أرتسمت الأبتسامة على شفتيها وهي تعبر القاعة متجهة الى طاولة صغيرة قديمة الطراز , ووضعت على صينية للرسائل بطاقة الدعوة التي كتبتها بتينا غرايسون للمركيز.أنه سيرى البطاقة عند عودته , لعله قد أمضى المساء مع راكيل ووالدها , ولعلها أبلغته أنها ستذهب الى حفل التوديع الذي يقيمه آل غرايسون على ظهر يختهما قبل الأبحار يوم السبت , وهكذا يحضر الحفل مع راكيل ويتعرف الى كينيت.
وأسرع قلبها في الخفقان عند مرورها بالغرفة الذهبية في طريقها الى غرفة نومها , وتذكرت الموسيقى التي عزفها لها المركيز , وتذكرت الغضب الذي تأججت ناره عندما أمرها بألا تعامله كعاجز ضعيف , والليلة يعم الغرفة الذهبية الظلام كما أن البيانو صامت , والمركيز مع المرأة التي سيكون لها عما قريب كل الحق في أبقاء غرف القلعة على حالها أو أدخال ما يحلو لها من تغييرات وفق ذوقها وشخصيتها , ولن يتدخل دون جوان , إنه سيدلل المرأة التي ستجيء الى هنا وتبعده عن وحدته.
صعدت أيفين بسرعة الدرج المؤدي الى غرفتها , وهي تعرف أن عليها الليلة قبول عرض كينيت والأبحار معه هو وأمه , في مدريد قد تسنح لها الفرصة بأن ترى دون جوان مع زوجته , أما في أميركا فلن تكون هناك فرصة كهذه بسبب بعد المسافة.
وقبل أن تأوي الى فراشها , فتحت خزانة ثيابها وألقت نظرة أخرى على الثوب الذي أستأجرته لمهرجان الغد , أن تنورته من المخمل القرمزي اللون وفي نهاية ذيلها شريط أسود , أما القميص الصغير الأسود فهو أيضا من المخمل وأزراره فضية , وأكمامه مشقوقة تكشف عن كشكشة البلوزة الصفراء اللون , وقد أبتاعت عدة سلاسل من المرجان والفضة تناسب هذا الثوب , وكذلك طرحة أسبانية مطرزة , وقد جربت أرتداء ذلك كله أمام المرآة.
كان ضوء المصباح الموجود الى جوار المرآة ينعكس على السوار الذي أعطاه لها كينيت , والذي تتدلى منه القطع الصغيرة الدقيقة , لمست حدوة الحصان لعلها تجلب لها الحظ , والتفاحة الدقيقة للأغواء , وتأملت القلب الذهبي الصغير وسرحت بخيالها , معظم الناس يتوفون الى أن يكونوا محبوبين , والحب بالنسبة الى كل منهم يعني شيئا مختلفا , إنه يعني العاطفة أو الأمن , والرفقة بدلا من الوحدة , والتفاهم , ويدا تمسك بها في الظل أو في الشمس.
تلاقت عينا أيفين بعينيها هي في المرآة , وقد أنعكس فيهما ما تتوق اليه : أنه الحب الذي تنشده , ولكنه من نوع جميل لم يسمع به أحد أنها كلمات الشاعر الأنكليزي بيتس , وهي تعبر عما يتوق اليه قلب أيفين , حب ليس مثله آخر , حب يخفق له القلب من الخوف والنشوة , حب يسري في كيانها ويبقيها في السحاب دوما ,
ضحكت وحدثت نفسها قائلة : أيفين , يا لك من بلهاء رومانسية , وأبتعدت بسرعة عن المرآة , ولكن التوق لم يفارق عينيها.
كانت متدثرة بغطاء الفراش , وكان الوقت متأخرا عندما سمعت المركيز يعود في السيارة , وسمعت باب السيارة وهو يغلق , وتصورته وهو يعرج صاعدا الدرج الموصل الى قاعة القلعة , ثم..... يتوقف الى جانب طاولة الرسائل , ويتناول بطاقة الدعوة ويتأملها لحظة قبل أن يفتحها , وبعدئذ يستند على عصاه الأبنوسية ويقرأ البطاقة
أنت تقرأ
تناديه سيدي
Romanceسألها: " أيمكنك مقاومة من يريدك؟". فسألته بدورها" ومن يريدني؟". وعندها شعرت أنها أصبحت ضعيفة كالماء بين ذراعي المركيز. "أنني هربت من كينيث امام اصدقائه, كذلك عرف ريك أننا أمضينا ليلة الضباب معا... أو هو عرف على الاقل أنني كنت ليلتها مع رجل". " ألم ت...