دوّت صفارات الأنذار , وذعر الركاب , وإرتطمت زوارق النجاة بالماء , وأنقلب أحدها أثناء إنزاله من جانب الباخرة المائل , وأحسّت أيفين بلغريم بلفحة هواء الليل , وبهبوط مفاجىء في جوف البحر , فغطى الماء رأسها وكاد يلفّها إلى أن طغت على سطح الماء بفضل قميص النجاة الذي ترتديه.كان ذلك أشبه بكابوس لا طاقة لها على الخلاص منه , وكان رأسها يمتلىء بصرخات هلع الركاب , ولكنها في الوقت نفسه راحت تتذكّر الموسيقى التي كان الركاب يرقصون على أنغامها في صالون الباخرة , نغمات حلوة عاطفية تابعتها أيفلين بنقرات قدمها , وتاق معها قلبها إلى رفيق يراقصها.
ولكن أحدا لم يقترب منها أذ كانت تنزوي في سمت إلى جانب مخدومتها , ونظارتها على وجهها , وشعرها معقود كالعكعة , كانت السيدة ساندل تقوم برحلة بحرية في الشواطىء المشمسة بناء عل نصيحة طبيبها , وقد وقع أختيارها على أيفلين لمرافقتها بعدما تأملت حاشية بيتها , وكانت أيفين تعمل لدى عائلة ساندل منذ كانت في الخامسة عشرة , أولا كمربية للأطفال ثم خادمة ورفيقة للسيدة ساندل السريعة الغضب , وكانت أحتياجات أيفلين وأحلامها كفتاة في التاسعة عشرة بعيدة عن يدها وإدراكها .
ومنذ بداية الرحلة توقعت ايدا من مرافقتها أن تلازمها بإستمرار ,وقالت لها بطريقتها الحادة الآمرة:
" أنت فتاة عاقلة وتعرفين مكانك وحدودك , فلا تتوقعي المشاركة في اللهو والمرح مع ركاب الباخرة الشباب , أو السباحة دوما في بركة الباخرة أو الرقص والمغازلة".
وما دانت أيفين لتحلم بالوقوع في الغرام على ظهر الباخرة , ولكنها ودّت لو تتمتع بمشاركة من هم في سنّها ألعابهم على سطح الباخرة بدلا من مطالعة جين أوستن لأجل السيدة ساندل , وودّت شيئا من التغيير المبهج كأن تتنزه على سطح الباخرة برفقة أحد الشباب.
لم تجتذب هذه الفتاة الصغيرة ذات الثوب البسيط والنظارة التي تلازمها , أنتباه أي فتى على سطح الباخرة , لعلهم أفترضوا أنها خجولة للغاية , أو أنها تخشى رفيقتها مما قد يجعل صحبتها غير مثيرة , ولم يكن لديهم أية فكرة بأن تحت ثوبها غير الأنيق يدق قلبا فتيا دافئا يتوق للمغامرة.
مغامرة! لقد شعرت أيفين بتخدير حركة البحر وهي تطفو طوال الوقت مبتعدة عن الباخرة المنكودة , شيء ما قد أنفجر في غرفة محركها , وفي دقائق معدودة وبشكل جنوني غمرت المياه السفينة , كما غمرها دوي صفارات الأنذار , الكل فوق سطح السفينة , والكل أخذوا أماكنهم المحدّدة لهم !
وكانت أيفين أول الأمر هي التالية بعد السيدة ساندل التي ما عادت واثقة من شيء , وراحت في هلع اليائسة تمسك بحقيبة حليّها وحقيبة يدها , وحين أصبح أحد زوارق الأنقاذ جاهزا نحت أيفين جانبا , وبسبب أندفاع الركاب غابت السيدة ساندل عن أنظار أيفين , ولحظة أنقلب الزورق تناهت ألى سمع أيفين صيحة ربما كانت صيحة السيدة ساندل التي لم تعرف طوالها حياتها غير التدلل , والآن يتقاذفها البحر الذي قد يقسو عليها .
أنت تقرأ
تناديه سيدي
Romanceسألها: " أيمكنك مقاومة من يريدك؟". فسألته بدورها" ومن يريدني؟". وعندها شعرت أنها أصبحت ضعيفة كالماء بين ذراعي المركيز. "أنني هربت من كينيث امام اصدقائه, كذلك عرف ريك أننا أمضينا ليلة الضباب معا... أو هو عرف على الاقل أنني كنت ليلتها مع رجل". " ألم ت...