------
كُن لي حبيباً كما شَاء القدَر
ولا تترُكني وحيداً كاللّيل بلا قمَر
فكيفَ لي بدونك أن أعيشَ بين البشر ؟
فهل للزّرع أن ينبُت دون أن يسقُط عليهِ المَطر؟
------" طاولتُنا جاهزة " .
تبسّمت وقد أمسكَ يدها بــنُبل ودخلا ، كانا ثنائـيّ رائع يمتلكان رونقاً مميّزاً واستحقّا ان يكونا محطّ الأنـظار .
جلسا على الطّاولة ، امسكا بـ قائمة الطَّعَام الفاخرة . وبعد بُـرهة ، او بالأحرى ؛ مدّة من الزّمن !
ســَأل إيثان :
" ماذا اخترتِ ؟ " ." لا اعلم ! كل القائمة تبدو شهيّة " .
ضحك بخفّة بينما قال ؛
" دعيني أختار لكِ صنفاً مميّزاً يليقُ بك ! " .رفعت حاجبها وابتسمت وهي تقول :
" أرنا ما عندك " .-
تقدّم النّادل ليأخذ الطّلبات ، حدّثهُ ايثان بلغة يابانيّة مسترسلاً بينما لم تلتقط مسامع هايلي ، او لم يلتقط ويفهم " عقلها " سوى بعض الكلمات الّتي تعلمتها من مشاهدة برامج يابانيّة !
--تبادلا أطراف الحَديث ، كانا يُثرثِران بأمور مختلفة ، كما انّ ليسَت أفواههم الّتي تتحدّث فحسب ، بل حتّـى قلُوبهم ، أعينهُم .. ومشاعرهم ، كل الحروف منه او منها تــُلامِس الفــُؤاد .
قدّم النّادلُ الطَّعَام بينما أنحنى وهو يتمتم بلغتهُ اليابانيّـة :
" إن اردتم شيئاً فقط انقروا عَلى هذا الجهاز وسآتي على الفــَور " .
وضع الجهاز الصّغير على الطّاولة ثمّ رحل ." هذا طبقُكِ ! " .
قال باندفاع متحمّساً وهو يقرّبهُ لها ، ثمّ قهقهت على حركتهِ الغريبة .ما ان فتحت الغطاء أعلى الطَّبق ، حتى وجدت عُلبة صارخة الفخامة ، حالكة السواد وبجانبها بطاقة صغيرة .. معروفٌ ما كتب عليها !
بدأت الدِّمَاء الحمراء تتدفّق الى وجنتها وهي تبتلع ريقها بصعوبة ، رفعت بصرها الى ايثان المبتسم ثمّ أعادت بصرها مجدّداً الى العُلبة الصّغيرة ، والّتي رغم صغرها ، جعلت قلبها يكاد يخترق القفص الصدريّ ويخرج من مكانه !
الجميعُ ينظر لهم ويصفِّق بحماسة مُفرطة ، البعض يصوّر والآخر يهنّئ بصوتٍ مرتفع .
مدّت يدها المرتعشة بارتباك لتفتح العلبة ، فشعّت عينيها بنورِ الخاتم الَّذي لا يمكنها وصفهُ بأحسن وصف ، او على الأقلّ بوصفٍ يليقُ بجمالهِ وروعته !
يتلألأ ، لَهُ نورٌ فريدٌ من نوعهِ وبساطة تكتنزها فخامة صارخة .
لم تنتبه حتّـى لدمعتها الّتي تعلَّقت بمقلتيها ثمّ ذرفت لتستنزف كلّ مشاعر الحُبّ المتأجّجة وهي تقول :
" أ - أقبل ! " .وبعد هنيهة و لحظات معدودة ، تقدّم احدهم يرتدي زيًّا رسمياً أسودَ اللون ، وضع باقة كبيرة من الورد الاحمر الدمويّ .
رائحة تلك الورود الزكيّة تجعلكَ تثمل من جمالها .
-----
-----استنشقَت هايلي عبير الأزهار وداعبت أشجار الكرز - الساكورا - المتأنّقة برونق لونها الزاهي والمُبهج وشردت تنظر الى زُرقة السَّمَاء النضِرة وقد تشابكت أصابع يدِها مع أصابع ميلادا الصّغيرة .
تنفّست الصعداء ما ان تذكّرت ما آلت اليه الامور والى ما انتهت به حُطام الذّكريات ، ها قد دُثر الألم بين طيّات الزمن .
عائلة ، بضع أصدقاء أوفياء ..
مع من تُحب وفي البلد الَّذي تحب
ماذا ترجو اكثر ؟
لا شيء حقاً سوى دوام تلك السّعادة ، صحيحٌ أنّه لأمر مستحيل ان تدوم السّعادة في حياة كائنٍ من يكن ، ولكن كذلك الالم .. يستحيل ان يدوم .هو لا يأتي اساساً كجرعة واحدة ، ولا ينتهي كجرعة واحدة أيضاً ، ليس بتلك السهولة ..
بل هو طريقٌ وعر ، نقف بين الفينة والأُخرى لتلقّي الوقود للسيّارة الّتي نمضي بها والّتي أقصدها بشكلٍ معنوي .
أعني الوقود يعني لنا السّعادة الّتي تُهيّئنا للحزن ..ومع نهاية الحزن والسعادة معاً .. يأتي الموت ؛ هادم اللّذات .. لينقلنا بعربته الى العالم الآخر .
فلا فناء ولا دوام ، لا لسعادةٍ ولا الحزن ..
ولكن أتعلمون شيئاً ؟
الحب هو من أوقع كلاهما في التّضحيات لأنّك تشعرُ بهِ كروحكَ الّتي تريد حمايتها !ورغماً عن الكلّ قاتلا وغالبا ليمسكا بأيدي بعضهم البعض وكأنّ لا ثنائيّ في العالم سواهما .. تلك هي الحياة !
على أنّها مصّاصة دماء وهو بشريّ .
كليلٍ ونهار لا يجتمعان !
الا أنهما اجتمــَـعا رغم أُنوف الجميع ..تشعر بأنّها قد عُوّضت عن ألف شخص فقدته ، ومنهما الخائن .. بهِ ، شخصٌ واحد فقط .
اختارها وسط الزّحام واختارتهُ كذلك !---
انتهى ..بدأت في :
August / 14 / 2016 .تمّت في
October / 21 / 2016 .
أنت تقرأ
تناثـُر الأحمـَر
عاطفيةوأعرفُ أنّي أعيشُ بمنفَى وأنتِ بمَنفى و بينِي وبينَك ريحٌ وغيٌم وبرقٌ ورعد وثَلج ونَار وأعرفُ أنّ الوصُول لعينيكِ وَهم وأعرف أنّ الوصُول إليكِ انتحار ويسعِدني أن أمزق نفسِي لأجلكِ أيتها الغالية ولو خيروني لكررت حبكِ للمرة الثانية يا من غزلتُ قميصكِ...