7

7.1K 221 2
                                    


الفصل السابع "أيهما أحببـت"
----
ظلت تنظُر مـرام بإتجاه الملجأ في تـرقُب وسرعان ما جحظـت عيناه في ذهول هاتفـه بنبرآت غير مُصـدقه...
-ألحق يا عُـمر!!
نظر عُمـر بإتجاه الملجأ ثم هتف في إستغراب...
-مين كُل الناس دول!!!...وياتري واخـدين البنت دي فين!!
هتفت مـرام بنبرآت غاضبـه ومازالت تنظُر بإتجاههم...
-مش عارفه ،،بس واضح اوي انهم واخدينها لمكان غصب عنها.
رمقها عُمـر في تفهُم ثم هتف مُهدئاً إياها قائلاً...
-مـرام إهدي وبلاش تهور ..إحنا صحافه مش بوليـس..متنسيش دا وبعدين لو حسوا بوجودنـا ،هنروح فيها ومحدش هيحس بينا في القريه المهجوره دي.
أومأت مـرام برأسها مُتفهمه ثم أكملت مُتابعـه...
-طيب يلا بينـا..بس لحظـه هصورهم .
وبالفعل إلتقطـت مـرام إحدي الصور لهم ثم إتجهوا عائدين إلي حيث جاءوا....
-------
دلف عُـدي خارج الملجأ وسط مجموعه من رجال والده ،بعد أن شكـروه علي مجيئـه ثم إنطلق مُسـرعاً إلي سيارته لكي يصل علي مـوعد عمله....
ترجل عُـدي داخل سيارته ثم إتجه عائداً إلي عمله وأثناء قيادته للسياره ،،رن هاتفه معلناً عن وصول إتصالاً،وهنا قام عُـدي بإلتقاط الهاتف وهو يزفُر في ضيق ،قائلاً...
-أيوه يا مُهـاب بيه!!.
أردف مُهـاب حديثه قائلاً بنبرآت مُتسائله...
-ها يا عُـدي خلصـت الشغل!!
أردف عُـدي مُتابعاً في ثبات...
-أيوه أستلمت شُحنه الأكل ومضيت يابابا ،متقلقش..
-----
-أيه يا حلـوه مالك!!
أردف طاهر مُتابعاً بتلك الكلمات وهو ينظُـر للفتاه نظرات خبيثه في حين تابعـت بسنت قائله بنبرآت طفوليه...
-أنا عاوزه أمشي من هنا ،لو سمحـت مشيني.
رمقها طاهـر في خُبث ثم تابع بنبرآت مُزمجره...
-إنتِ خلاص بقيتي مـراتي والمفروض تسمعي كلام جوزك ،،وبعدين إنتِ شاطره وبتسمعي الكلام،،مش كدا ولا أيه!!.
لـوت بسنت شفتيها ثم تابعـت بنبرآت حـزينه...
-لا انا مش مراتك..إنت قد أبويا لو كان عايش،،بس إنت حيوان ولما أرجع الملجأ هقولهم علي اللي عملته فيا.
أطلق طاهر ضحكه عاليه وهو يقترب منها في تهكُم ثم قام بتكبيل يديها في قـوه قائلاً...
-ومين قالك أنك هترجعي الملجأ!!.
نظـرت له بأعيناً دامعـه ثم هتفت ،مُـردده...
-إنت!!.
قام طاهر بتمريـر أصابعه بين خُصلات شعرها قائلاً بعد أن أتجه ناحيه باب الغُرفه ثم قام بإغلاقه وأقترب منها مُجدداً في هـدوء ...
-كُنت بضحك عليكِ يا حلوه.
أرتعدت أوصال الفتاه وهي تتراجع بخطواتها للـوراء ثم هتفت ببُكاء...
-أبعدي عنـي بقا.
-------
-البرنامج حقق نجاح مُبهـر يا طنط نبيله والإقبال علي مشاهدته بقا فـوق المُتوقـع.
أردف أدهم بتلك الكلمات وهو يجلس بصُحبه السيده نبيله داخل حُجره التصوير في حين تابعت هي بسعـاده...
-الحمدُلله علي قد تعبنا ،،لقينـا....وعلشان المُناسبـه الحلوه دي هعملكم غـدا مخصوص بُكرا عندي في البيت.
أبتسم لها أدهم في سعـاده ثم تابع بنبرآت مُتسائله....
-مقولتليش عُمر ومـرام هيخلصوا شُغل أمتي!!
أردفت السيده نبيله ،قائله بنبرآت مُتحيـره...
-هم دول حد بيعرفلهم مواعيد،،دا خرجوا من الصبح بدري ولحد دلوقتي مـرجعوش البيـت.
أومـأ أدهم برأسـه ثم تابع بنبرآت مُتفهمـه...
-هو شغل الصحافه كدا مش مضمون من جميع النواحـي.
-------
-عُمـر أنا بكلمك ،بتعمل أيه في الفون.
أردفت مـرام بتلك الكلمات بنبرآت مُغتاظه في حين هتف هو بنبرآت هائمـه ومازال مُسلطـاً عينيه بإتجـاه الهاتف...
-هبعتلها رساله تاني.
رفعـت مـرام أحد حاجبيها ثم تابعـت بنبرآت ضاحكـه...
-مجنون يا عُمـر وهتجنن البنـت معاك..يابني لو بتحبها بجـد قولهـا بلاش شغل التخفـي دا!!.
رمقها عُمر في تهكُم ثم تابع بنبرآت هادئه...
-ومين قالك إني مبسوط وانا مجهول بالنسبالها كدا..أنا بس محتـاج اتأكد من مشاعرها تجاهـي،،انا بحبها بجد يا مـرام،ومصدقت لقيتها..لازم أتاكد من مشاعرها ناحيتي وبمُجرد ما اعرف بتقبُلها ليا هكلم عُـدي وهتقدملها فوراً،،لكن مضيعش كُل أوقاتي بفكر في حد وبعشقـه ويصدمني ويصُـدني.
أبتسمت له مـرام في هـدوء ثم تابعـت بنبرآت مُتفهمـه...
-نـوران عُمرها ما حبت قبل كدا..تعرف أنها شبهك أوي وطيبه زيـك..علشان كدا ربنا حطها في طريقك وإن شاء الله تكون من نصيبـك.
هتـف عُمر في تلك اللحظـه مُـردداً بنبرآت فـرحه...
-اللهم أمييييين.
وبينمـا يتحدثان توقفـت السيـاره عن الإقلاع وهنا هتفت مـرام في ضيـق...
-يالهووووي...لا بالله عليكي كملي...لسه قدامنا ساعه علشان نوصل.
نظـر لها عُمر في ضيق قائلاً...
-هو إنتِ وعربيتك مبتعملوش خير أبداً..إنتِ مش وراكي غير الحقني يا عُمر لما قطعتي خلفي..وعربيتك لازم تخليني امشي الف كيلو علشان الاقي ميكانيكي...حسبي الله.
ضيقت مـرام عينيها ثم تابعت في غيظ...
-كدا يا عُمر ماشي ،كُله بحسابه وبمُجرد ما نرجع البيت نفض الصحوبيه دي وياريت مترنش عليا تاني!!.
أطلق عُمـر ضحكه عاليه ثم تابع بنبرآت تتماثل للحُزن...
-وأخسـر المُنبه اللي بيصحيني كُل يوم.
-انا مُنبه كمان!!!.
أردفت مـرام مُتسائلـه بتلك الكلمـات في حين هتف هو قائلاً بنبرآت خبيثه.
-اه والله العظيم ...إستني أسمعك.
قام عُمـر بإلتقاط الهاتف مُجـدداً ثم قام بتشغيل أحد التسجيلات بصوتها وهي تصيح به قائله "ألحقني يا عُمـر"...وما أن سمعت مـرام هذا التسجيل حتي أطلقت ضحكه طويله وهي تهتف في هيستيريه ضحك....
-عامل صوتي نغمه مُنبه يا عُمـر...مجنـون أقسم بالله.
في تلـك اللحظـه ترجل عُمـر من السياره ثم تابع بنبرآت مُغتاظـه...
-منـك لله يا شيخه ، هشتغل ميكانيكي علي أخر الزمن.
وما أن انهي حديثه حتي قام بفتح شنطه السياره ثم أخرج منها المُعدات الخاصه بالسياره وبعدها قام بفك أحد إطارات السياره المُـراد إعاده تأهيله ومـا أنه أنتهي حتي هتف بها قائلاً في إرهاق...
-بصي يا مـرام انا هشوف أقرب ميكانيكي هنا،وإنتِ متُخرُجيش من العربيه وأنا هـرن عليكي كُل شويه سمعـاني!!.
رمقته مـرام في تفهُم ثم هتفت بنبرآت هادئـه...
-حاضر بس متأخرش.
أومأ عُمر بنبرآت مُتفهمه ،مُـردداً...
-متقلقيش مش هتاخر عليكي.
-----
-اووووف بجـد عيني وجعتني من الكتـاب،،يارتني كُنت ذاكرت من أول التيرم ،لكن أنا لازم أطحن نفسي في أخر أسبوعين...يلا الحمدلله.
أردفت نـوران بتلك الكلمات وهي تنهض من مكتبـها الخاص بالمُذاكره ثم إتجهت ناحيه الفراش لتمسك بهاتفها ،ثم تقوم بتشغيله من وضع "صامت" ،فهي لا ترغب في مكالمه أحد أثناء دراستها للمُحاضرات ،وهنـا وجدت رساله من نفس الرقـم فقامت بفتحها بترقُب شديد لتقرأها في إستغراب قائله...
- "بحبـك للمره التانيـه،يا سجينـه مملكتـي".
رفعت نـوران أحد حاجبيها ثم تابعت بنبرآت مُتضايقه...
-بحبك للمره التانيه!!...دا قاصد بقا!!...بس يا تـري مين دا!!.،،أنا أصلاً بفكر في رسايل هبله زي دي ليـه انا هـروح اكلم الهانم اللي شافت إتصالاتي ومعبرتنيش.
وبالفعـل إتجهـت نـوران ناحيه نافذه غُرفتها ثم قامت بإجراء إتصالاً لتجد هاتفها مشغـول وهنا تابعـت نـوران مُحدثـه نفسها...
-بتتكلمي في الفون يا ريم هانم،،يعني شوفتي مكالماتي وماتصلتيش عليا...ماشي يا زفتـه...أحسن حل أنام شويه بجد مُرهقـه.
------
-بجد يا طارق!!!
أردفـت ريم بتلك الكلمـات وهي تهتف بنبرآت سعيده في حين تابع طارق بنبرآت هادئه...
-طبعاً يا روحي ،هو انا عنـدي كام ريم...ها تحبي تُخرجي فين!!!.
سعـدت ريم كثيراً من حديثه ،فهي أصبحـت تعشقـه أضعاف عشقها له،،لدرجه أنها أصبحـت عمياء عن الجميع في حضرتـه ولكنها لا تعلم حقيقه إهتمامه بها،،وهنا هتفت هـي بنبرآت مُفكره...
-اممم ،،انا نفسي أروح ملاهي أوي يا طارق!!.
أبتسـم طارق في هـدوء ثم تابع بنبرآت حاسمـه قائلاً...
-تمام نروح بُكرا الملاهي...ودلوقتي انا هقفل لأني محتاج أنام.
أردفت ريم مُتابعه بنبرآت مُتفهمـه...
-ماشي يا قلبي،،تصبح علي خير.
أردف طارق مُتابعاً بنبرآت هادئه...
-وإنتِ بخير...بحبـك بقا!!.
-وانا بعشقك.
هتفت ريـم بتلك الكلمات والسعاده تعتريها ثم أغلق الهاتف ،لتقـم هي بإحتضان الهاتف مُـردده في سعاده...
-أخيراً حس بيا...يارب قـربه مني أكتر وأكتر.
-------
تقـاربت الساعـه للخامسه مساءً،،ومازلت مـرام تنتظـر عُمـر الذي تأخـر كثيراً وهاتفـه خارج نطاق التغطيه،وذلك لأن شبكـه الإتصالات في هذه المنطقـه تكاد تكـون مُنعـدمه...
في تلك اللحظـه هتفت مـرام مُحدثه نفسها بنبرآت قلقـه...
-أتأخرت ليه بس يا عُمـر...ياربي أنا قلقانه عليه أوي..دي أول مـره يعملها.
ظلـت مـرام تهز قدميها في توتـر شديد وهي شارده الذهـن في تأخر عُـمر،،وهنا قام أحـداً بالطرق علي زُجاج السياره هاتفاً في هـدوء...
-محتاجـه مُساعده!!!.
نظـرت مـرام لهذا الشخص بقلق شـديد ،فهي لم ترتاح لمظـهره أبداً،،ثم هتفت مُسرعه بنبرآت ثابتـه وهي تومـيء برأسها..
-لا شُكـراً.
أعاد هذا الشخص طرقاتـه علي زُجاج السياره مُجدداً،بينما قامت هي بفتح زُجاج السياره لتهتف بضيق قائله...
-حضرتك مسمعتنيش!!!...أنا مش عاوزه مُساعده.
نظـر هذا الشخص بعينيه ناحيه شيئاً مـا لتنظُـر مـرام لنفس الإتجاه لتُصدم عندما تجد رجل أخر يقترب منهما في تلك اللحظـه قامت بإغلاق زُجاج السياره علي الفـور وهي تبتلع ريقها بصعوبه شديده...
إقترب الرجلان من السياره ثم أخذوا يدفعون زُجاج السياره في قوه بينما أخـذت مـرام تصرُخ في هلـع هاتفـه...
-ألحقـوني!!!!!.
قام أحدهما بكسر الزجاج وفتح السياره من الداخل وهو يهتف بنبرآت مُزمجـره...
-هاتي كُل حاجه معاكـي يلا...وإنـزلي من العربيه.
صـرخت به مـرام في غضب مُـردده بنبرآت صارمـه...
-لا مش هتاخد حاجـه ويلا أمشـوا من هنا لأوديكوا في ستين داهيه.
أطلق أحدهم ضحكه عاليه في حين قام الاخـر بجذب ذراعها في عُنف وإخراجها من السياره وسط صرخاتها المُرتعـده وهي تهتف قائله...
-أبعـد عني يا حيـوان انت وهو.
وهنـا دلف أحدهم داخل السياره ثم قام بأخذ هاتفها وما وجده من أمـوال ،بينمـا أفلتت هي يدها وظلت تُهـرول بعيداً عنهم بأنفاس مُتقطعـه...
بينمـا قام أحدهم بالصريخ لصديقـه مُـردداً...
-ألحق البـت جريت هاتها بسُرعـه.
رمقها صديقه بنظرات لا مُباليـه قائلاً...
-ياعم إحنا مش خدنا الفلوس والعربيه،هنعمل بيهـا أيه!!.
قام صديقـه بضربه بقوه علي كتفـه ،قائلاً...
-يا حمـار دي فُرصه متتعوضش ،،أجري هاتها بسُرعـه.
أخـذت تُهـرول بأنفاس لاهثه والدموع تتساقـط من مُقلتيها ثم تنظُر للخلف لتجد أحد الرجال يهرول ناحيتها،مُحاولاً الإمسـاك بها وبالفعـل نجح في إمساكها ثم قام بتكبيل يدها ليُقيد حركتها بينما أخـذت تصرُخ في هلـع ،تستغيث بأحـدا. ولكنها تعلم جيداً أنها من الطُرقات السريعه التي يصعُب تواجد أحداً بهـا....
تجمـع الرجلان حولها ثم قاما بإسقاطها أرضاً وهما يُكبلان يدها بقوه....
-------
كان يتجـه بسيارته عائداً إلي عمله فقد تأخر كثيراً،وجاءته إتصالات مُتكـرره من أدهم ولكن ما جعله يتاخر عن الوصول في موعـده ،مجـيء إتصالاً له من الملجاً يعلمانه بإكتشاف أمر الطعام المُسمم...
وبينما يقـود هو سيارته بسُرعه شديده،ناظـراً إلي ساعه يده ثم يحول نظـره إلي الطريق ليجد فتاه تصـرُخ ويلتفت حولها شابـان ،في تلك اللحظـه نظـر لهم في صـدمه ثم أوقف سيارته علي الفـور حتي أحدثـت ضجيجاً صارخاً...
إتجـه عُـدي ناحيتهم بسُرعه شديده وكان النهار قد أخذ في الكمـون ولكن مازال هُنـاك ضوءاً يشق السمـاء،وهنا سمع عُـدي صرخات صوتاً مألـوف جـداً له وما أن أقتـرب منهم حتي قام بضـرب أحدهم لكمه أطاحت به بعيداً عنها....
ظل عُـدي في صدام مع الرجلين وكانوا يتبادلان اللكمات وبينمـا عُـدي مُنشغلاً بقتال أحدهم قام الاخـر بإمساك سكيناً حـاده والإقتراب منه بترقُب،في تلك اللحظـه رأت مـرام التي ظلت في حاله سكون من صدمتها ،ولكنها أفاقت عند رؤيتها لهذا الشخص وهو يقرب سكينه من عُـدي وهنا قامـت هي بإمساك احد القطع الحديديه المُلقاه ارضاً ثم إتجهت بها نحـو الرجل وقامت بضربه في منتصف رأسه حتي سقط مُغشياً عليه أثنـاء هتافها بصريخ....
-حاسب يا عُـدي.
إلتفت عُـدي بعينيه للخلف ليجد الرجل يسقط امامه والدماء تتساقط منه ولكنه وجـه أنظاره ناحيتها في صـدمه ألجمته عن الحديث،فهو لم يكـن يعرف أن تلك الفتاه هي مـرام،،ولم يُدقق في وجهها مُطلقاً،،كُل ما أثار إنشغاله هو ضرب هؤلاء الهمجيين،،ولكنه عندما وجدها أمامه هتف من بين صدمته قائلاً...
-مـرام!!!!.
رمقتـه مـرام في إرهاق بعد أن ألقت قطعه الحديد ارضاً وهي تهتف قائلـه....
-أسفـه بهدلتك معايا...بس إنت جيت في وقـت كُنت محتاجاك فيه بجـد.
قام عُـدي بترك الرجل بعد أن فقد الوعـي بين يديه ثم أقتـرب منها حتي وقف أمامها مَباشـره،مُـردداً بنبرآت مُختنقـه...
-أنا مأخدتش بالي خالص أن البنت إنتِ،،كان كُل تركيزي أبعدهم عنـك...مـرام إنتِ بتعملي أيه هنا!!!.
حاولـت مـرام جاهده كبح جماح دموعها عن الهطول امامـه لأنها لا تؤمـن بالبُكاء أمام غريباً يستضعفها وهنا هتفـت بنبرآت مُتعبه وهي تجلس أرضاً...
-كُنت راجعه مع عُمـر من عند ناس أصدقائنا والعربيه عطلت وراح يغيرلها الإطار (الكوتش).
جثي عُـدي علي رُكبتيه في ضيـق وهو ينظُـر إلي عينيها التي تلمع والقوه داخلها رغم علمـه الشديد بإنهيارها من الداخـل،في تلك اللحظـه قام هو بإحتضانها بين ذراعيه في هـدوء شديد،مُـردداً...
-عيطي يا مـرام ،،طلعي كُل اللي جواكي،،مش هقول أنك ضعيفـه يا ستي.
أبتعدت عنه مـرام في هـدوء وهي تنظُـر له بإستغراب شديد،،بينمـا فهم هو ما تُفكر به وقام بإحتضانها من جديد قائلاً....
-طيب إعتبرينـي دبدوب ،،من دباديبك اللي ماليـه الأوضـه وعيطـي وخرجي اللي جـواكي وانا مش هنطق،،صدقينـي هسمعـك بس.
تحـررت الدموع من مُقلتيها كالمطـر وهي تضع يدها علي فمها لكي تمنع صوت شهقاتها من الوصول له ،،بينمـا قام هو بطبـع قُبله علي جبينها ،مُـردداً في آسـف...
-اهدي أنا جنبـك.
ظلـت مـرام تبكي لفتره طويله بين أحضانه وبدأت أصوات شهقاتها تعلو في ألـم،بينما ظل هو صامتاً ،مُقدراً لما تُعانيه في تلك اللحظـه،ومـا ان انتهت حتي قام بحملها بين ذراعيـه وسط صدمتها بما فعل وقبل أن تتحدث هتف هو بنبرآت مـرحه...
-هفضل دبدوب كدا لوقـت طويل،،حان الوقت لكي أكون توكتوك.
أطلقـت مـرام ضحكه هادئه من بين دموعهـا ليبتسم هو علي إبتسامتها الهادئه،وهنـا هتف مُحدثاً نفسه في حيره يشوبها بعض الضيـق...
-انا مش عارف ،حظـك دايماً موقعـك في ولاد الحرام ليه!!..بس تعرفي يا مـرام ربنا مش كاتبلك غير الخير...الله يسامحـك يا مُهـاب حد يُقطـف ورده زي دي!!.
إتجـه هو مُجدداً ناحيـه سيارته ثم أدخلها لتهتف هي قائله في قلـق...
-سرقوا الفون منـي ،،انا خـايفه أوي علي عُمـر.
نظـر لها عُـدي في غيظ ثم تابع بنبرآت مُختنقـه....
-أزاي يسيبـك لوحدك هنا وهو عارف أن المكان كُله قطاع طرق وهباب.،،وبعدين إستني أدورلك علي الفون.
أومـأت مـرام براسها سلباً وهي تهتف في حُـزن...
-لا أحنا أول مـره نيجي المكان الغريب دا وبعدين انا معرفش أتاخر ليه أكيد حصل حاجه،واصلاً مش هنلاقي الفون في العتمه دي،،خلينا نرجع لمكان العربيه ونستناه هناك.
أومـأ عُـدي برأسه في تفهُم ثم أتجه بسيارته إلي حيث توجـد سيارتـها ليجدوا عُـمر يقف وهـو يطرق بقبضته علي السياره وباليد الاخري يحاول الإتصال بها...
تـرجل عُـدي من سيارته ثم أقتـرب منه وهو يهتـف في غضب...
-تصدق أنك حيوان!!!
رمقه عُمـر بنظـرات مُستغربه ،هاتفاً...
-عُـدي!!!.
في تلك اللحظـه وجدها تترجل من سياره عُـدي ثم تهتف بنبرآت قلقـه...
-عُمـر كُنت فين قلقتني عليك!!!.
نظـر لها عُمـر في ضيق ثم هتف بنبرآت غاضبـه....
-انا هتجنن من القلق عليكِ وإنتٍ راكبـه معاه العربيه!!!...وبعدين أيه مبهدلك كدا وأزاز العربيه مكسر ليه!!!.
وقبـل أن تُجب مـرام ،قام عُـدي بلكمه علي وجههـه مُـردداً بنبرآت غاضبه وسط نظـرات عُمـر الذاهله...
-وكمان بتزعقلها...يعني تسيبها في مكان مقطـوع زي دا لوحدها وحيوانات يتهجموا عليها وفي الأخـر بتعاتبها.
في تلك اللحظـه صرخت مـرام بعُـدي قائله...
-أبعد عنـه يا عُـدي.
بينمـا جحظـت عيناي عُمـر في صـدمه ثم تابع بنبرآت خائفـه وهو يتجه ناحيتها...
-مـرام إنت كويسه!!!..عملولك حاجه،،أنطقـي!!!
أومـأت مـرام براسها سلباً،،ثم هتفت بنبرآت هادئـه...
-أنا كويسه الحمدلله وبفضل عُـدي بعد ربنا.
وهنـا نظر عُـمر بإتجاه عُـدي ثم تابع مُـردداً بنبرآت مُختنقـه....
-شكـراً يا عُـدي لوقفتك جنبها ،،بس والله مكنتش لاقي ميكانيكي خالص وأضطريت أروح لبلد تانيه بعيده عن هنـا لحد ما وصلت لميكانيكي،،وبعدين دي مش اول مره تحصل والعربيه تعطل بس أول مـره نيجي المكان دا.
رمقـه عُـدي بضيق شديد ثم تابع بنبرآت أكثر هـدوءاً....
-خلاص حصل خير يلا أركبوا خلينا نمشي.
نظـر له عُمـر في هـدوء قائلا....
-نمشي فين ونسيب العربيه...يعني انا يتقطع نفسي علشان اصلح الكوتش وفي الأخـر نسيبها ونمشـي.
أبتسمـت مـرام بهدوء علي حديث عُمـر بينما نظـر له عُـدي في هـدوء وهو يقترب منه هاتفاً بنبرآت مـرحه...
-هات يا عـم عُمـر خلينا اساعدك وانت شبـه الأُسطي بليه كدا.
شرعا الإثنان في إعاده إطار السياره في موضعه مجدداً وما أن انتهوا حتي هتف عُمـر بنبرآت مُغتاظـه....
-منك لله ياللي كُنتِ السبـب كانت خروجه هباب وعملالي فيها المُحقق كونـان ورايحـه تراقبي الراجل ،قابلـي بقا.
نظـر له عُـدي بإستغراب ثم هتف بنبرآت ضاحكـه...
-كُنتوا رايحين تراقبوا مين يا مجانين!!!.
دلـف عُـمر داخل السياره وهو يُتابع قائلاً...
-خلونا دلوقتـي نمشـي وهبقي أحكيلك بعدين،،يلا أركبي يا هانم.
في تلك اللحظـه أمسك عُـدي بيدها مُتابعاً في حسـم...
-لا هتـركب معايا وأنت تعالي بالعربيـه.
رفع عُمـر احد حاجبيـه ثم هتـف مُتابعاً في مـرح...
-لا كدا مينفعش...وقفت جنبها في وقت انا مش موجود فيه ودا جميل مش هنساهولك أبداً،،لكن أمانتي محدش يحميها غيري.
إستشاط عُـدي غضباً من حديث عُمـر فللمـره الثانيه يشعر بالغيره القاتله من عُمـر،الذي تربطه علاقه قويه بهـا...فعُـدي يرغب بشـده أن تكون له ،دون أن يمنعه أحـداً من البقـاء بجانبها او يغدق عليها بالحُب سواه،،في تلك اللحظـه هتف عُـدي بنبرآت ثابتـه قائلاً...
-طيب ،،أنا همشي وراكم علشان لو حصل أي حاجه تاني للعربيه.
-------
-مُغلق أزاي!!!...عُـدي مبيقفلش فونه أبداً علشان عـارف إن أنـا بحتاجـه!!!.
أردفـت نـوران بتلك الكلمـات وهي تُحـادث أدهم هاتفياً،،الذي أجري إتصالاً بها ليسال عن عُـدي في حين تابع أدهم قائلاً بنبرآت مُتحيره...
-مش عارف بقا ..بس فجأه لقيت فونه خارج التغطيـه .
ألقـت نـوران بجسدها وهي تجلس علي الفراش مُـردده في خـوف...
-ربنـا يُستـر...ولو أتصل بيا ،هبقي أطمنك إن شـاء الله.
-تمام ،،سلام.
أردف أدهم بتلك الكلمـات بينمـا وضعت نـوران يدها علي جبينها وهي تهتف في قلـق...
-لازم تقلقني عليك يا عُـدي..يارب.
-----
-إنت أكيد إتجننـت أزاي تعمل في البنت كدا!!
أردف مُهـاب بتلك الكلمات وهو يجلس في غُـرفه مكتبه المتواجـده داخل فيلتـه بصُحبـه صديقـه طاهر الذي هتف بنبرآت مُزمجـره يشوبها بعض القلق...
-ماهي مكانتش راضيه تسمع كلمتي ومش عوزاني أقربلهـا.
وضع مُهاب رأسه بين يديه ثم اردف بنبرآت غاضبـه...
-تقوم تبهدلها وفي الاخر تضربها لحد ما تفقد الوعـي وتسيبها وتمشي!!.
رمقـه طاهر قلـق ثم تابع بنبرآت مُتوتـره...
-حاولت أفوقها ،مفاقتش..وبعدين جيتلك تشوفلي حل!!!.
-أه طبعاً ما انت مش بتفتكرني غير في المصايـب علي اساس إني ناقص بلاوي.
-------
-وصـل كلاً من عُـدي وعُمـر إلي بيت مـرام وما أن اوقف عُمـر السيـاره ونزل منها بصُحبه مـرام حتي هتف عُـدي بنبرآت هادئه ،مُـردداً من نافذه السياره...
-أشوفكم علي خير بقا.
في تلـك اللحظـه أقتربت مـرام منه ثم تابعت بنبرآت حاسمـه...
-لا يا عُـدي إنت مش هتمشي غير لما تتعشي معانا،،مش كفايه أتبهدلت بسببي!!
أبتسم لها في هـدوء ثم تابع بنبرآت حنـو قائلاً...
-مش مُهم انا ،الأهم عندي أنك بخير وبتضحكـي.
رمقتـه مـرام بنظـره طويله لم يستطع هو تفسيرها بينما هتفت هي قائله....
-يلا بقا يا عُـدي هناكل سوا،،علشان يبقي عيش وملح.
أبتسم لها عُـدي في حُب ثم ترجل من سيارتـه متجهاً معهم إلي منزلها...
ومـا أن دلفوا حتي قامت مـرام بمُهاتفت أحد المطاعم الخاصه بالاطعمه السريعه وطلب ما أرادوه....
وبينمـا يجلسوا سوياً يتحدثان بمـرح ،قامت مـرام بأخذ هاتف عُمـر لمُحادثه والدها ثم دلفت مُباشـره إلي الشرفه.
مـرت بضع دقائق من دلوف مـرام داخل الشرفه وهنـا وجد عُمـر جرس الباب يُقـرع فأتجه لفتحـه في تلك اللحظـه دلف عُـدي إلي الشرفه ليجدها قد أنهت إتصالها وتقف شارده الذهن،وهنـا هتف عُـدي بنبرآت عاشقـه...
-سـرحانه في أيه!!
إلتفتـت مـرام له ثم تابعت بنبرآت مُمتنـه...
-أنا مُتشكره أوي يا عُـدي ،وجودك في الوقت دا طمنـي ،تعرف عُمـري ما دموعي نزلت قدام حـد غريب أبداً بس مش عارفه ليه عيطت في وجـودك..بس أول مـره أحس بالامان وان أنا مش مُستهدفه وأنت جنبي.
نظـر عُـدي في مُقلتي عينيها مُباشره وهو يُتابع في هُيـام....
-عارف ليـه حسيتي الإحساس دا!!.
رمقتـه مـرام بنظـرات مُترقبه ثم تابعـت في هـدوء ،مُتسائله وهي تقوم بإعوجاج رقبتها كالاطفال...
-ليه!!!
-علشـان بحبـك..وطبيعي تحسي بالامـان مع حـد بيحميكي بروحـه قبل إيـده..لازم تحسي بروحـه اللي بتحضنك خوف عليكِ وبتطبطب علي قلبـك علشان تطمنك وتقولك أن بطلك موجـود.
صُـدمت مـرام من حديثه ولم تستطع ان تنطق بكلمه واحده بل ظلـت مُسلطه عينيها عليه في إندهاش...
بينمـا قام عُـدي بجذب يدها ثم أشـار بها إلي السماء وهو يلتقط يدها الأخـري ويضعها أمام قلبه ويقف هو خلفها قائلاً...
-شايفه النجـوم اللي هنـاك دي،،بتظهر وتختفـي من وقت للتانـي،،أهو ضحكتك زي النجوم المنوره دي بتفرحني أوي،وزعلك ودموعك بتطفينـي...ودا حسيتها لما عيطتي..انا اول مره أكون ضعيف كدا...اه متستغربيش أنا أصلاً قوي بضحكتك.
ومـا أن أنهي حديثه حتي قام بإلفافها لتكون مواجها له مُباشـر وهو يطبع قُبله علي جبينها قائلاً...
-بحبـك يا نجمتـي.
ظلت فاغـره فاههـا في صدمه مما أثار ضحكه عُـدي الذي هتف بنبرآت مـرحه...
-صحيح مقولتليش،،كُنتي بتراقبي مين!!!.
في تلك اللحظـه أتاه صوت عُمـر وهو يدلف داخل الشُرفه هاتفاً بنبرآت هادئه...
-انا أقولك.
يتبع

أيهما احببتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن