14

5.6K 206 1
                                    

الفصل الرابع عشر "أيهما أحببـت"
-------
أومـأ عُمـر برأسه إيجاباً موافقـاً لحديـث السيده عفاف،في حين إنتظرت هي رؤيـه الصوره في ترقُـب...
قام عُمـر بفتح اللاب الخاص بـه ثم تصفحـهُ لبعض الوقـت هاتفاً بنبرآت هادئـه...
-اهي الصوره.
إلتفتـت السيده عفـاف لتنظُـر مُباشـره إلي شاشـه الجهاز في صـدمه ألجمتها عن الحديث...
قامت بوضـع يدها علي فمهـا في ذهـول ومازلـت مُسلطـه مُقلتي عينيها علي هذه الصوره والدموع تتساقـط من عينيـه،مُـردده بصوتاً خافتاً...
-نـوران!!.
إلتفت عُمـر لها بإنـدهاش شديد ثم تابع بنبرآت مُتسائلـه...
-إنتِ تعرفيها!!.
رمقتـه السيده عفاف في حُزن ثم تابعـت بصوتاً مبحوحاً...
-بنتـي.
جحظـت عيناي عُمـر في صدمه ،ثم أطلق ضحكه بلهـاء تنم عمـا داخله من صراع مع الصـدمات ولكنه هتـف بنبره هادئـه مُتابعـاً...
-نـوران بنتك!!..طيب أزاي!.
بدأت عفـاف تنظُـر إلي مجموعه الصـور الخاصه بإبنتها تدريجياً وهي تهتف في حُـزن...
-نـوران مُهـاب رضوان الألفـي..تعرف أنها وحشتنـي اوي يا عُمـر.
بدأت الدموع تنسـاب علي وجنتيها في هـدوء بينما هتف هو قائلاً في إختنـاق....
-وياتـري وجودك هنا بالصُـدفه ولا بأمـر منه.
رمقتـه عفاف في هـدوء ثم تابعت بإبتسـامه تهكُم قائله...
-صُـدفه ،،واللي هـربني خالك كمان..أنا كُنت محبوسه في فيلا خاصه بمُهـاب لمده خمس سنيـن ومعرفش أي حاجه عن ولادي ودا لأني طلبت منـه الطلاق بعد ما عـرفت كُل بلاويـه..وطبعاً هو طلقنـي وحبسني في الفيلا دي ،لأنـه خاف لأبلغ الشُـرطه عن جرايمـهُ وبالصُـدفه خالك كان بيراقب حالتي ولمـا حس إن في حاجه مش طبيعيه بتحصل لقيته في يـوم بيقفل باب الأوضـه وبيقولـي إنتِ مراته بجد ولا خاطفـك وطلب منـي أحكيلـوا كُل الحكايه وفعلاً دا اللي انا عملتـه وهو ساعدني أهـرب وجابنـي هنا لحد ما الاقـي شقـه أقعـد فيها.
نظـر لها عُمـر في إنكسار مُتابعاً بنبرآت حزينه...
-وقدرتي تستحملـي السنين دي كُلها وإنتِ محبوسـه!!.
أخفضت عفاف عينيها وهي تهتف بإنكسـار...
-مُهـاب قادر يعمل أي حاجـه خصوصاً إن أنا سيبت أهلـي علشان حبيتـه وأهلي مكانوش عايزيني أتجوزوا..فطبيعي هو عارف أن أنا مش هقدر أرجع لأهلي بعد العُمـر دا واشتكيلهم منه.
أومأ عُمـر برأسـه مُتفهماً في حين وضعت هي يدها علي كفه قائله بنبرآت صـادقه...
-نـوران متعرفش أي حاجـه عن بلاوي أبوها ،،نـوران طفله بجـد عُمـرها ما شافـت الجانب الوحش من الدُنيـا ،هي أصدق طفله تجاوزت العشـرين ،عباره عن طـوفان براءه وصـدق..مهما قالتلك نـوران صدقها وإنت مغمـض...لأن عُمـرها ما حبت حد قد عُـدي وكونها تعترفلك بحُبها يبقي هي فعلاً عشقتـك...متكسرهاش يا عُمـر ،،أعتبروا طلب مني لو سمحت.
إتجـه عُمـر ناحيه النافذه ثم أردف مُتابعاً وهو يواليهـا ظهره...
-بس أنا مكسرتهاش يا طنط..أنا ليا حق عندهم وعلشان بحبها سامحت فيه.
إتجهت عفـاف ناحيته علي الفور وهي تُتابع في تأكيـد...
-عُـدي أطيب مما تتخيـل..لما بيحب حد أوي بيحطـوا مـركز أول في قلبـهُ ،،بيضحي بجـد ،،ممكن يكون شخص عنده لا مبالاه او عـدم تحمُل مسؤليه ودا كُله بسبب تربيه مُهـاب الفاتره له..عُمـره ما قرب منه غير في المصايب ودايماً بيشوف باباه بيضربني من صُغـره ،لكن هو أحـن خلق ربنا،،وانا مُتأكـده أنا مُهـاب أداله مُخـدر فعلاً.
إلتفـت عُمـر بعينيه ناحيتها ثم تابع في تساؤل...
-وليـه خبي الحقيقه من البـدايه!!
-متعرفش ظـروفوا يا عُمـر ،يمكن خاف يخسرها او مُهـاب ضغط عليه،،بس اللي انا واثقه منه أن عُـدي مُستحيل يعمل كدا في مـرام وخصوصاً لما يكون حد بيحبـوا بجد.
أردفت السيـده عفـاف بتلك الكلمات في حين حـك عُمـر غُـره رأسـه بيـده مُتابعاً...
-ممكن تساعديني ،أثبت جرايم مُهـاب!!.
أومـأت عفاف برأسـها إيجاباً ثم هتفت بنبرآت واثقـه...
-هساعـدك يا عُمـر ،،بس عُـدي برا بؤره الخـراب بتاعت مُهـاب
-----
-حاضر يا مـرام أنا همشـي،بس خُـدي الورد علي الأقل!!.
أردف عُـدي بتلك الكلمات في حُـزن ثم نهض من مجلسـهُ في تثاقُل في حين هتفت في ضيـق...
-مش عاوزه أي حاجـه منك عاوزاك تمشـي وبس.
زفـر عُـدي في حُـزن ثم تابع بنبرآت هادئـه...
-حاضـر.
وبالفعـل إنصاع عُـدي لرغبتهـا ثم ترجل هابطاً الدرج في تلك اللحظـه إتجهـت مُسـرعه ناحيـه شُـرفتها وهي تنظُـر له في إنكسـار وآسي في حين رفـع هو رأسـه إتجاهـها،ممـا أثار حنقها فدلفـت إلي الداخل علي الفـور....
إتجهـت مـرام مُسرعـه خارج باب المنـزل وهي تنظُـر إلي تلك الباقه الموضوعه أرضاً في بُكـاء...
إلتقطت مـرام الباقه بين يديهـا في حُزن وسرعاً ما تحـول حُزنها إلي حقـد فقامت بإلقاء الباقه في الباسكـت الموضوع أمام شقتها في حـنق،وإتجهت إلي الداخل وقبل أن تُغلق باب المنـزل ألقت نظـره إلي باقـه الورود في ألـم....
ظلت تنظُـر لباقـه الورود في شـرود طال زمنـه ولكنها إتجهت من جديد ناحيه الباقـه وقامت بإخـراجها وهي تجلس أرضاً وتحتضن الباقـه في بُكـاء....
-------
"في صباح اليـوم التالـي"
بدأ عُـدي يتقلب في فـراشـه وكأن النـوم خاصم مُقلتيـه تحالُفاً مع نجمتـه ،في تلك اللحظـه عـدّل من وضعيه نومـه ثم قام بوضع سيجـاره في فمـه وإلتهامهـا في شـراهـه..
وأثنـاء شـروده وجـد هاتفـه يُعلن عن إتصالاً ،فزفـر هو في ضيق ثم قام بالرد علي الهاتـف في ثبات ،مُـردداً....
-ألـو يا أدهم.
أتاه صوت أدهم مُتابعاً في ضيق....
-أيه يا أُستاذ عُـدي..إنت ناسي إن عندنا تصويـر ولا أيه!!.
أردف عُـدي مُتابعاً في ضيـق ونبرآت جامـده...
-مش عاوز أكمل الفيلـم دا يا أدهم.
صُعق أدهم ممـا يقول ثم هتف بنبرآت مُغتاظـه...
-هو دا وقت هـزار يا عُـدي الفيلم فاضلـوا كام يوم ويخلص..مالك مش طبيعـي ليـه!.
تنحنـح عُـدي في خشـونه ثم هتف في ثبـات...
-قرفان ومخنوق علي أخـري يا أدهم...ومُتأكـد إني مش هعرف أشتغل كويـس..ف معلش هاخد كام يوم راحـه علشان أقدر أكمل تصوير الفيلـم.
أحـس أدهم بالضيق في نبرآت عُـدي وهنا هتف بنبرآت مُتفهمـه....
-حد باصصلنـا في الفيلم دا أصلاً..ماشي يا عُـدي بس جهز نفسـك لأن بدايه من الأسبوع الجاي هنتابع تصوير.
-بإذن الله.
أردف عُـدي مؤكـداً في هـدوء ثم أغلق الهاتف علي الفـور وهو ينهض من فراشـه مُتجهاً داخل المـرحاض.
------
-لا يا مـرام أنا مُتأكـده أنك مش كويسـه،،يلا قوليلي الحقيقـه بقا يا بنتـي أنا قلبي واجعني عليكي.
أردفت السيده شاهيناز بتلك الكلمات في قلق في حين تابعت مـرام بصوتاً مبحوحـاً...
-عندي بـرد بس يا أُمـي مش أكتر.
زفـرت شاهينـاز في ضيـق ثم تابعت بنبرآت مُتأففـه وهي تُعطي الهاتف لحلمي مُـردده....
-شوفلك صـرفه مع بنتك دي...أنا تعبت معاها وقلبي مش مطمـن.
إلتقط حلمـي الهاتف منها ثم هتف بنبرآت مُشتاقـه...
-مـرام حبيبتي وحشاني!!.
في تلـك اللحظه إنسابت الدموع علي وجنتيها ثم تابعت بنبرآت إشتياق...
-إنت واحشنـي أوي يا بابا.
إنتـاب حلمي وخذه في صـدره ثم تابع بنبرآت قلقـه...
-مـرام حبيبتـي أحكيلـي مالك!!..متخبيش عليا.
-مُهـاب يا بابا!!.
أرتعدت أوصال حلمي في قلق ثم هتف بنبرآت مُتوجسـه...
-ماله،،هددك تاني!!
إبتلعت مـرام ريقها وهي تضع يدها علي فمهـا في خـوف ثم حسمت أمرها بعد شـرود،مُـردده...
-اه ،،أه يا بابا هددني وحاول يبعت رجالته تاني علشان يقتلونـي.
زفـر حلمـي في لهفـه ،مُـردداً...
-وأيه اللي حصل!!.
تنحنحت مـرام في الحديث ثم هتفت مُـردده في ثبات...
-بس عُمـر أتخانق معاهم ومشيـوا.
-مـرام ..أيه رأيك لو تيجـي تعيشي معانا هنـا وتكملي شغلك في تُركيـا.
أردف حلمـي بتلك الكلمات في ترقُب في حين هتفت هي بنبرآت مُنكسـره...
-طيب وشغلي وحياتي هنا...والمُنظمـات بتاعتي والقضايا اللي شغاله عليهـا!!..أسيب كُل دا ورايا وأمشـي عـادي!.
شعـر حلمـي بحُزنها الشديد وحاول جاهداً أن يقتنع بما قالتـه ثم هتف بنبرآت هادئـه...
-طيب تعالـي بس فتـره ريحي فيها أعصابـك..يعني أطلبي من أُستاذ فهمـي أجازه ولو تحبـي ممكن أنا أكلمهولـك!!.
أبتلعت مـرام ريقهـا ثم هتفت بنبرآت حزينـه...
-هشوف يا بابا وهـرُد عليك في أقرب وقت.
تابـع حلمـي حديثه بنبرآت مُتفهمـه يشوبها بعض القلق...
-خلـي بالك من نفسـك أوي...ولو حبيتي تحكي حاجه،،أنا هسمعـك يا بنتـي.
أغلقـت مـرام الهاتف مع والـدها في حُـزن وجفوناً لا تجـف وقد أصبحت هزيله إلا درجـه كبيره وقد ذبلت عيناهـا لإحساسها بالضعف..فلأول مـره تشعُـر بضعـف شخصيتها الغير موجود سابقاً ولكـن الحُب يجلب الضعـف كظلاً له....
إنتقلـت مـرام بعينيها ناحيـه حاسوب يدها الخاص ،فقامت بجذبه ناحيتها في إرهـاق ثم قامت بفتـح إيميلها الخاص لتُتابع الأخبـار...وما هـي إلا لحظـات حتي وجـدت رساله من شخصاً غير معلوم ،،فقامت بفتحها في تباطُء....
جحظـت عيناها في صدمـه وهي تنظُـر إلي فيديـو الإعتـداء عليها ولكن وجـه عُـدي مُشـوش في هذا الفيديـو....
ظلت تنظُـر لمـا يجري في صـدمه دون أن تسقـط عَبره واحده منها،فقد تعرضـت للمستوي الكافي من الصدمات وتجمدت الدموع بعينيهـا...
وهنـا قامت بإغلاق الحاسوب بعدما قرأت رساله مُهـاب المُهـدده لها ثم قامت بإلتقاط أحد دفاترها ،،وأمسكت قلمها في هـدوء وهي تُـدون عليه ،تلك العبـارات....
-"صعب أن تنتزع من شخص شيئاً لا يـرغب بمنحـك إياه إلا في حالات مُعينـه أحياناً ما تشذ عن القاعـده كثقـه عميـاء بشخصاً سلب الثقـه وأبقاكي عميـاء ،مهمـا حاولتـي ردعـه بقوتـك الصاخبـه تجـد تلك العلقـه بين الضلـوع ترفـض أن تُسانـدك ضـده ...مهمـا حاولتي التغلُب عليـه ،إحسـاس الثقـه الوهميـه مع الحُب الصادق ،يُـدمـرك أنتِ كجثه هامـده رغبت في مقاومـه حاميها والتمـرُد عليه ولكن إحساس الخذلان يجعلها تستسلم له وكأنهـا في غيبوبه الصـدمه الأبديه بحاجه إلي صاعـق كهربـي..كـي تُـدرك أنها خُذلت من بائـع الثقـه".
أنهـت مـرام كتابتهـا تلك ثم زفـرت في ألـم وهي تُغلـق دفترها مُـردده بصوتاً خافتاً ونبرآت مُنكسـره....
-سُلبـت الثقـه من بائعهـا.
------
-عُمـر إنت مش هتاكـل!!.
أردفت السيـده نبيلـه بتلك الكلمات في حين إلتفت لها عُمـر مُـردداً في هـدوء...
-مش جعان يا ماما...وهمشي علشان أتأخـرت علي مـرام.
رمقتـه السيـده نبيلـه في ضيق ثم تابعت بنبرآت مُتضايقـه...
-عُمـر إنت مكلتش أي حاجـه من إمبارح!.
تنحنحـت عفاف في الحديث ثم تابعت بنبرآت مُبتسمـه لتحسين الأجـواء....
-سيبيـه علي راحتوا يا نبيله ،،هو بيحب ياكُل مع مـرام.
نظـرت لها نبيله في ضيـق في حين أستأذن هو مُغـادراً المنـزل...
----
هبطـت نـوران الدرج في هـدوء وهي مُطأطأت الرأس ،تتذكـر ما علمتـه عن والدها وما آلت أليه العلاقـه بين أخيها ومن عشقهـا،وإحساسها بالضعـف وهي تـري وجـع شقيقها أمام عينيها..ظلت تتذكـر مغادره والدتها لهم بدون أسباب تُـذكـر ولكنها الأن تأكـدت من أن والدتها أختارت الفراق كارهه للعيش مع والـدها وحياته المُضمحلـه.
إتجهت نـوران مُسـرعه خارج الفيلا قبل أن يراها أحـداً عازمـه علي الذهـاب إلـي مكانها المُحبـب لقلبها...
تـرجلت نـوران أحـد الأتوبيسـات وهي تجلس علي مقعـدها شارده الذهن وبعد مـرور دقائق قليلـه..ترجلت هي من الأتـوبيس ناحيـه هذه الهضبـه التي وضعـت عليها شجـره أسرارها وذكـرياتها هُنـاك...
ظلت تنظُـر نـوران لهذا المكان في حُـزن ثم إنسابت الدمـوع علي وجنتيها في آسـي ولكنها حسمـت أمـرها وقامت بصعود هذه المُـرتفعـه حتي وصلت إلي الشجـره مُباشـره...
جلسـت نـوران بالقُرب منها ثم قامت بإخـراج بعض الأقمشـه منها وأمسكت بقلمهـا في هـدوء وهي تـدون عليها قائله بصوتاً خافتاً...
-"مسامحـاك ،مع إني مليش ذنب فأي حاجـه حصلت،،ومقـدره وجعك أوي،،أنا مسامحـاك علشان بحبك".
أنهت كتابـه ما ترغبـه ثم قامت بإلتقاط أُخـري وهي تُـدون عليها قائلـه...
-"إني أسامحـك مش معناه إني أرضي بكسرتـك ليا..بس بلاش تـوعد وإنت مش قادر توفـي".
في تلك اللحظـه أسرعت نـوران علي الفور بربط الأقمشه بأحـد جزوع الشجـره....
-----
كـان يقود سيارتـه بسرعـه البرق وكأنه يُفرغ فيها طاقتـه السلبيـه وأثناء قيادتـه إلتفت بوجهـه ناحيـه أحـد الأماكن في حُـزن وأوشك علي قياده العربه من جديد ولكنـه قرر الإنحراف عن الطريق والإتجاه إلي هذا المكان لبعض الوقـت....
إتجـه بسيارته داخل هذا المكان ثم إتسعت عيناه في ذهـول وهو يُـردد بصوتاً خافتاً...
-نـوران!!.
بدأ قلبه يدُق في إشتيـاق وألـم لقُربها منـهُ ،رغم البُعـد المفروض عليهما ...
في تلك اللحظـه ترجل عُمـر خارج سيارتـه بينمـا وقعت هي عينـاها عليه ولكنها لم تُحـرك ساكناً بل ظلت مُسلطـه لمُقلتي عينيها عليـه...
بدأ عُمـر في الإقتـراب منها حتي وقف أمامها مُباشـره،مُـردداً بصوتاً ثابتاً...
-بتعمـلي أيه هنا!!.
رمقتـه نـوران في حُـزن لطريقتـه الجافـه معها ثم هتفت بنبرآت هادئـه وهي تنهض من مجلسهـا...
-وحشتني أوي يا عُمـر ودا اللي جابنـي هنا.
رمقها عُمـر في ثبات وإبتسامـه تهكُم ،مُـردداً...
-إنسـي يا نـوران علشان معادش ينفـع.
لمعـت عيناي نـوران في حُـزن ثم تابعت قائله بنبرآت أشبه للبُكـاء...
-أنا مقـدره حالتك يا عُمـر..بس أنا ذنبي أيه!!..ليه مُصمم تكسـرني.
زفـر عُمـر في ضيق وهو يضع كلتا يديه في جيب بنطالـه،مُـردداً...
-مينفعش يكون في رابط بينـا وطار في نفس الوقـت...انا مكسرتكيش ولا خـونت الوعـد أبداً ،،الظـروف هي اللي خانتنا...فياريت إنتِ من طريق غيـر طريقي...مش عاوز أشـوفك تاني يا نـوران،،يلا أتفضلي أمشي.
أنسابت الدمـوع علي وجنتي نـوران وهي تهتف بشهقات مُرتفعـه...
-بس انا بحبـك يا عُمـر.
والاهـا عُمـر ظهره مُتابعـاً...
-مفيش داعـي للكلام دا.
-يعنـي أيه كدا خلاص هتسيبني؟!.
-اللي واقـف قدامك بنـي آدم غير اللي عرفتيـه،والروح اللي بتحـركه روح الإنتقـام وبس،أمشـي من هنا حالاً انا مش اللي حبيتيـه،إنقـذي نفسك وأهربي.
ظل يقبض بكلتا يديه علي ذراعيها وهو مُسلط مُقلتي عينيه عليها وتبكـي هي بحُرقه من صدمتهـا،في تلك اللحظـه هتفت قائلـه...
-طيب ومستني أيه ،يلا خـد بطارك ،خـد حقك مني ،أنا واقفـه قدامك أهـو.
أشاح بوجهـه عنها ثم أردف بنبرآت ناريـه...
-قولتلـك أمشي يلا...وياريت تنسـي إني يوم حبيتـك.
-بس إنت وعدتنـي أنك مش هتتخلـي عني،،ذنبي أيه في كُل اللي بيحصـل دا!!...ماشي همشـي بس زي ما كُنت غريب هتـرجع غريب بس بكدا هتكـون خسرت القلب اللي في تعبـك مبينامش،،وخليـك فاكر إن مملكتـك إنطفـت تاني ورجعـت بـور ،وإنت مكُنتش خير ليها.
ومـا أن انهت نـوران حديثها حتي إتجهت مُسرعـه بعيداً عنـه.
ظل عُمـر ينظُـر لها في ألـم ثم أغمض عينيـه وإنسابت قطره دموع علي وجنتيـه وهو يهتف في خفـوت...
-سامحينـي يا نـوري.
في تلك اللحظـه دلف عُمـر داخل سيارته ثم قادها علي الفـور إلي بيت مـرام....
----
-أفنـدم..عاوز أيه تاني!!.
أردف عُـدي بتلك الكلمات في جفاف في حين تابع والده الذي دلف داخل غُـرفه عُـدي في جمود مُـردداً..
-لسه زعلان!.
جز عُـدي علي اسنانه ثم تابع بنبرآت مُغتاظـه...
-عاوز أيه تاني يا مُهـاب!!.
رفـع مُهـاب يده أمام عيناي عُـدي وهو يهتـف في جمـود مُـردداً...
-اصل الحلوه نسيت الأنسيال بتاعها..أتفضل.
نظـر عُـدي إلي هذه الأسواره الموضوعه بين أصابعه مُـردداً بعد أن قام بنشلها منـهُ...
-طيب.
رمقـه مُهـاب في غيظ ثم تابع بنبرآت مُتسائلـه...
-إنت رايح فين كـدا ،مش ناوي تشوف الفيديـو.
في تلك اللحظـه قام مُهـاب بتقريب الحاسوب من وجه عُـدي ثم قام بتشغيل الفيديو وهو يبتسم في تهكُم ويري وجهه عُـدي المُحتقن بالدمـاء ،مُـردداً...
-هو دا ابنـي اللي أعرفه.
أستشاط عُـدي غضباً وبدأت الدمـاء تغلي في عـروقه وبحـركه عشوائيه منه قام بإسقاط الحاسوب أرضاً ليتدمـر كُلياً.
إتجـه عُـدي ناحيه باب غُـرفتهُ وقبل أن يدلف خارجها هتف مُهـاب له بنبرآت ناريـه...
-علي فكره انا بعتلها الفيديـو...والمره الجايه هقتلها بإيدي.
إستمع عُـدي لحديثه وهو يواليـه ظهره وما أن انهي حديثه حتي إتجه عُـدي خارج فيلتـه مُسرعاً ثم قاد سيارته وهو يصرُخ في ضيق...
-ياااااااارب.
------
-دا مش ناوي يجيبها البر أبداً.
أردف عُمـر بتلك الكلمات وهو يستشيط غضباً بينمـا تابعت مـرام بنبرآت حـزينه...
-يعني هيعمل أيه تاني ،،أكتر من اللي عملوا!؟.
زفـر عُـمر في ضيـق وهو يضع رأسـه بين يديـه ثم هتف بنبرآت ناريـه....
-الفيديـو دا مع حد غيروا!!!.
أومأت مـرام برأسها سلباً ثم هتفت بنبرآت أشبه للبُكـاء...
- لا هو كاتب في الرساله إنه مش هينشـروا غير لو حاولت أفتش وراه تاني.
طرق عُمـر بقبضـه يده علي الطاوله الموضوعه أمامه في غيـظ...
في تلك اللحظـه وصل عُـدي إلي البنايه ثم ترجل مُسرعاً خارج السياره وبعـدها صعد الدرج في عجله من أمـره...
رفع عُمـر عينيه تجاههـا ثم هتف بنبرآت ثابتـه وهو مُثبت مُقلتي عينيه تجاههـا...
-مـرام تتجوزينـي!!.
يتبع
#علياء_شعبان

أيهما احببتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن