PART 7

133 8 1
                                    

           

مضت الايام ليبقى معنا نوح اكثر من ثلاثة اشهر ، يتجاهل البعض ، اعتاد على حديث جدي عن الصلاة ، حتى انه بات يهمشه ..
والدتي في اسوأ ما يكون ، لم أراها هكذا حتى عندما هجرنا والدي ، قللت من طعامها ، تبقى بمفردها حتى خلف حزنها سواد تحت عينيها حتى تنفجر يومًا كارا بسببه ..
لتنتظر عودة نوح من عمله وحين عودته جلس برفقتها بهدوء تام
" ارحل! قلت لك ارحل! لا اريد أن تجعل احدًا حزينًا اكثر! هل تفهم؟ انت تحمل الكآبة اينما رحلت وتنشرها! تنشرها في كل مكان! تحملتها مسبقًا في منزلنا ولكنني لن اتحملها ابدًا في منزل عائلتي " قالت كارا لتضرب الطاولة من الغضب
" هل انتهيتِ ؟ .. جيد ! فأنا لم احاول جعل احدهم يحبني وبالأخص ميتشيل ! لا استطيع مبادلتها مشاعرها مطلقًا ! انا اخبرتها بذلك ، لم اشعر بأي شيء اتجاهها وكذلك هي والدة سينا وهي اكبر مني ب اكثر من عشر سنوات ! انا شاب في ٢٣ !! ان هذا امر غير معقول ، لا مشاعر لا احاسيس تربطني بها ولا حتى مواقف ! لم اكن اعرفها سوى لشهر واحد فقط ! لا اعرف لم تبالغون في اعطاء المواقف وقتها ! " همس بنوح حتى ينفعل في حديثه
" ارحل ! عد الى مدينتك ! عد الى امي وابي ابقى معهما ، لا يعني انك تعمل ان تهجرهما " قالت كارا .
صمت نوح قليلًا
" كارا ! والدي توفيا ! " قال بهدوء وقد كان ينظر باستغراب .
" انت تمزح اليس كذلك ؟ " قالت وبينها وبين البكاء شعره .
" كلا توفيا السنة الماضية .. لقد اصيبا بالخرف " قال نوح وقد تفاجئ عن عدم معرفتها بالأمر
بقيت مصدومة حتى انهمرت بالبكاء بعدها ، ليمسك نوح بيديها ، تحاول اخفاء صوت بكائها لكنه يعلوا شيئًا فشيئًا ، كانت تلك اللحظة كافية كي يحن قلب نوح كأخ حقيقي ليتحرك من مكانه ويعانقها .
كانت تريد ابعاد عائلتها عن طريقها ، لكن في الحقيقة تظن ان دعوات والدتها مستمرة .. مستمرة في منحها السعادة ، مستمرة في اعطاءها عمر جديد ، لكن كل ذلك انتهى قبل عام .. ولكن تلك اللحظة لم تكسر كارا فقط بل من كان ينظر لهما من النافذة .. امي .
عاودت كارا الجلوس عندما احضر لها نوح كوبًا من الماء
" كيف حدث ذلك ؟ و مالسبب ، لِم لَم يعالجهم احد " قالت كارا متلعثمة بسبب البكاء
" كان ذلك منذ خمس سنوات ، بعد رحيلك بعامين بدأت اعراض الخرف تتباين شيئًا فشيئًا ، حتى باتوا يتخيلون وجودك ، يستمع الجيران لصراخهم احيانًا ، لم يوجد علاج للخرف حتى الآن ، لذلك كانوا يموتون ببطء ! " قال نوح .
" والمنزل ؟ أهو مهجورٌ الآن " قالت كارا .
" بلا " اكتفى نوح بإجابه مختصره 
" يا لي من حمقاء ، سبع سنوات تركتهما ولم ازرهما ولا مرة واحدة ، لا يحق لي البكاء حتى " بدأت تتهامس حتى تنفجر بالبكاء من جديد
في المساء ..
كان نوح يبحث عني بينما كنت مختبئة .. أخذ المقص لأمسك بدميتي واقطعها، اقطعها اربًا ، ليفاجئني نوح بقدومه ورؤيته لما فعلت .. اخبرني ان انتظر هنا ، ذهب سريعًا وانا استمع لخطواته .. ليعود لي بسكين .
تراجعت للخلف ، اغلق الباب ليرفع السكين قليلًا ويجرح يده بسرعة
" يالهي ماذا فعلت ؟ " اسرعت لتفقد يده لأرحل اسرع في اخذ اي قطعة قماش لأضعها فوقها .
" هذا ما تفعلينه لوالدتك كل مرة تراك تمزقين دُماك إلى اشلاء .. لكن هذا الجرح ليس في يدها بل في قلبها ، احيانًا علينا التوقف عن امر اعتدنا عليه ، لأجل من نحب " قال نوح وقد سرح في مخيلته الى امر ما ..
"ولكن احيانًا تتمنين هذا الجرح ان يكون حقيقيًا كهذه السكين وتقترب منه وتطعنه " قال نوح وكان يمسك بالسكين ، حتى منعته فورًا من طعن نفسه ..
نظر لي متفاجئًا ببراءة عينيه المعتادة ، ليأخذ السكين ويرحل ، وقد عاد يتمتم بالشتائم ..
أتساءل حقًا نوح .. من تكون ؟

نوح | NOAHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن