"يبدو كأنك ستحزنين لمغادرة الجزيرة يا أيفا".
أخذت تتأمل شباك الصيد وصواري المراكب الشراعية , ثم أستدارت نحوه وفي عينيها نظرة مروعة:
" سميتني أيفا؟".
" ألم يعجبك ؟".
" بلى أعجبني ".
" والأكثر من هذا يا أيفا أن أسم التصغير علامة أعجاب من الأسباني بك ".
ضحكت وقالت :
" لقد أوقعتني في الفخ عندما جعلتني أسميك ريك منذ البداية !".
" آمل ذلك".
تلاقت نظراتهما , ورأت في عينيه حنانا , وأرادت أن ترجوه بألا ينظر اليها هكذا , ولا بد أنه فهم مرادها , أذ أخذ يحدّثها عن أشياء أخرى , عن طفولته في تلال أسبانيا , وطموحه لأن يكون أكثر من مجرد عامل يقطع اللوز والزيتون , وعن هربه من البيت في الخامسة عشرة من عمره وذهابه الى برشلونة حيث أشتغل خادما في أحد المطاعم , ثم أصبح تلميذا لعازف غيتار يشبه الملاك ولكنه يعيش كالشيطان.
وقال ريك:
" لدي فقط نصف مواهب ذلك الرجل , ولكنني أستغلها كل الأستغلال , وعندي طموحي أيضا , أفكر في جمع المال حتى أذا صرت غنيا أشتريت بيتا كبيرا فيه أشجار اللوز وفيه نوافير , وسأكون رجلا له زوجة وعائلة".
أبتسمت أيفين وقالت:
" أنت تذهلني يا ريك".
" أنت نظنينني بلاي بوي , أنني أسباني قبل أي شيء آخر , ونحن نأخذ الحياة بروح جادة برغم أننا نغني ونحتفل كلما سنحت لنا الفرصة , الليلة سترين كيف نمرح , وسأعلمك كيف ترقصين كأسبانية".
" هل سنذهب الى الكنيسة لنرى حفل الزواج؟".
" سنذهب طبعا يا عزيزتي".
كانت الشموع الطويلة تضيء فوق مذبح الكنيسة , ونورها يرسم هالة حول العروسين الواقفين أمام القسيس وهما يتمتمان القسم , وكان كل شيء داخل الكنيسة يوحي بالخشوع , وأخذ الحضور يركزون أبصارهم على العروسين.
وتأملت أيفين وهي صامتة ومأخوذة , بينما كانت طرحة العروس البيضاء تنبسط فوق كتفي العريس الواقف بجوارها , وذلك جزء رمزي من الأحتفال , معناه الوعد بأن تخضع العروس له بالمحبة والوفاق , بعد ذلك وضع في يدها خاتم الزواج , وبنظرة خجولة الى وجهه وضعت خاتما في يده , هذا التبادل للخاتمين رمز تحالفهما , وأذا بتنهيدات الرضى تعلو وسط جموع الحضور.
كان دخان الشموع يختلط برائحة القرنفل عندما أعلن القسيس أنهما أصبحا رجلا وزوجة , وأبتسم الشاب الأسمر وضغط على اليدين اللتين تحملان زهر البرتقال , وكتاب صلاة مغلف بالصدف ومسبحة , كانا خجولين الى حد لم يقبّل أحدهما الآخر أمام الناس , ورأت أيفين أن العروس تمسح دموعها بمنديلها , أن قسم الزواج رباط مقدس , ولا أفتراق فيه عند الأسبان , وقد نظر كل من العروسين للآخر نظرة أمل وثقة وفرح.
أنت تقرأ
تناديه سيدي
Romanceسألها: " أيمكنك مقاومة من يريدك؟". فسألته بدورها" ومن يريدني؟". وعندها شعرت أنها أصبحت ضعيفة كالماء بين ذراعي المركيز. "أنني هربت من كينيث امام اصدقائه, كذلك عرف ريك أننا أمضينا ليلة الضباب معا... أو هو عرف على الاقل أنني كنت ليلتها مع رجل". " ألم ت...