اكسترا : موعدهما الأول كأحباء

500 28 17
                                    


" لمى .. أتريدين الذهاب معي في موعد ؟ " قال مراد و هو يحاول اخفاء وجهه المحمر ..
كانت لمى منسجمة في مشاهدة فيلم ، و يبدو أنها لم تسمعه ، نفخ مراد خده تعبيراً عن امتعاضه ، و وكز لمى ، أزاحت لمى يده غير مصغية ، فبدأ بوكزها بقوة و بسرعة مرات متكررة ..
استدارت ناحيته و صرخت :" ما بك ! "، كان وجهه محمراً و عيناه تبرقان بغرابة ، أشاح وجهه و قال :" غبية ! لقد عرضت عليك الذهاب في موعد للتو !" ، قالت لمى :" اه .. ؟ ".. كأنها تحاول تحليل ما قال ..
دقيقة و فهمت الأمر ، ثم صرخت خجلاً :" م .ماذا !؟ موعد ! ل.. ل..لكن .. "، نظر لها مراد مدعياً الغضب و الحزن ، ثم قالت :" حسن.. " ، " يااتاااا " صرخ مراد من الفرحة ، ثم عانقها بسرعة خاطفة ، انفجر رأس لمى خجلاً ، قال مراد :" ياي أنتِ أفضل شخصٍ في الوجود "، ابتعد قليلاً ثم أعطاها قبلة على خدها ، قهقه :" هيهي وجهك ساخن جداً ، ألهذه الدرجة تحبينني ؟ "، دفعته بخجل و قالت :" ك.. ك...كلا يا أحمق الجو بارد و يجب أن أنتج حرارة و ... "، سكتت عندما وجدت مراد يحدق فيها باهتمام ، تبادلا النظرات بسكينة ..

قطع الصمت بينهما صوت هاتف مراد ، التقطه مراد و رد :" مرحباً أبي، ما بك ؟ " 
" ارجع للمنزل حالاً "
" ايييه ! لكني عند لمى ! "
" الوقت تأخر ! " 
" لكن يا أبي تعلم أننا .. احم عصفورا حب ... "
ضربت لمى رأس مراد و قالت له :" هيا ! اذهب اسمع كلمة والدك ! " ...
نفخ مراد خده و قال :" لن أذهب إلا بقبلة محترمة ! " ..
سمع صوت صراخ نادر من الهاتف :" يا غبي !! " 
أغلق مراد الهاتف بسرعة ، و نظر في عيني لمى و قال :" هيا بسرعة ... قبل أن يجن جنونه .." ..
أجلسها في حضنه ، و نظرت له بصعوبة ، اقتربت ببطء ، ثم طبعت قبلة رقيقة على شفتيه ..
اشتعل وجه مراد خجلاً ، ثم دفعها و قال :" ه .. ه.. هذا كافٍ " ، قام بسرعة ، أخذ سترته و خرج دون أن يقول الوداع ..

قالت لمى في نفسها :" شابٌ غريب ! هو من طلب ! " ، أمسكت بالوسادة بجانبها و بدأت بضربها على رأسها ! " تبااا للاحراج !! "

في اليوم التالي ، كانت لمى حائرة فيما ستلبسه ، لم تجد ما يلائمها ، و لم تكن تعلم ما نوع الثياب التي يجب ارتداؤها في هكذا موعد ، صرخت في الغرفة :" تبااا لمَ لا أملك شيئاً لأرتديه !! "، انتهى بها المطاف بارتداء سترة سوداء و بنطال جينز ، و خرجت بمظهر عاديّ ...

كان مراد ينتظرها عند موقف الباصات ، كان بأبهى حلة ، قميص أسود مطوي للأكمام و بلوزة بيضاء، و بنطال جينز فاتح اللون ،هو دائماً وسيم و يجذب الناس من حوله ، لكن ملابسه هذه المرة صبت كل الأعين تجاهه ، رغم أنها عادية جداً جداً و يرتديها أي شاب من أية طبقة ، لكن الهالة حوله جعلته فاتناً ، سحرت لمى بمظهره أيضاً ، فقد وقفت لخمس دقائق تحاول استيعاب أنها خارجة مع هذا الأمير في موعد !

لوح لها مراد بمرح ، لكنها بقيت واقفة من الصدمة ، تقدم هو لها و أمسك يدها و قال :" ما بكِ !! هياا ! سنتأخر " ، كان رأسها يدور من شدة التفكير و الاحراج ...
قال مراد :" تبدين لطيفة اليوم " ، رفعت عينيها و قال :" ماذا قلت ؟ " ، احمر وجهه و قال :" تبدين لطيفة ، لا أعني أنك لم تكوني لطيفة سابقاً ، لكن اليوم تبدين ضعف لطافتك ! عااا ما الذي أهذي به " ، ضحكت لمى و قال :" يبدو أننا بنفس نسبة التوتر اليوم "، أشاح مراد بوجهه و وافق :" أجل ، فهذا يعتبر أول موعد لنا بصفتنا أحباب ..." ، خرج البخار من رأسه عند آخر كلمة ...

أميرٌ مُفلِسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن