1
مطاردة تجري في أحد شوارع حي فقير جعلت قاطنيه يحافظون على أنفسهم وأطفالهم بالاختباء خلف جدران منازلهم خائفين مما قد يصيبهم، وكيف لايخافون وهذا الحي لفقره يعتبر أكبر مركز لتجمع العصابات والقتلة يمارسون فيه شتى فنون النصب والقتل والإحتيال لأجل العيش كأن لا طريقة أخرى متوفرة لضمان عيش نظيف لا تزهق فيه أرواح.كل يوم تحدث أموراً سيئة تزيد من قلق السكان وخطورة العيش هنا ولا حيلة لهم سوى حماية أنفسهم بتجنب البقاء كثيراً في الشوارع واحكام غلق أبوابهم وتسليح أنفسهم كما فعلت بعض العوائل.
من هو المُطارَد ومن هم مُطارِدوه وماهو سبب مطاردتهم له؟.
إنهم شرذمة من أخطر العصابات في الحي التي لا تستطيع حتى الشرطة الإشتباك معهم وإيقافهم عند حدهم..أما المطارَد فهو شخص ما كان عليه أبداً حشر نفسه فيما لا يعنيه والاكتفاء بالمراقبة فقط دون التعرض للأذى، لكنه يأبى إتخاذ موقف يجرده من إنسانيته خاصة عندما تتعرض فتاة للإساءة.لقد رآها قبل أن يتحرك تقاتلهم ببراعة لكنها ضعفت وتمكنوا منها فاستدعى هذا تدخله العاجل ولن يكون اسمه فاعل الخير إن لم يخلصها منهم بل قرر التخلي عن لقبه إن فشل وهذا لحسن حظه ما لم يحدث.رمى جسده في أتون الخطر وانقذ فتاته غير مبالياً باصاباته وها هما الآن يركضان بسرعة جنونية يحاولان النجاة من هؤلاء السفاحين.وصلت المطاردة خارج حدود الحي ولم يتعب كلا الطرفين أو يستسلما حتى نزلا أخيراً في مترو نفق يعج بالناس وتواريا عن أنظارهم.
ربما لم يكتب لهما الصعود داخل القطار كونه غادر فور مجيئها لكنهما حتماً نجيا وهذا ما يهم طالما أنهما صارا في مأمن من رجال استسلموا لخسارتهم."تخلصنا منهم أخيراً"
إنحنى فاعل الخير واضعاً كلتا يديه على خاصرتيه وأخذ يلهث بشدة ثم استقام في وقفته مستعيداً تنفسه الطبيعي وسأل بإهتمام الفتاة التي حظيت بشرف مساعدته وكانت ترتدي قناعاً بلاستيكياً أسود خافياً كامل وجهها كاشفاً فقط عن عينين سوداوين بالكاد تلاحظان ومن قبيل الفضول سألها عن سبب مطاردتهم لها وجاءه الرد بكلمات جافة نافرة
"هذا ليس من شأنك"
استعدت لتركه والمضي بعيداً لكنها تسمرت مكانها حين باغتها بحركة صبيانية متهورة خالعاً عنها قناعها الذي كشف عن صرامة وجه مستدير ذو جمال عادي لا يجذب فيه سوى تلك العينان اللتان تجعلانك قسراً ترتعش من هول ما تحمله من شراسة وتمرد.أول ما لفت انتباهه، شفتيها المتغضنتين الممتلئتين وشعر بالسوء لكونها هكذا لا تلقي اعتباراً لصحتها وشبابها ثم استدرك موقفه وبادرها يلطف الجو
"إنها أنتِ حقاً..ميزتك رغم قناعكِ المخيف هذا يالي من ذكي..أليس كذلك؟..أوه..رايلي أنتِ حقاً تدهشينني..كيف تضعينه هكذا..ألا تخشين أن يتلف وجهك..ثم من سيرغب برؤية فتاة متعرقة الوجه.."
أنت تقرأ
الشيطان
Mystery / Thrillerجاري تعديل الرواية(القواعد الاملائية، النحوية، الحوار وبعض المشاهد) الغلاف تصميم صديقتي المبدعة aielol@ الرواية تتألف من جزءان الجزء الاول تصبح غريس الفتاة الحالمة طرفاً في قضية معقدة تلتقي فيها المحقق ثيو الذي يحاول جاهداً فك ألغاز قضية "الشيطان"...