تسللت خيوط الشّمس الذهبية الى عيناي فأغمضتها بكسل واضعه يداي على وجهي .فتحَت فيونا الباب ودخلت بعد ان تنهّدت :
- استيقظي أيّتها النّاعسة !
وضعتُ الغطاء على وجهي قائلة :
- لم أنل قسطاً كافياً من النّوم .
- سأذهب للبحث عن عمل اذاً وانتِ ابقي هُـنا ككل يوم تأبين الخروج !!!
- لا يهم .
قلت ووضعت الوسادة على راسي .
- الم يعد يهمك شيء ! لم نأتي الى هُـنا لكي تُفرّغي حزنك !!لم أُطق سماع شي ، أبعدت الوسادة ونهضت منفجرة بغضب :
- نعم أتينا لنهرب ونهرب ونهرب دون ان نأبه او ان نلتفت لما خلّفه احدنا وراءه ، نترك من نحب ونهتم له في سبيل الهروب من الحقيقة أليس كذلك ؟!!!صمتت قليلا ثمّ أستأنفت :
- ان كنتِ تريدين الذّهاب فاذهبي لا داعي لان تستفسري عن حالي وانتِ تعلمين ما أعانيه في الآونة الاخيرة .تنهّدتُ وأغمضت عيناي بغضب وقد توجّهت نحو دورة المياه دون الاستماع الى ردّها .
________
--وضعتُ الماء ورغوة الاستحمام ذات الرّائحة الزّكية والزّيوت العطرية في حوض الاستحمام ثم ألقيت نفسي فيه لأُحاول الاسترخاء ؛ وَالَّذِي يأبى ان اتحلّى به منذ رحيلي عن ڤيرجيـنيا ، او بالتحديد عـــنـه ..
تشتت افكاري وتبعثرت ، أغمضت عيناي لأصفّي ذهني .. ولكن بلا جدوى ! لا ينفك عقلي عن التفكير ويأبى طرد الذّكريات ..
مكثت وقتاً طويلاً في الحوض ، حتّـى تناهى الى مسامعي صوت خطوات فيونا والّتي علمتُ انها عادت ..
وضعت منشفتي على جسدي وتركت شعري مبللاً تتساقط منه قطرات الماء ، امسكت بمنشفة اخرى وخرجت ..وعلى غير عادة فيونا ، لم تلقي التحيّة او تقابلني ببشاشة ، بل بقيت تُقلّب قنوات التلفاز بلامبالاة لحضوري وكأنني هواء لا يُرى .
- هلّا مررتي لي هاتفي على الطاولة الّتي بقربكِ؟
- قدماك لم تُكسر بعد أليس كذلك ؟تأففت وعلمتُ انها غضبت ، اعلم اني كنت قاسية وغليظة صباحاً ولكن مزاجي كان مُعكّرا كعادته هذه الأيام يجب ان تتفهم هذا الامر ..
أخذت هاتفي وعُدت الى غرفتي ، فتحتُ أُغنيتي المفضّلة ذات الموسيقى الرّائعة والّتي كثيراً ما كُنت استمع اليها وانا معه ، كلانا عشقها ولا يكتمل يومنا دونها . .
بدأت أُمشّط شعري وأُصففه بهدوء مُستمعة الى الموسيقى ولكل مقطوعة ذكرى خاصّة في قلبي الى ان رنّ هاتفي .
_______________________Ethan ❤️
is calling youDecline 📵. Accept ✅
_______________________رفضت المكالمة على مضض ، قلبي يحترق ، وضميري يؤنبني .
تنهّدت بألم وعاود الاتّصال ، أردت رفض المكالمة ولكنني دون شعور نقرت على زر القبول . .جائني صوته من الطّرف الاخر خائراً متلهّفاً في آن واحد ، شعرتُ برعشة تسري في جسدي عند سماع صوته ولكنني لم أنبس ببنت شفة بل بقيت استمع اليه ودموعي الحارّة تنهمر على وجنتيّ .
- هايلي !! أين أنتي بحق الله ؟
أطبقت شفتاي وأغمضت عيناي وأردف هو :
- بحثت عنكِ في المدينة بأكملها ، اتّصلت عليك للمرة الرّابعة بعد الخمسين وتأبين قبول المكالمة !
تأوّه وقال :
- وترفضين الحديث الان !!! الا تعلمين أَنِّي افتح عيناي صباحاً بأمل ورجاء للُقياك وتبديد شوقي وأغلقهما ليلاً بخيبة ويأس ؟!!- لستَ وحدك من اشتاق ..
قلت بنبرة اكتساها ابتئاس وشوق .. ولكن لا يمكن ، لا يمكن ان أُعرّض من احب للخطر ثانية .. أأبى ان يحلّ به ما حلّ بأُختي وأُمّي ، وأعيد تكرار اخطاء الماضي .. ما رحل لن يُـكرر او يعود لذا حبّاً بك تركتك لا بغضاً ولا برضى منّي .. بل كي تنعم بحياة تخلو من الشرّ .
اغلقتُ الخطّ دون ان استمع الى ردّه ، وضعت هاتفي وخارت قواي فأجهشت بالبكاء ..
عاود الاتّصال مراراً وتكراراً ولكني لم أُجـب الى ان فقد الأمل ..
_______________________
⭐️+ 💬
أنت تقرأ
تناثـُر الأحمـَر
Romanceوأعرفُ أنّي أعيشُ بمنفَى وأنتِ بمَنفى و بينِي وبينَك ريحٌ وغيٌم وبرقٌ ورعد وثَلج ونَار وأعرفُ أنّ الوصُول لعينيكِ وَهم وأعرف أنّ الوصُول إليكِ انتحار ويسعِدني أن أمزق نفسِي لأجلكِ أيتها الغالية ولو خيروني لكررت حبكِ للمرة الثانية يا من غزلتُ قميصكِ...