الجزء الواحد والعشرون:(موجه تضيئها النجوم)

11.1K 474 11
                                    


أرتسمت الأبتسامة على شفتيها وهي تعبر القاعة متجهة الى طاولة صغيرة قديمة الطراز , ووضعت على صينية للرسائل بطاقة الدعوة التي كتبتها بتينا غرايسون للمركيز.

أنه سيرى البطاقة عند عودته , لعله قد أمضى المساء مع راكيل ووالدها , ولعلها أبلغته أنها ستذهب الى حفل التوديع الذي يقيمه آل غرايسون على ظهر يختهما قبل الأبحار يوم السبت , وهكذا يحضر الحفل مع راكيل ويتعرف الى كينيت.

وأسرع قلبها في الخفقان عند مرورها بالغرفة الذهبية في طريقها الى غرفة نومها , وتذكرت الموسيقى التي عزفها لها المركيز , وتذكرت الغضب الذي تأججت ناره عندما أمرها بألا تعامله كعاجز ضعيف , والليلة يعم الغرفة الذهبية الظلام كما أن البيانو صامت , والمركيز مع المرأة التي سيكون لها عما قريب كل الحق في أبقاء غرف القلعة على حالها أو أدخال ما يحلو لها من تغييرات وفق ذوقها وشخصيتها , ولن يتدخل دون جوان , إنه سيدلل المرأة التي ستجيء الى هنا وتبعده عن وحدته.

صعدت أيفين بسرعة الدرج المؤدي الى غرفتها , وهي تعرف أن عليها الليلة قبول عرض كينيت والأبحار معه هو وأمه , في مدريد قد تسنح لها الفرصة بأن ترى دون جوان مع زوجته , أما في أميركا فلن تكون هناك فرصة كهذه بسبب بعد المسافة.

وقبل أن تأوي الى فراشها , فتحت خزانة ثيابها وألقت نظرة أخرى على الثوب الذي أستأجرته لمهرجان الغد , أن تنورته من المخمل القرمزي اللون وفي نهاية ذيلها شريط أسود , أما القميص الصغير الأسود فهو أيضا من المخمل وأزراره فضية , وأكمامه مشقوقة تكشف عن كشكشة البلوزة الصفراء اللون , وقد أبتاعت عدة سلاسل من المرجان والفضة تناسب هذا الثوب , وكذلك طرحة أسبانية مطرزة , وقد جربت أرتداء ذلك كله أمام المرآة.

كان ضوء المصباح الموجود الى جوار المرآة ينعكس على السوار الذي أعطاه لها كينيت , والذي تتدلى منه القطع الصغيرة الدقيقة , لمست حدوة الحصان لعلها تجلب لها الحظ , والتفاحة الدقيقة للأغواء , وتأملت القلب الذهبي الصغير وسرحت بخيالها , معظم الناس يتوفون الى أن يكونوا محبوبين , والحب بالنسبة الى كل منهم يعني شيئا مختلفا , إنه يعني العاطفة أو الأمن , والرفقة بدلا من الوحدة , والتفاهم , ويدا تمسك بها في الظل أو في الشمس.

تلاقت عينا أيفين بعينيها هي في المرآة , وقد أنعكس فيهما ما تتوق اليه : أنه الحب الذي تنشده , ولكنه من نوع جميل لم يسمع به أحد أنها كلمات الشاعر الأنكليزي بيتس , وهي تعبر عما يتوق اليه قلب أيفين , حب ليس مثله آخر , حب يخفق له القلب من الخوف والنشوة , حب يسري في كيانها ويبقيها في السحاب دوما ,

ضحكت وحدثت نفسها قائلة : أيفين , يا لك من بلهاء رومانسية , وأبتعدت بسرعة عن المرآة , ولكن التوق لم يفارق عينيها.

كانت متدثرة بغطاء الفراش , وكان الوقت متأخرا عندما سمعت المركيز يعود في السيارة , وسمعت باب السيارة وهو يغلق , وتصورته وهو يعرج صاعدا الدرج الموصل الى قاعة القلعة , ثم..... يتوقف الى جانب طاولة الرسائل , ويتناول بطاقة الدعوة ويتأملها لحظة قبل أن يفتحها , وبعدئذ يستند على عصاه الأبنوسية ويقرأ البطاقة

تناديه سيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن