الفصل الثالث

3.2K 151 9
                                    

العاشر من مايو 2014

يبدو أنَّ غريس أحسنت الصنع عندما روجت لمطعم والديها للعميلين روبرت وتشونغ،فقد ترددا عليه في اليوم السابق أكثر من مرة وهذا اليوم جاءا مبكراً جداً مما أسعد المالكين فمن أين سيعثران على زبونين نهمين مثلهما خاصة العميل تشونغ..هذا بلا شك سيدر عليهما بالمال الكثير،لذا طلبت الوالدة من إبنتها آلينور معاملتهما معاملة خاصة وتلبية إحتياجاتهما كافة

"أهلاً بكما مجدداً ماذا تطلبان؟"

بإبتسامة عفوية كشفت عن أسنانها الناصعة البياض وبصوت لطيف،رحبت ذات الشعر الأسود القصير بالعميلين وبادلها تشونغ بإبتسامة أثارتها وجعلتها تسرحُ بمخيلتها متساءلة عن جنسيته..أهو كوري أم ياباني أم صيني ياترى؟!!
وشبهته بممثل كوري نسيت إسمه..لم تفضل يوماً الدراما الكورية وتشكو دائماً من أسماءهم الطويلة الصعبة الحفظ وبرومانسيتهم الزائفة التي لا تعترف بها،ومنذ أسبوع مضى شاهدت مع غريس لأول مرة دراما كورية حزينة مات فيها البطل وأقسمت أن تمتنع عن مشاهدة كل ما يمت للكوريين بصلة.

"ياآنسة أحب أن أشكركم على ما تقدمونه من طعام شهي"

أخرجها من مخيلتها صوت ولهجة إنكليزية مميزة صدرت من فم تشونغ وأجابته شبه محرجة

"أعتذر..شكراً للإطراء سيدي..سنعمل بجد لإرضائكم"

"أنتم تستحقون الأفضل "

دونت ما أملى عليها من أطباق ثم إنتقلت لزميله الذي كان في معزل عنهما متعمق التفكير في البحث عن وسيلة تساعدهما في إيجاد صاحبهما متجاهلاً نداءاتها المتكررة فطلب عوضاً عنه زميله ثم توجهت إلى المطبخ تبث لوالدتها ما استنتجت عن زبونيهما الغريبين كما أوحى لها منظرهما ولباسهما الأسود

"ماذا تقصدين بالغريبين ؟"

سألت والدتها وهي تعجن العجينة بيديها العاريتين

"الآسيوي وصاحب الوجه المتجهم لا يبدوان عاديين"

"وماذا في ذلك فكل من يأتي هنا غرباء..تعالي وساعديني ونادي على أختك"

"غريس إستقالت أنسيتي،ثم لو أنها كانت هنا ورأت ذاك الآسيوي للازمته طيلة اليوم..آه كم أشتاق إليها"

"كفي عن الثرثرة وساعديني هيا "وبختها والدتها وشرعت في تنفيذ الأوامر.

"من أين نبدء تشونغ..تشوش فكري "

خاطب روبرت زميله متحيراً فأجاب الأخير وهو يمضغ الطعام

الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن