تطمن وبعدين انا كُل يوم بعدي عليها وطول الوقت قدام عيني،أطمن إنت بس.
-ربنا يُستر يارب،،ويبعد عندكم أي شـر.
--------
-طـارق ،أنا بحبك من سنين ،بس من فتره كبيره قررت أبعد لأني شوفـت في بُعـدي فرحتك وفجأه ترجع إنت تقولي بحبك...لو سمـحت إنت واثق من كلامـك دا ولا هيتكتب عليا دايماً افضل بحب حد محبنيش!!!
أردفت ريـم بتلك الكلمـات بنبرآت مُتلهفـه في حين تابـع طـارق حديثه وهو يُقرب يده من يدها هاتفاً في ثبـات...
-لا بحبك وعارف انا بقول أيه..وهفضل دايماً جنبك وكُل الأيام اللي زعلتي فيها هبدلها بسعاده.
أبعـدت ريـم يدها علي الفـور بحركات مضطـربه ثم أبتسمـت له في عشق مُـردده...
-ربنا يخليـك ليا.
-------
-نـوران حبيبتـي أطلعي لأوضتـك وانا هشوف بابا في المكتـب ولا لأ .
أردف عُـدي بتلك الكلمات في حين أومـأت نـوران برأسها فـي تفهُـم ،مُـردده...
-حاضر.
وبالفعـل إتجهـت نـوران إلي غُرفتها ،ثم دلفـت إلي المـرحاض مُباشـره وما هي إلا دقائـق حتي أعلـن هاتفهـا عن وصول رسالـه،فهـرولت بإتجاه الهاتف مُباشـره،مُـردده في لهفـه...
-أكيد فون ريـم أتفتح.
إلتقطـت نـوران هاتفها علي الفـور وقامـت بفتح الرسالـه في هـدوء ثم جحظـت عيناها في صدمه وهي تُـردد فحوي الرساله بإستغراب شديد قائلـه...
- "بحبـــك".
جلسـت نـوران علي الفراش ومازلت في صدمتها ثم تابعـت بنبرآت حائـره...
-ودا مين دا!!!...أكيد حد بعتها بالغلـط.
-----
-بس أنا يا بابا مش فـاضي خالص ،وعندي شُغل ضروري بُكـرا.
أردف عُـدي بتلك الكلمات في ضيـق شديد في حين تابـع مُهـاب بنبرآت أكثر صـرامه...
-القريه مش هتاخد منك غير ساعتين سفـر بس هتروح تمضي علي كميات الأكل اللي الملجأ هيستلمها وهترجع علي طول يا أُستاذ عُـدي.
رمقـه عُـدي بنظـرات مُتضايقه ثم تابع بنبرآت ثابتـه...
-بس إنت عارف يا بابا ،،إني مش راضـي عن شُغلك دا ومقرر إني مش هتدخل فيه!.
أطرق مُهـاب بقبضـه يديه علي سطـح المكتـب مُـردداً...
-عُـدي قولتلك أنك هتمضلي علي الورق وباسمـي انا،ومش طول الوقت تعارض كلامي.
نهـض عُـدي من مجلسـه ثم هتف بنبرآت جامده وهو يتـجه خارج حُجـره المكتـب...
-حاضر يا مُهـاب بيـه.
------
-يا مجنـون ما صدقـت أخدت الرقم وكمان بتعترفلها أنك بتحبها..ولما أنت جـريء أوي كدا مكتبتش أسمك في الرساله ليه!!.
أردفـت مـرام بتلك الكلمات بنبرآت خبيثـه في حين تابع عُمـر قائلاً في تهكُم...
-الموضوع ييجي تدريجياً،مش أصدمها كدا مـره واحده .
أردفت مـرام مُتابعـه في تفهم ونبرآت مُقتنعـه...
-تصـدق عـندك حق...المهم قولـي هنعمل أيه بُكـرا!!!...بص انا عرفت عنـوان القريه اللي فيها الملجأ وأسمها ،،إيه رأيك نروح هنـاك بُكـرا نجس النبض ونلقط كام صوره ويمكن نقـدر نطلع بأي معلومـه من أهل القريه.
ظل عُمـر يُفكر في شـرود لبعض الوقـت ثم تابع بنبرآت مُقتنعـه...
-تصدقي عندك حق..إحنا بُكـرا نعمل المشـوار دا ،يمكن نلاقي أي معلومات نمسكها علي مُهاب دا.
------
"فـي صبـاح اليوم التالـي"
وصل عُـدي إلي تلك القريه ويبدو علي ملامحـه الضيـق الشديد من تواجـده في هذا المكان ثم توجه علي الفور حيث يتواجـد الملجأ،وما ان دلف داخلـه حتي وجـد رجال والده في إنتظاره...
في تلك اللحظـه توجه هو إلي المكتب علي الفور ثم قام بالإمضاء علي الأوراق الخاصه بتسليم كميـات الطعام ومـا أم أنتهي حتي هتف ،مُـرددا...
-كدا تمام،انا همشـي بقا.
نظـر له أحد الرجال ثم تابع مُـردداً بنبرآت أكثر إحتـراماً...
-نورتنا يا عُـدي بيـه.
-------
وصلـت مـرام بصُحبه عُمر إلي هذه القريه ،فظلا يبحـثان عن المكان المتواجـد به هذا الملجأ وما أن وصلـوا له حتي هتفت مـرام في هدوء...
-هو دا الملجأ يا عُم....
وقبـل ن تُكمل حديثها جحظت عيناها في صـدمه،ثم هتفت بنبرآت مُتلعثمـه...
-الحق يا عُمـر!!!!!.
يتبع
#علياء_شعبان

أيهما احببتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن