الجزء الثاني والعشرون والاخير:(اعترافي لك)

20.1K 949 177
                                    


سألها دون جوان وهو يصب فنجانا من القهوة:

" أين ينتظرك يا أيفين؟".

" سنلتقي عند شجرة الكاتلبا قبالة الشاطىء الذي يرسو فيه اليخت".

" أرى أنكما أخترتما مكان لقاء مناسب , نحن نسمي شجرة الكاتلبا بشجرة الوداع , أستمتعي بالمهرجان يا صغيرتي , أظن أنك ستحضرين أيضا حفل التوديع في يخت الشاب؟".

" نعم يا سيدي , وهل ستكون في الحفل".

" أن السيدة غرايسون تكرمت ووجهت الي دعوة , نعم يا أيفين سأحضر الحفل , وأعتقد أن علي مقابلة أصدقائك".

" آمل أن تنعم أنت وراكيل بالمهرجان".

قالت ذلك ثم أسرعت لمقابلة كينيت , الشمس دافئة وكانت تستطيع أن تشم زهرة القرنفل التي قطفها دون جوان لها , كانت تريد أن ترتدي الطرحة الأسبانية ولكنها تركتها في غرفتها , وفضّلت أن تسرع في الخروج من القلعة , هي تريد أن تكون مع كينيت , الشخص غير المعقد , وتريد أن تنسى نفسها معه في المهرجان وأن تضحك وتمرح وألا تفكر في الغد.

كان ينتظرها وهو يدخن سيكارة , تحت شجرة الكاتلبا التي تظلل المعبر المؤدي الى الشاطىء , والهواء يمتلىء برائحة البحر.
ركضت اليه كأنها تطير , وألقى كينيت بسيكارته وتعانقا , كانت فرحة ودمعت عيناها قليلا وهي تقول:

" هل جعلتك تنتظر طويلا؟".

" كنت مستعدا للأنتظار اليوم كله , أنت أشبه ببطلة في حكاية شعبية... كأنك رابونزل التس سعت الى الهرب من البرج لمقابلة حبيبها".

أمسك يدها ونظر الى أعماق عينيها وسألها:

" أهذا وحده يومنا أم لنا الغد أيضا وكل الأيام التالية؟".

" هيا نذهب الى المهرجان وننعم أولا بكل ما في يومنا".

كانت لا تزال عاجزة عن أن تلزم نفسها بأي كلمات أو وعود.

كانت شرفات البلدة تزدان بالزهور والسجاجيد الأسبانية الزاهية والشالات الحريرية , وتغص بعائلات في ثياب المهرجان , يضحكون ويعزفون الغيتار ويلقون القرنفل على المارة.

قوارب الصيد في الميناء تعلوها الزينات , والنساء والفتيات في ثياب زرقاء أو قرمزية جذابة , وعقودهن وأقراطهن الطويلة تلمع تحت أشعة الشمس كلما تحركت رؤوسهن وأثارهن أعجاب الشبان , مراوح النساء المطرزة أو الحريرية أشبه بأجنحة في الهواء , والنسوة كالفراشات الى جانب الرجال في بدلاتهم القاتمة وقمصانهم المكشكشة وقبعاتهم العريضة السوداء , وكان بعضهم يلف خصره بوشاح قرمزي أو أزرق.

جراس الكنائس تعلو فوق مرح وضحكات جموع الناس في المهرجان , والصغار يجرون هنا وهناك يلقون بعقود صغيرة من الزهور على رؤوس الغواني اللواتي تم أختيارهن لموكب آدم وحواء , وكان الباعة في الشوارع يبيعون كعك اللوز وشراب اللوز المثلج.

تناديه سيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن