اهتمت أيفين في الأيام التالية بالتصرف كأنما لا شيء يشغلها غير دروسها مع فونسكا , كان السائق يقودها كل صباح الى البلدة حيث توجد الفيللا , وأحيانا ترى راكيل في الحديقة أو خارجة في طريقها الى النادي ليتفرج على التنس أو لتناول الغداء مع أحد الأصدقاء.
وكانت راكيل كلما رأت تلميذة والدها تتظاهر بعدم الأهتمام كثيرا , وذات صباح قالت لها وقد وجدتها قرب طاولة في الحديقة منهمكة في دراستها :
" أنت مخلوقة صغيرة جادة , بالأمس فقط كان مانريك كورتيز يسأل عنك , وقد قلت له أن في أمكانه أن يلقاك هنا على الرحب والسعة ".
أجابت أيفين :
" آمل ألا يفعل , قد يلهيني عن الدراسة وأنا أهتم بالدروس".
قطفت راكيل وردة صغيرة ووضعتها فوق ثوبها الجميل:
" أرى هذا بوضوح , ولكن أليس من الأجمل أن تتزوجي شابا لظيفا , بدلا من دراسة هذه الكتب وحشو فكرك بالحقائق والتواريخ؟".
" أنا أحب التعلم , ووالدك أستاذ رائع".
قالت راكيل بأبتسامة الموافقة:
" أنه محبوب , وهناك رجل آخر فقط يجاريه في عمله وذكائه وجاذبيته الأسبانية , هل تجدين رجالنا جذابين لطفاء يا آنسة بلغريم؟".
رفعت أيفين نظرها ووجدت راكيل تتفحص ثوبها الأخضر الهادىء وشعرها الأحمر الداكن المنساب كذيل الحصان , وقالت وهي تبتسم:
" أجل أحب جاذبيتهم ولطفهم , أن للأسبان بالتأكيد سحرهم ولطفهم".
" أذن من الغريب أنك لم تحبي أحدهم يا آنسة بلغريم , بالطبع , إنني سمعت عن هدوء أعصاب الجني االبريطاني وإنهم لا يكشفون عن شعورهم".
" أرى أنك تلمّحين الى شيء يا آنسة فونسكا , أرجوك كوني صريحة معي ".
" أن دون جوان لا يمكن أن يظل دائما مسؤولا عنك ..... هل صراحتي هذه كافية ؟ وأنت لست طفلة حتى لو كان جوان يعتقد ذلك؟".
نظرت أيفين الى عيني الفتاة الأخرى وقالت :
" كلا يا آنسة أنا لا أحلم بالأعتماد على كرم دون جوان أكثر مما يلزم , والدك يعرف مدير أحدى صالات الفن في مدريد وآمل أن أذهب عمّا قريب للعمل هناك كمساعدة له".
" مدريد؟ لا بد أن هذا سيناسبك بخصوص صداقتك مع مانريك كورتيز , يبدو أنه مهتم بك , ونصيحتي اليك هي ألاّ تغالي في التشدد , أن الرجال يحبون أثارة المطاردة , ولكنهم يحبون أيضا اللحاق بالطريدة ".
أرخت راكيل أصابع قفّازيها ثم أضافت :
" هل تخافين قليلا من الرجال؟".
أحتجت أيفين وقالت :
" أنا لست بنفسجة خجولة".
" يبدو أن مانريك يعتقد بأنك متواضعة وخجولة , وأنه ربما أزعجك في المرة الأخيرة التي كنتما فيها معا".
أنت تقرأ
تناديه سيدي
Romanceسألها: " أيمكنك مقاومة من يريدك؟". فسألته بدورها" ومن يريدني؟". وعندها شعرت أنها أصبحت ضعيفة كالماء بين ذراعي المركيز. "أنني هربت من كينيث امام اصدقائه, كذلك عرف ريك أننا أمضينا ليلة الضباب معا... أو هو عرف على الاقل أنني كنت ليلتها مع رجل". " ألم ت...