يومٌ سيء

714 47 14
                                    

" إنهن مجرد صديقات صديقات أخريات " قالتها لمى و سكتت ، لم يفهم مراد شيئاً لكنه قال : " أتركينا من صديقات صديقات صديقات شيء ما ، ألا يوجد صديقة مميزة ؟ " ، أجابت بتنهد : " أجل يوجد لكنها مسافرة الآن " ، أطال مراد النظر في لمى لكنه نهض بسرعة بعد انتباهه ، سألته لمى :" إلى أين ذاهب ؟" ، أجاب : " إلى مكان ، إلى اللقاء " ، كان وجهه محمراً لآخره ، أسرع في مشيه و اصطدم بأحد المارين ، إعتذر و ذهب ، قال الشاب في نفسه : " ياله من شاب لطيف هل رأيته سابقاً ؟ " و تابع مسيره .

بعدها بفترة جاء مراد يطلب إيجاد عمل ، إبتسمت لمى و قالت :" لا بأس لتعمل في مكان عملي فنحن نحتاج لموظفين " ، الفرحة التي أبداها مراد جعلت لمى تخجل و تخفض رأسها ، عندما رفعت رأسها لتكمل الحديث ، أمسك مراد وجهها و أزال خصلة الشعر من على عيونها ، كان وجهاهما قريبان ، احمر وجه مراد و قال :" آسف كان هناك شعر يغطي عيونك " ، إذا كان وجه مراد احمر خجلاً فهذا يعني أن لمى يغلي رأسها خجلاً ...
في المنزل و على طاولة الغداء كان الطعام الموضوع أمامه بسيط و ليس من أجود الطبخات ، نظر مراد إلى الخبز و قال : " ألا يوجد سكين و شوكة " ، الصدمة كانت تعلو وجوههم و قالوا :" لن تحتاج شيئاً كهذا أبداً هذه المرة " ، كل ما كان يدور في عقله :" يجب أن أعتاد على الأمر " ، عندما حاول الإستحمام لم يجد ماء ساخناً ، و عندما سأل لماذا أجابه الأب : " بسبب أن الجو كان غائماً " ، قال مراد : " ألا يوجد سخان ماء كهربائي ؟ " ، أجاب الأب : " كلا سعره مرتفع جداً " ، و بقيت كلمات مراد : " يجب أن أعتاد على الأمر " ، ذهب إلى العمل و ما زال يشتكي : " كل شيء سيء ، سيء بحق " ، الأسوأ من كل ذاك أن عمله يقتضي بحمل صناديق ثقال ، لم يرد في البداية لكن المدير قال له : " أيها الطويل لن تنفع النعومة هنا ، عليك أن تحمل الصناديق و إلا لن تأخذ راتباً أبداً " ، أسرع و حمل عدة صناديق دفعة واحدة ، أنهى عمله بسرعة و ضحك المدير و قال : " لقد نفذت أكثر مما ينبغي أيها الطويل " ، قال مراد : " طولي عادي ، لذا لا تعطني هذا اللقب " ، إبتسم المدير إبتسامة ساخطة و قال : " طولك عادي أجل يا زرافة " ، و ذهب المدير و ما زال مراد مصدوماً و قال : " أهذا كله فقط لأن طوله لا يتجاوز ال 160 سم " ، دخل المطعم و كانت لمى تعمل في الإستقبال ، كان يلهث بشدة جاءت إليه لمى و قالت : " لا تبدأ بسرعة ، صحيح أن المدير يهددك لكنه يكذب فقط " ، أكملت لمى يوم عملها ....
عندما كانت لمى تدرس في غرفتها جاء مراد و الدموع محبوسة في عينيه و قال : " أريد مساعدتك " ، خافت لمى : " في ماذا ؟ " ، أجاب مراد و تغيرت نظرته : " أريد أن أحسن وضعي الجامعي ، لذا ساعديني في الدراسة " ، كادت أن تقتله لكن لا يمكنها رفض أي طلب له فهو ظريف للغاية ، حاولت لمى شرح كل ما هو مطلوب بعدها أعطته مسألة ليحلها ، بعد دقائق ... الصدمة واضحة على وجهها و قالت : " من أين أحضرت هذا الكلام ، هذا ليس رياضيات أصلاً ، ألم تدرس في حياتك أبداً ؟ " ، نظر إليها و أشار إلى الرمز π و قال : " ماذا يعني هذا ؟ " ، أجابت: " باي " بكى مراد و قال : " لماذا تودعينني ؟ " ، صرخت لمى في وجهه و قالت : " لا تقل أنك لا تعرف أنها باي كيف وصلت إلى الجامعة بعقلك هذا ؟ " ، أجاب مراد بكل سذاجة : " كنت أضع ما أعرفه في ورقة الامتحان و أخرج " ، قالت لمى :" ستقتلني حتماً لا محالة وصلت للسنة الثانية و أنت لا تعلم ماذا تدرس " ، رد مراد : " كلا كنت أدرس في مدرسة إنجليزية " ، ضربته و قالت : " هذا لا يعني شيئاً على الإطلاق ، سأحاول تدريسك من البداية " ......
في صباح اليوم التالي إستيقظ مراد و كان رأسه يدور و شعره * منكوش * ، دخل إلى الحمام ليغسل أسنانه كانت لمى هناك و صرخت : " ألا ترى أحداً هنا ؟ " ، أجاب : " كلا افسحي لي المجال " ، قالت لمى في نفسها : " يبدو أن الحياة ستصعب الآن متكبر تواضع و غني أفلس ... ماذا سيحدث " ......

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
أميرٌ مُفلِسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن