اليوم لم يكن طبيعياً في الجامعة فقد كانت كل الفتيات يتحدثن عن فتاة مجهولة جاءت ، حسناً كل الحديث كان عن مقدار جمالها يبدو أن الغيرة تقتلهن ! لكن لمى و كعادتها كانت جالسة وحيدة ، جاء مراد إليها بسرعة و جلس بجانبها و الفرحة عامرة وجهه ، سألته : " ما الأمر ؟! "، كاد من فرحته أن يعانقها لكنه أوقف نفسه للمرة الأولى ، لكن إصراره على إيقاف نفسه جعل تعبير وجهه غريباً ، فهمت لمى الأمر و قالت :" حسناً يمكنك أن تعانقني "، صرخ مراد من الفرحة و عانقها و بقوة كاد أن يخنقها ، و قال :" عااا أنتِ أفضل إنسان في الكون ، لا أصدق أني لم ألاحظك قبلاً "، قالت لمى و هي تحاول الفك من قوة العناق :" ما الذي حدث الآن ؟! فيلم ؟ قصة ؟ أم مانجا ؟؟! "، أفلتها مراد و نظرة سخيفة على عينيه و قال :" بل أفضل ! إنه أنيمي !"، ضربته و ضحكت :" تباً لك و لصداقتك كنت أعلم أن الأمر هكذا "، خجل مراد قليلاً و قال :" الحق عليكِ "... و تابعا حديثهما
مرت إحدى الفتيات و سألت مراد :" هل رأيت الفتاة الجديدة التي يتحدث عنها الجميع منذ الصباح ؟! "، هز مراد رأسه نافياً و قال :" كلا ، لكن سمعت كل شيء عنها ، هل هي بهذا الجمال حقاً ؟! "، صرخت الفتاة فجأة :" أنظر إنها قادمة إلينا "، توجهت فتاة مبهرجة كثيراً إليهم كانت تضع نظارات شمسية غريبة ، حالما خلعت النظارات صرخت لمى :" جود ! "، قفزت الفتاتان و عانقتا بعضهما و صرخن بأعلى صوت لهن :" لقد إشتقت لكِ !!!"....
صدم مراد من غباوة المشهد و قال :" هل هذه هي صديقة صديقة صديقة صديقة أياً يكن لم أعتد على ذلك الوصف ؟! "، ضحكت لمى و قالت :" لا يا غبي هذه صديقتي العزيزة المميزة "، عندما رأت جود مراد لم تتحرك و لم تطرف عيناها أبداً ، فتحت فمها من الصدمة و قالت :" من هذا الوسييييم ؟! "، إبتسم مراد * كالعادة مع أي فتاة * و قال :" هاااي أنا مراد تشرفت بمعرفتك "، مد مراد يده لها ، بقيت جود ترتجف و أمسكت يده بسرعة :" و أنا جود تشرفت بمعرفتك أيها الأمير " نظرت إلى لمى و قالت :" كيف تعرفتي على هذا الأمير الجميل "، قالت لمى بتهكم :" أميرٌ مُفلس بالأحرى "، عدلت نظرتها و أبعدت جود عنه و قالت :" إنه صديقي تعرفنا على بعض بعد عدة مشاكل "، نظر مراد إلى لمى و أخفض رأسه و كأن شيئاً إنطفأ في داخله و قال :" أميرٌ مُفلس مجدداً ؟!"....
جلس الجميع ليتحدثوا أكثر و يتعرفوا ، بعد برهة قالت لمى :" سأذهب إلى الحمام ! لا تذهبوا بعيداً "، حدق مراد بها بساخفة و قال :" بل أنتِ لا تذهبي بعيداً ، قلت لك في الصباح لا تشربي الكثير من العصير ، لكن كلااا أنا أتحدث كالحمار أمامك فقط !"، رد لمى :" هذا لأنك بالفعل حمار ! "، ذهبت بسرعة قبل أن يضربها مراد ، الآن بقي مراد و جود ، سألت جود :" هل تعيش أنت و لمى في نفس المنزل ؟! " ، إرتعد مراد لأنه تذكر أن عليه إبقاء أمر مكوثه في منزل لمى سر عن الجميع و قال :" هاها كلا أنا جارها فقط "، إبتسمت جود بخباثة و قالت :" ما قصة الأمير المفلس تلك ؟ "، أخفض مراد رأسه و قال :" هذا لأنني أفلست بعد ما كنت معززاً "، قالت جود :" إذاً لمى تشفق عليك ؟! لهذا صادقتك ؟! "، علامات الإستغراب على وجه مراد :" ماذا تعنين بهذا ؟!"، إبتسمت جود و وضعت يدها على وجه مراد و قالت :" هذا يعني يا عزيزي أنها صديقة شفقة "، تعكر مزاج مراد و قال لها :" أبعدي يدك القذرة عني ! إذا كانت هي صديقة شفقة كما تقولين إذاً أنتِ ستكونين صاحبة شهوة ! كما وضحت لي سابقاً .. لا أحد يصادقني إلا لهذا السبب إلى اللقاء "، قام مراد من على الكرسي و ذهب بسرعة إلى الحمام ...
عادت لمى و لم تجد مراد و سألت جود :" ما الذي حصل في غيابي ؟! أين هو ذلك الغبي ؟! "، أجابت جود :" لا عليكِ ذهب إلى الحمام فقط سيرجع عما قريب ، إجلسي و لنتحدث أكثر لقد إشتقت لكِ "، في تلك الأثناء كان مراد يغسل وجهه بقوة و يصفعه ليخفف قليلاً من ألمه ، ألقى بنفسه على الأرض و قال :" تباً لا أصدق ما تقول ، لكن إذا كان صحيحاً هل هذا يعني أنه إذا حصلت على أصدقاء جدد و منزل ستتخلى عني ؟! هي لم تقل لي أبداً عن أصدقاء من هذا النوع ! شفقة ! هاه ؟ "، عاد مراد أدراجه و وجد لمى مستمتعة بالحديث و تضحك بطريقة لم يرها من قبل ، كانت مستمتعة بحق ! لم تستمتع بالحديث معي هكذا من قبل ، هل كانت تراني فقط كأمير فقد مكانته و شعبه ؟! أم فقط من خجلها لأني ذكر ؟! كل هذه الأفكار بدأت بإزعاج مراد لذا تردد في الذهاب و الجلوس معهن ، إذا بلمى تناديه حالما رأته و أسرعت في القيام و سحبه للجلوس معهن ، الجو حوله لم يكن كما يرغب لذا إلتزم الصمت ...
إنتهى الدوام على خير و ذهب مراد و لمى إلى العمل ، كان الشاب الذي حاول السرقة سابقاً يعمل هناك ، عندما رآه مراد قال :" فارس ما الذي تفعله في هذا القسم ؟! "، تقدم فارس بسرعة و سحب لمى إليه و قال :" الآن دوري في التعليم إذهب للقسم الآخر ، لمى ستكون معلمتي الجميلة "، إغتاظ مراد و صرخ في وجهه :" أيها القصير اللعين أتركها "، سحب فارس لمى إليه أكثر و قال :" كلا الظرفاء و القصار سيبقون مع بعض ، إذهب أيها الطويل بعيداً "، ضحكت لمى و ربتت على رأس فارس و قالت :" عاا بالفعل ظريف لا أصدق أنني سأعلم مخلوقاً ظريفاً كهذا "، كان ملتصقاً بها كالقط ، تابعا عملهما و مراد تُرك في الخلفية ...
كانت سحابة الظلام تطفو فوق رأس مراد ، لم يستمتع بيومه البتة مع أنه كان سعيداً في الصباح ، ما زالت الأفكار تزعجه ، لكن ما يزعجه أكثر الآن هو كيفية إلتصاق ذلك القط النذل بلمى ، قال مراد :" سيكون هذا الحقير أول شخص أقضي عليه في حياتي "، من غضبه كسر الكأس الذي كان في يده ، و بالصدفة كان المدير ماراً ، بعد تأنيبه عوقب بإخراج النفايات ...
"يوم متعب كادت روحي أن تخرج من مكانها " قال مراد في طريق العودة ، ضحكت لمى و قالت :" بل بالعكس كان اليوم لطيفاً "، عند وصولهم للبيت صعد مراد إلى غرفته بسرعة و صرخ بأعلى صوته :" Sono molto stanco "، سمعته لمى و ردت :" ماذا ؟! " ، بعد فترة رنت جود على لمى و أعلمتها بأنها قادمة إليها غداً ، بعد إنهاء المكالمة بسرعة ركضت لمى إلى مراد و أمسكته و هي تصرخ :" بسررررعة ما الذي سأفعله جود ستأتي غداً ؟! ما الذي ستقوله إذا وجدتك هنا ؟! لقد قلت لها بأنك جاري ! لذا سيكون الأمر غريباً إذا وجدتك "، قال لها مراد :" هدأي من روعك يا غبية ! نحن على السرير و تمسكين بي بطريقة مشبوهة "، بالفعل كانت قد ألقت به على السرير و هي في حضنه لذا إحمر وجهها بأقصى ما يكون ....
أنت تقرأ
أميرٌ مُفلِس
Romansaفي حياته لم ينظر لشيء دون مستوى أنفه ما الذي سيحدث لو فقد كل ماله و أصدقائه ؟ هل سيتغير ؟ أم هو فقط لا يعلم شيئاً عن أصحاب المال ؟ شابٌ في غاية الجمال و فتاة صادقة ....