الجزء العشرون:(فتاه الحكاية الخرافية)

11.5K 494 9
                                    


وجدت أيفين أنها تقابل كينيت غرايسون كثيرا في الأيام الأخيرة , كانت صحبته من النوع السار , وكان السيد فونسكا قد لزم الفراش بسبب مرضه فأعطاها ذلك الوقت الكافي للتجول في الجزيرة مع كينيت الذي كان يعشق التصوير الفوتوغرافي , وقد ألتقط صور أماكن قديمة وأخرى رائعة.

وبالطبع رغب في زيارة القلعة , ولكن أيفين كانت تنتحل الأعذار حول أخذه اليها لمقابلة الوصي عليها , وكانت تقول له أن دون جوان لا يعتبر بيته مكانا سياحيا.

وكان كينيت يقول :

" ولكنني صديق لك , وأنت تحت حمايته , وبالتأكيد يمكنني أن أرافقك الى القلعة وتقدمينني له؟".

" أنه يحب حرمته البيتية".

" هل أنت خائفة منه؟".

سألها ذلك وهو يلتقط لها صورة وهي جالسة على جدار شجرة لوز مزهرة.

" بالطبع لا !".

" يبدو أنك كذلك يا عزيزتي , هل هو صارم ويتحكم فيك بشدة؟".

ضحكت وقالت :

" إنه وسيم للغاية , وأذا تعكّر مزاجه أحيانا , فذلك يرجع الى أنه عانى حزنا في حياته , وتعذب من ساقه التي تؤلمه والتي كاد يفقدها في حادث ركوب جواده , كان يحب ركوب الخيل , وكان من رعاة البقر في شبابه".

أستند كينيت الى الحائط وأشعل سيكارة , وضاقت عيناه وهو ينفث الدخان , وأنعكست أشعتهما الزرقاء على وجهها , ثم سألها :

" كم يبلغ عمره الآن؟".

" أنه في الخامسة والثلاثين تقريبا".

وبدت أيفين صغيرة وهي تسوي شعرها بأناملها , ولكنها بدت أيضا غير واثقة من المستقبل , لم يكن في وسعها أن تحدّث أستاذها عن العمل الذي سيساعدها في الحصول عليه في مدريد قبل أن تتحسن صحته , أرتسمت على شفتي كينيت أبتسامة وقال:

" كان لدي أنطباع بأنه أكبر سنا , وتقولين أنه وسيم أيضا ؟ ومن العجيب أنك لست مولعة به , وقد سمعت أن الأسبان لديهم جاذبية أسبانية ساحرة".

إبتسمت وكررت قوله:

" جاذبية أسبانية ؟".

أنحنى كينيت الى الأمام وداعب ضفيرتها مما ذكّرها بالعازف ريك وجعلها تخجل من لمسه لشعرها , وقال :

" تعرفين ما أقصد يا آنسة بلغريم , هل تخجلين من الرجال يا أيفين ؟".

" أنني أحب الصداقة ".

" لأنها أكثر راحة ".

" لا أرى معنى لأن تغازل الفتاة كل رجل تقابله".

" أنت تعتقدين أن جوانب معينة من العلاقة بين الرجل والمرأة ينبغي أن تكون مقدسة , بينها وبين رجل واحد فقط , هل ألتقيت مع فتاة من الطراز القديم التي لا هم لها إلا الأمان الذي يوفره الزوج للفتاة ؟".

تناديه سيدي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن