(5) ظهور تلك الصديقة ، جوليا.

484 118 29
                                    


" حالما تتغير زاوية نظرك ، ذلك الشيء الذي كان شديد الغموض يتحول إلى مفتاح للحقيقة "


الآن تم اثبات اختفاء صديقتي العزيزة مادلين ، وجميع الأقارب والأصدقاء وعائلة مادلين وصلهم الخبر ، حسناً لنقل بأنه في بداية الأمر كان هنالك بعض الشكوك لكن الآن أصبح اليقين هو الحقيقة الثابتة ، لقد تم كشف الكثير من الأمور خلال آخر تواجد لي مع والدة مادلين في مركز الشرطة ..

تبين لنا بأن القضية مُرتبطة بقضية سابقة؛ لكن لسوء الحظ لم يتم إخبارنا بالتفاصيل الدقيقة عن الموضوع، أخبرتني والدة مادلين بأن والد مادلين وشقيقتها الصغرى في رحلة علاج برفقة عمها الأكبر وقد يطول ذلكَ السفر ..

كان الأمر صعباً على والدة مادلين .. ولكن على كل حال مضى الاسبوع الأول مُنذ علمها باختفاء مادلين .. كنت أحاول أن أهون الأمر على والدة مادلين بزيارتها والاطمئنان عليها، بالطبع من واجبي ذلك، أما بالنسبة للشرطة فلا أخبار حتى الآن ..

غادرت المنزل هذا الصباح لزيارة والدة صديقتي مادلين كالمُعتاد، في الواقع منزلهم قريب من منزلنا لهذا لم أشعر بأي تكلفة بل على العكس كنت استغل الوقت للحفاظ على صحتي بالمشي لمنزلهم دائماً ..

الآن أمام المنزل كانت والدة مادلين ترتدي ملابس زهرية اللون وكأنها في منتصف العمر رغم تلك التجاعيد التي حاولت إخفائها باستخدام مساحيق التجميل .. لكنها جميلة وكأنها مادلين في الأربعين نفس الشعر المجعد الأشقر والعيون الواسعة، اقتربت منها وبادلتها التحية .. واستجابت بعفوية وابتسامة صغيره ..

- أهلا عزيزتي لوسي .
- كيف حالكِ اليوم ؟

( تصمت للحظات ثم تجيب بصوت مُتقطع ) : حالي يا عزيزتي لن يتغير حتى أن أرى ابنتي .. هيا لندخل للداخل الجو بارد اليوم ..

( المسكينة ما زال حالها يزداد سوءاً يوماً بعد يوم ) ..
المنزل هادئ لا أحد هنا كالمعتاد، ذهبت والدة مادلين للمطبخ ثم أحضرت معها كوباً من الحليب البارد وبعض الكعكِ المُحلى ثم تجلس بالقرب مني ..

- ( سألتها ) هل من أخبار؟
- لا جديد، قد يعود والد مادلين بعد ثلاث أسابيع من الآن.
- اتمنى أن يصل الجميع بالسلامة ، وأن تعود مادلين لنا ..
- ( تغيرت ملامح وجهها.. ثم قالت بنبرة غريبة كأنها غاضبة ) : تناولي الطعام ثم غادري ..

- حسناً ! ( بصدمة )

تحركت هي فالمقابل وغادرت المنزل بعد أن سمعتُ صوت الباب وهو يغلق بشدة، إنها غاضبة من ماذا الآن! هل قلت شيئاً يغضبها ؟

سأغادر المنزل أيضاً ، كانت بالقرب من حديقة المنزل تنظرُ إلي بقسوة وكأن تلك العاطفة والمودة تحولت إلي شيءٍ من القسوة ، لكن لماذا هذا التحول المفاجئ شعرتُ بشعور شيء حيال تِلك النظرات أكملتُ طريقي مسرعة .. إنني أهربُ الآن لا أريد أن ألتفت للوراء ..

Plutoshā | الرواية مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن