الجزء الثالث عشر:(رائحة شهيه)

11.5K 491 2
                                    


اليوم هو الأحد..... لا دروس , بل دعوة من مانريك كورتيز لنزهة بالسيارة حول الجزيرة , سلمت اليها على مائدة الأفطار , وبذلك فهي مضطرة أن تسأل دون جوان أذا كان من المناسب لها تلبية الدعوة , رفع بصره اليها ببطء من فوق رسائله المكدّسة أمامه وقال:

" قلت أنه لا أعتراض لي على الشاب كصديق يا أيفين , بالطبع يمكنك التنزه معه في السيارة".

" شكرا لك".

" يبدو في طل حال أن علينا التخلي عن فكرة أحضار مرافقلك , لقد جاءني الر د من دونا أوغستا بخصوص دعوتها الى القلعة , أعتذرت لأنها أبتدأت عملا صغيرا مستقلا وبالطبع لا يمكنها تركه للقيام بخدمة لن تكون دائمة".

وكانت أبتسامته مجرد أنفراج للشفتين , ولكنه تابع وسألها:

" أتعتقدين أن في أمكانك تحمل البقاء في القلعة بدون مرافقة؟".

سألته هي بدورها :

" وما هي حاجتي لمرافقة؟".

" فعلا لماذا؟ ولكنني أذكر أن الشكوك ساورتك أتجاه نواياي يوم وصلتك الثياب الجديدة من مدريد".

" أنا أعرفك الآن معرفة أفضل يا دون جوان".

" أحقا ذلك؟". ثم مدّ يده الى أبريق القهوة وأعاد ملء فنجانه وقال:

" عرفت الآن أنني لست أسما على مسمى أليس كذلك؟".

" كان عاشقا مكثارا بلا قلب".

" وماذا عني أنا؟".

أطلقت ضحكة محيّرة وقالت:

" أنت رجل منفتح الشخصية , ولا بد أنك سررت لكوني ساذجة لدرجة أنني أسأت فهم كرمك.....".

كان يشرب قهوته بدون حليب, وقال:

" لماذا تصرين على التحدث عن كرمي , وكأنني عم أو خال؟ أعمالي نادرا ما تكون بدافع من العاطفة , أنا رجل عملي مثل معظم الأسبان , ولا أحب أن أرى الشباب والذكاء ضائعين وبالأخص لأجل امرأة مبتذلة مثل مخدومتك , وأنا مسرور من التقدم الذي أحرزته مع الأستاذ فونسكا , حدثني أن لك ميلا طبيعيا للغتنا , هيا قولي شيئا بالأسبانية!".

" لا أستطيع !".

" لا تخجلي مني ! تصرّفي وكأنني مانريك كورتيز".

" مستحيل !".

" ولماذا , هل لأنه من جيلك وأنا كبير السن في منزلة العم؟".

أحتجت قائلة:

" أنا......... أنا لا أعتبرك عما".

" ولكنك تخشين أن أجرحك , فترفضين التحدث الي ببضع كلمات أسبانية".

" أنت ......تخجلني ".

قال ساخرا:

" هل أدير ظهري , صحيح يا أيفين أنك تقولين أنني كريم , ولكنك طوال الوقت تظنين أنني صارم".

تناديه سيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن