PART 9

122 7 1
                                    

           

نزلت كارا لترى القرية الصغيرة امامها .. لم تتغير بعد ٧ سنوات
حمل نوح امتعة كارا كي يدع السائق يعود .
بدآ يمشيان في شوارع المدينة حتى يركض نحوهم الكلب .
" لا اصدق وولفي لازال حيًا " قالت كارا كي يندفع نحوها سعيد .
" للأسف " قال نوح ، حتى يحاول الكلب عضه ، ويتراجع نوح حينها بقهقهة بسيطة .
" الم يكن يحبك ؟ ماذا حدث " قالت كارا وهي تضحك .
" لستِ الوحيدة الذي تغير في حياتنا " قال نوح كي يستبقها في المشي
انزلت الكلب وهي تحدق في نوح .
دخلا المنزل ، اشعل نوح الأنوار
" رائحة المنزل كما هي .. لم تتغير مطلقًا .." قالت كارا وهي تتأمله
" حرصت دومًا على إبقاء المنزل كما هو حتى في غيابي " قال نوح وهو يتأمله هو الآخر
" أتذكر هذا الباب السري ! هل عرف مكانه أي أحدٌ غيرنا ؟" قالت كارا بحماسه لرؤيته
" ههه كلا ، لا اظن ذلك " قال نوح وهو يضرب الباب ليستمع لصوت الصدى الذي بداخله
إضاءة المنزل ونوح .. الباب السري وتلك الرائحة .. ينقص هذه الذكريات والديها ، كانت كارا تتأمل بصمت حتى تمتلئ عينيها بالدموع
استدار لها وهي تغطي وجهها بكفيها ، حتى تقترب منه وتنزل رأسه في صدره ..
تجمد نوح في هذه اللحظة .. أيضمها اليه ام يبعدها
" لم اظن أبدًا انني سأدخل هذا المنزل دون سماع حديث والدي ، او رؤية ابتسامة أمي .. لم اظن انني احبهما لهذه الدرجة " قالت كارا  .
حتى تقاطعهم امرأة كبيرة في السن والتي كان يعرفها الاثنان
"عمة آسيا " تفاجأت كارا حتى تركض إلى احضناها بسعادة
"رأيت الأضواء مشعلة وعرفت قدوم نوح حينها !" قالت العمه آسيا
" مرحبًا عمة ، سأذهب للنوم في بيت أحد أصدقائي ، اين ستبيتين ؟ " قال نوح .
" لِم لا ننام هنا ؟ " قالت كارا بتعجب واستغراب
" ستنام لدي نوح لا تقلق " قالت العمة آسيا
ولازالت كارا تنظر لهم متعجبة ، حتى تأخذها آسيا لمنزلها ..
ذلك المنزل الذي لا يخلوا من الفطائر الساخنة الشهية ..
جلست برفقتها كارا والعمة آسيا تسألها عن أخبارها وزوجها وما إلى ذلك ..
" عمة ، لم انا ونوح لا نبيت في منزلنا ، أعني أنه منزلنا " قالت كارا بخجل .
" يبدوا انك لا تعلمين كيف توفيا والديك " قالت العمه بعد تنهد
"لقد أصيبا بالخرف وتوفيا ؟" قالت كارا .
" لقد قتلا ، في منزلكم ، هما حقًا أصيبا بالخرف وكان يزداد سوءًا مع كل يوم لكن ..
في ذلك النهار يخرج به نوح لعمله الذي كان بعيدًا قليلًا عن القرية
كي يستمع في وسط النهار ، عند صلاة العصر إطلاق نار .
ذهب الرجال جميعهم ليتفقدوا المنزل .. كان خاويًا ، المسدس على الأرض وجثتي والداك كذلك
لم نعرف من يفعل ذلك ، من سيقتلهما ؟ ولم يحضر أي غريب حينها
فظن الناس انه واحد منهم فبقي الشك لأعوام حتى انقضى وعادت المياه إلى مجاريها
ونوح صدم عندما رآهما غارقين في دمائهما .. ، لم يستطع النوم في المنزل كان المكان يجلب له الكوابيس حتى انتقل ".
هذه إجابات تكفي لأسئلة كارا الكثيرة .
" هيا لنتحدث عن أشياء أخرى ، أتذكرين ديميت تلك المزعجة ، تزوجت العام الماضي ، وزوجها مزعج مثلها ، لا أعرف من أعطاهم حوارات مسرحية روميو وجولييت حتى ازعجونا " قالت العمة وهي تعطي كارا كأس من القهوة وتجلس ، بادلتها كارا بضحكات ..

نوح | NOAHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن