الجزء السادس عشر:(اكثر من حب حياتي)

12.8K 521 3
                                    

اهتمت أيفين في الأيام التالية بالتصرف كأنما لا شيء يشغلها غير دروسها مع فونسكا , كان السائق يقودها كل صباح الى البلدة حيث توجد الفيللا , وأحيانا ترى راكيل في الحديقة أو خارجة في طريقها الى النادي ليتفرج على التنس أو لتناول الغداء مع أحد الأصدقاء.

وكانت راكيل كلما رأت تلميذة والدها تتظاهر بعدم الأهتمام كثيرا , وذات صباح قالت لها وقد وجدتها قرب طاولة في الحديقة منهمكة في دراستها :

" أنت مخلوقة صغيرة جادة , بالأمس فقط كان مانريك كورتيز يسأل عنك , وقد قلت له أن في أمكانه أن يلقاك هنا على الرحب والسعة ".

أجابت أيفين :

" آمل ألا يفعل , قد يلهيني عن الدراسة وأنا أهتم بالدروس".

قطفت راكيل وردة صغيرة ووضعتها فوق ثوبها الجميل:

" أرى هذا بوضوح , ولكن أليس من الأجمل أن تتزوجي شابا لظيفا , بدلا من دراسة هذه الكتب وحشو فكرك بالحقائق والتواريخ؟".

" أنا أحب التعلم , ووالدك أستاذ رائع".

قالت راكيل بأبتسامة الموافقة:

" أنه محبوب , وهناك رجل آخر فقط يجاريه في عمله وذكائه وجاذبيته الأسبانية , هل تجدين رجالنا جذابين لطفاء يا آنسة بلغريم؟".

رفعت أيفين نظرها ووجدت راكيل تتفحص ثوبها الأخضر الهادىء وشعرها الأحمر الداكن المنساب كذيل الحصان , وقالت وهي تبتسم:

" أجل أحب جاذبيتهم ولطفهم , أن للأسبان بالتأكيد سحرهم ولطفهم".

" أذن من الغريب أنك لم تحبي أحدهم يا آنسة بلغريم , بالطبع , إنني سمعت عن هدوء أعصاب الجني االبريطاني وإنهم لا يكشفون عن شعورهم".

" أرى أنك تلمّحين الى شيء يا آنسة فونسكا , أرجوك كوني صريحة معي ".

" أن دون جوان لا يمكن أن يظل دائما مسؤولا عنك ..... هل صراحتي هذه كافية ؟ وأنت لست طفلة حتى لو كان جوان يعتقد ذلك؟".

نظرت أيفين الى عيني الفتاة الأخرى وقالت :

" كلا يا آنسة أنا لا أحلم بالأعتماد على كرم دون جوان أكثر مما يلزم , والدك يعرف مدير أحدى صالات الفن في مدريد وآمل أن أذهب عمّا قريب للعمل هناك كمساعدة له".

" مدريد؟ لا بد أن هذا سيناسبك بخصوص صداقتك مع مانريك كورتيز , يبدو أنه مهتم بك , ونصيحتي اليك هي ألاّ تغالي في التشدد , أن الرجال يحبون أثارة المطاردة , ولكنهم يحبون أيضا اللحاق بالطريدة ".

أرخت راكيل أصابع قفّازيها ثم أضافت :

" هل تخافين قليلا من الرجال؟".

أحتجت أيفين وقالت :

" أنا لست بنفسجة خجولة".

" يبدو أن مانريك يعتقد بأنك متواضعة وخجولة , وأنه ربما أزعجك في المرة الأخيرة التي كنتما فيها معا".

تناديه سيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن