الجزء الثالث :(روح العروس)

20.4K 752 50
                                    

أتراه يعرض عليها وظيفة خادمة في القلعة؟

فسألته بصوت خافت:

" أتسمح لي بالعمل هنا يا سيدي؟".

مرة أخرى إرتسمت الأبتسامة المقتضبة على شفتيه وقال:

كلا يا آنسة , أنا أدعوك للبقاء هنا فترة , أن خدمي كلهم من الرجال بأستثناء مدبرة المنزل".

" ولكن...."

رفع حاجبيه وقال:

" ولكن ماذا , كان واضحا أنك غير راغبة تماما في العودة إلى عملك السابق , ألا تفضلين البقاء هنا في القلعة؟".

سألته وهي تشعر بشيء من العذاب:

" بأية صفة؟".

" بصفة ضيفتي يا آنسة بلغريم , أتظنين أنك أثرت عواطفي؟".

أنتابها الحياء , وأحسّت بعينيه تتابعان سريان هذا الحياء من خديها إلى شعرها الذي جعده البحر , طمأنها بسخرية:

" أؤكد لك أنني لا أمارس حق السيد على كل أنثى تطأ الجزيرة , أنت فتاة مشردة وستمكثين هنا , هذا ما أراه".

أستقرت أيفين في الكرسي المخملي الطويل الظهر , وبين يديها صحن العنب الذهبي , ماذا عن عائلته؟ لن يسرها بالتأكيد أن تحل فتاة تعيسة مشرد ضيفة عليها؟

أتكأ على عصاه وأمهن النظر إليها كأنها شيء غريب في غير موضعه داخل هذه الغرفة الجميلة , إلا أن شيئا قد جذبه إليها , فسألها :

" ما هو الأعتراض الآن؟".

" ماذا تقول عائلتك؟".

" ليس عندي عائلة".

وفجأة أعتلت وجهه خشونة , وكأنما مسّت جرحا كان يخفيه , وأضاف:

" لا زوجة ولا أولاد عندي , في القلعة بعض القطط وكلب صيد كما ترين".

وضرب بعصاه قدمه اليسرى ثم قال:

" وها أنذا أعرج كالشيطان".

وسرت قشعريرة في كيان أيفين , أجل أنها أحست من اللحظة الأولى للقائه أن هناك شيئا شيطانيا في هذا الرجل! سألته منزعجة:

" تعني أنك ستكون مسؤولا عني؟".

" سيكون ذلك شيئا جديدا".

وقرع جرسا فضيا لأستدعاء أحد حاشيته , وتابع:

" أرى أن الأنكليزية لا تريد أن يطوقها أحد بجميله , ولكن الجزيرة بعيدة جدا عن الأرض الأم ( أسبانيا ) وعليك قبول ضيافتي , شئت أم أبيت".

" هذا كرم منك يا سيدي".

" كرم؟ أنا عملي وأسباني , بيتي بيتك!".

نظرت الى ما حولها من سجلد غني بألوانه اللامعة والى المزهرية الذهبية , وشعرت كأنها شحاذة بين يدي أحد الكلوك!".

تناديه سيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن