PART 5

189 8 1
                                    

         يوم اخر ، تجتمع فيه عائلتي على الافطار ، لكي يحضر نوح متأخرًا ككل مرة
" اعتذر اعتذر .. مرحبًا سينا " اسرع ليجلس على مقعده ويبتسم لي
" هل ذهبت لصلاة الفجر في المسجد البارحة ؟ " قال جدي لنوح ليصمت قليلًا
" كلا لقد فوتها " قال نوح بخجل
" تعلم يانوح انه يوم الجمعة ، لا تفكر في نجاح اي شيء في حياتك بلا صلاة .. او " كان جدي ينصح نوح كعادته لكنه توقف بعد ان ..
" من فضلك توقف ، اني ادعي الله ان اهتم في صلاتي كما تفعل انت .. فقط .. ادعي لي انت ايضًا " قال نوح بانزعاج ليستأذن ويرحل
لحظات قليلة حتى تحمل كارا طبق له وتذهب بينما كان مستلقي في الحديقة يفكر بعمق
" تفضل .. نوح هل تفوت الصلاة ام .." قالت كارا حتى يقاطعها نوح
" تركتها " قال نوح وهو لازال ينظر للسماء
" تعرف ان والدي لن يكون سعيدًا ابدًا " قالت كارا ، ليعتدل في جلوسه ويبتسم
" ليس هنا ليراني ، ولا تبالي في ان اسعد احد لم تسعديه انت " قال نوح ليعود مستلقي
" لكن من تصلي لأجله يراك ، عندما تحدث لك مشاكل في حياتك تكُن السبب بينما عندما تواجهك مشاكل في صلاتك تكن انت السبب" قالت كارا لتضع الطبق بجانبه وتهم راحله
" اتذكر فتاة كانت تجمع الصلوات كلها لتصليها قبل نومها ، لم تكن متفرغة ابدًا سوى لقلبها" قال نوح باستحقار اكثر وهو ينظر لها ، لتتوقف للحظات وتكمل طريقها .. لم يكن نوح جيدًا في كل شيء، دائمًا ما يكون الكامل في اعين الناس .. ناقص في عين الحقيقة ..
في المساء كانت جدي والبقية في الخارج يجلسون امام مائدة طويلة ، لا اعرف لم نفعل ذلك كل يوم جمعة لكن نتعامل معها كأحد طقوس العائلة .
كنا نستعد في احدى الغرف للخروج والبقاء برفقتهم ، انا ووالدتي وكارا بينما استريد قد سبقتنا للخروج ..
كانت كارا تضع مساحيق التجميل وانا العب بدميتي ، بينما والدتي تنظر من النافذة التي تطل على الحديقة
" ماذا هناك ميتشيل؟ ، لا تبدين على طبيعتك" قالت زوجة عمي كارا ، لتأتي والدتي وتجلس بقربها
" كارا انتِ كشقيقتي ، اريد ان اخبرك بشيء ما " قالت والدتي مترددة
" ماذا هناك ميتشيل لقد اخفتني " قالت كارا للترك مساحيق التجميل وتفرغ عقلها بالكامل لسماع والدتي
" اشعر انني اكن لنوح مشاعر مختلفة " قالت بهمس ، في نفس الوقت الذي اتت فيه استريد لتسأل عن سر تأخرنا وتسمع ذلك من خلف الباب ، اذانها الصغيرة ذات سمع قوي عند الاختلاس
" لكن لا تسيئي فهمي ميتشيل انتِ اكبر منه انه شاب عشريني بينما انت !" قالت كارا بصراحة .
" اعرف انني امرأة في نهاية الثلاثين لكن أيحرم علي الحب ! والنهايات السعيدة كما في الروايات والقصص التي نسمعها .. كارا لا تعرفين إلى أي درجة انا مغرمة به ، عندما اراه يمسك بيد طفلتي اريد ان تكون يدي .. اصبحت اغار على نوح من طفلتي .. اي امرأة تحب هكذا ! " قالت والدتي بهمس وهي تحاول ان لا استمع لحديثها لكنني كذلك ، أهذا ما خلفه والدي .. امرأه هشة ! تحب طفلًا يصغرها بسنوات في اقل من شهر .. هه انتِ الطفلة ياامي ، وقلبك هذا
مضى الوقت ،جلسنا على المائدة نتبادل اطراف الحديث ونتناول الطعام الشهي، وتنشر ضحكاتهم البهجة التي لو اختفت ؟ اختفت الوان هذا المنزل
" هههه اخبرنا نوح عنك هل احببت احدًا من قبل ؟" قالت استريد ، لتنظر والدتي فورًا لكارا ، لتتبادل ايماءات تتساءل عن ما إذا استمعت استريد لحديثهما ؟ لتجيبها الأخرى وقد اومأت بكلا ..
" ههه .. اجل .. كانت امرأة جميله بيضاء البشرة تملك عينين زرقاوتين كما هناك شامة اسفل عينها وشعرها اسود كاتم ، ودائمًا ما تضع أحمر شفاه بلون أحمر " قال نوح بتروي ..
" واو ! مذهل ، واين تقابلتما ؟" قالت استريد بينما والدتي لا تسمع شيئًا غير نبضات قلبها ولا تشعر بالهواء الذي يداعب شعرها ، بل تشعر بجو حار كنار تشتعل داخل احشائها
" لقد تقابلنا في المدرسة .. كانت استاذتي " قال نوح
" في الثانوية ؟" قالت استريد بلهفة
" كلا في الابتدائية " قال نوح وقد اكمل حديثه بضحك
" انظروا الى وجوهكم ههههه اعتذر ، اسف انا حقًا ار.." قال نوح ليعتدل في جلوسه وهو يبتسم الي
لا يعرف انه قد لامس قلب والدتي حينها ، عندما ظنت انه احب امرأة تكبره سنًا ، لكن كانت مزحة .. ارادت تصديقها لوهلة
يوم جديد قد عاد نوح من عمله حينها متأخرًا مرهقًا ليقترب في الظلام الدامس من اسوار منزلنا ويجد احدهم يقف بانتظاره ، تراجع نوح للوراء واستعد لتلقي اي هجمة ، ليقترب الشخص من النور
" سيدة أستريد ؟" قال نوح بتعجب
" نوح هناك امرٌ اريد اخبارك به " قالت استريد بغموض ..

نوح | NOAHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن