عاد كل شيء كما كان

516 32 9
                                    


أسرعت لمى إلى غرفتها و أغلقت الباب بقوة خلفها ، ألقت بنفسها على السرير و أجهشت بالبكاء، تصلب مراد في مكانه و لم يدرِ ما يفعل ، تنهد نادر و قال :" لا أستطيع التدخل بينكما ، عليك إصلاح الأمر بنفسك "، لم يفهم مراد ما يعني ، أخفض رأسه و بتثاقل باشر في ضبِّ أغراضه ، خرج نادر بهدوء كي لا يزعجهما ...

تلك الليلة لم يتحدث أحد إلى الآخر أبداً ، في ظهر اليوم التالي تم الإعلان عن رجوع الشركة لوضعها السابق ، كانت ما تزال لمى مغلقة على نفسها في الغرفة ، صعد مراد ليتفقدها، طرق الباب بهدوء و قال :" لمى ، اليوم سأرجع إلى بيتي ، ألن تودعيني ؟"، لم يسمع أي رد ، غضب و قال :" حسناً ، فليكن ما تريدين ، سأذهب و لن أرجع أبداً، لكن دعيني أقل شيئاً أخيراً ، الشخص الوحيد الذي يريد سماع ما يريد هو أنتِ و ليس أنا "، نزل بصوت خطوات عالٍ ، شعرت لمى بالحزن الشديد و قامت لتلحق به ، لكن سمعت صوت إغلاق الباب ، و إلتزمت مكانها ...

في جهة أخرى ، كانت سوسن تفكر بعمق بحل لمصيبتها ، إلى أن جاء حارسها ، دخل و التعب واضح عليه و قال :" عزيزتي ، والدك قد ... لقد توفي والدك !"، قامت من على كرسيها و ضربت الطاولة و قالت :" ماذا ؟ مات و لم يغير الوصية بعد ؟"، رد حارسها بتوتر :" في الواقع ... لقد غيرها ... لكن أصبحت أسوأ ... أصبحت كل الأموال لحفيده العزيز أي مراد ... ما الذي سنفعله الآن ؟"، إبتسمت سوسن من قهرها و قالت :" إذاً حبيبي سيأخذ الأموال كلها و لن يبقِ لنا شيئاً ؟!، لا بأس سنبدأ بحربٍ نفسية جديدة على الفتى "...

إنتهى الوقت المقرر لرحلة والدي لمى ، عادا إلى المنزل ، كان كل شيءٍ كئيباً ، لم يسمعا ضحكات مراد ولا صراخ لمى كما هو معتاد ، لم يفاجأهما مراد بوجهه الباكي الخائف من لمى بعد ! كان الأمر غريباً فعلاً ، لذا شعرا بالقلق ، دخلا الصالة ليجدا لمى جالسة تشاهد التلفاز و الغرفة معتمة ، تصنعا الإبتسامة ليفرحاها لكن ... كانت لمى ميتة من الداخل بالفعل ، قالت أمها :" حبيبتي أين مراد ؟"، ردت لمى :" لقد عاد لمنزله الفخم "، قال أبوها :" ماذا تعنين ؟"، ردت :" لقد جاء أبوه المترف و أرجعه بعد خطتهما الرائعة ، لقد عاد كل شيءٍ كما كان !"، بعد أن وضحت لمى لهما كل شيءٍ من البداية ، قال أبوها بتنهد :" إذاً الحق ليس على مراد ، كان كل شيءٍ مخططاً له لذا والده من سيلام "، قالت أمها :" أجل حبيبتي ، ألم تعودا تلتقيان بعدها ؟ "، أجابت لمى بحزن مكبوت :" كلا لم نلتقي بعد ، عاد أصحاب المال له ، و لم يعد يأتي للعمل ،لم يعد يهتم فيّ أصلاً ، اه على ذكر العمل لقد تأخرت ، آسفة سأراكما بعد العمل "، قبّلتهما و خرجت مسرعة ...

دخلت إلى المطعم ليفاجأها فارس ، قالت له :" ما بك ؟"، قال بتذمر :" لقد جاء الزرافة اليوم "، صدمت لمى لما سمعته ، جاء مراد أمامها ليحيها ، لكنها أدارت وجهها مبتعدة عنه ، تساءل فارس في نفسه عما حصل بينهما ، لكنه قرر أن لمى ستكون له الآن ، أمسك بها و قال بوجه بريء :" هلا خرجت معي في موعد الآن ؟"، وافقت لمى من دون أي تردد ، غضب مراد و أمسك بها و قال :" كلا لن تذهبي معه !"، أبعدت يده عنها و قالت :" و ما شأنك بي ؟!"، نظر بصدمة إليها و كأن السؤال إخترق قلبه كرصاصة ، و قال بصوتٍ خفيض :" ما شأني بكِ هاه ؟"، أخفض رأسه و عاد خطواته ...

أميرٌ مُفلِسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن