(22) " حقيقة الصورة ".

330 84 9
                                    

بعد ساعتين :

نظرتُ من حولي، أين أنا .. وماذا حَدث معي لا زلتُ أتذكر التفاصيل كُلها وظهور جوليا في آخر لحظة ثُم إطلاق النار عليّ، نظرتُ إلي كتفي لقد تم مُعالجة لكن الأمر مُؤلم رغم رائِحة المُخدر .. كنت على كرسي وتم ربط جَسدي بواسطة حبال متينة جداً، وكان المكان أشبه بمُستودع قديم ، الإضاءة الوحيدة هنا صادرة من تِلك النيران كما لو أن أحدهم أشعل الخشب وغادر، تمالكتُ نفسي وتذكرتُ ما حَدث وأنا على يقين بأن جوليا فعلاً أصبحت منهُم كما قيل لي .. لكن هل يُخططون لأمر آخر الآن وأين هُم .. دقائق حتى رأيت إكس قادِم للداخل كان يحمل معه مجموعة من الأوراق ومسدس وكأنه يفكر في أمر ما.. وأخيراً شعر بأنني استيقظت..

- ( يقترب نوحي بتعجب ) بهذه السرعة !
- لماذا أنا هنا ؟
- ( يضحك ) وأين تريدين أن تكوني الآن ؟
- ظننتُ بأنني سوف أترك حَتى الموت، لكن يبدوا بأنكم ما زِلتم تحاولون استخدامي لجذب الشُرطة ؟
- نحنُ فعلاً لم نعد نحتاجكِ ..
- إذاً ماذا الآن ؟
- سوف تبقين هنا .. لا وقت لي للتحدث معكِ ..
- ( نظرت حولي ) وأين هي؟
- من ؟ . . أوكتافيا ! ، لقد سبقتني بالفِعل ..
- ( بغضب ) هكذا إذاً ..

- ( يضحك ) هل توقعتِ بأنها ستكون كما في السابِق؟
- كلا ! إنها لا تعني لي شيئاً من تِلك اللحظة .. ولا يهمني ما إذا تم استغلالها أو قتلها ..
- يبدو بأنكِ فهمت الأمر أخيراً ..
- هل تِحاول قتلي هنا ؟
- ( يشير إلي شنطة سوداء ) إنها قنبلة مُؤقتة ..
- لا تقلق لن أحاول الهرب ..
- ( يحدق بي ) أرى نظرات اليأس، استسلمتِ للواقِع ..

- ( بسخريّة ) كلا بل مِن الجيّد أن أقتل هنا رغماً عني، مُحاولاتي السابقة كانت فاشلة ..

يتحرك للمُغادرة وقال بصوت شبه مسموع " أنا على ثقة بأنهُم سوف يجدونكِ " ثم غادر.. أغمض عيناي وأنا أفكر بالأمر وكأنها آخر لحظة لي قبل الرَحيل .. لكن تذكرتُ أمراً تِلك اللوحة ، هل أتظاهر بأنني لا أتذكر ..

" قبل خمسة عشر عاماً "

عُلب الألوان، واللوحات في كُل مكان .. أشعة الشمس القادِمة من النافذة.. والجو لطيف..

كانت تنظر لي وتقول بصوت رقيق :
- لوسي هيا ناوليني اللون الأزرق ..
- حسناً أمي، هل ستستمرين في التلوين ! أريد أن نُغادر لشراء الحلوى ..
- بعدما أنتهي من هذه اللوحة ..
- ( بانزعاج وصوت طفوليّ) أنت دائماً تقولين ذلك..
- حسناً غادري الآن وألعبي مع شقيقكِ حتى أنتهي من اللوحة وبعدها سنذهب معاً..
- لكنه لا يحب اللعب معي ودائماً يغضب مني.. لا أريد !
- لا بأس لوسي، الأشقاء هكذا دائماً هيا قبل أن أغضب أنا أيضاً ..
- حسناً حسناً ( بانزعاج غادرت الغرفة)

ذهبتُ إلي الحديقة وأنا منزعجة وأردد " لماذا لا تتوقف عن الرسم ، إنها لا تهتم بي أيضاً مثل والدة صديقتي "، رأيته كان يجلس على العُشب ويلعب بالبيانو.. لم أرغب بالاقتراب أكثر .. كُنت أراقب من بعيد فقط وبعدها صوت سيارة والدي .. لقد وصل أما هو فقد جرى بسرعة إلي الداخل ! ماذا يفعل إلي أين ذهب ..

Plutoshā | الرواية مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن