الفصل الثامن

160 20 8
                                    


-متعجبا- حملت الورقة، لقد كانت هي، لقد كانت لينا، هل أتت للتقرب مني، أم لتختبرني، لم تكن لتلاحقني و تلهث للوصول للمترو فقط لتضع هذه القصاصة هنا و تذهب، لكن إذا كابدت هذا العناء كله لنرى ماذا هو التحدي التالي:

بما أنك وصلت إلى هذا الحد، فأنت مميزعندي الآن

لذلك ستجد تذكرتين مع الورقة أحدهما لمطعم لالة مينا

والآخرى لأي فلم تريد أن تحضره في سينما "كوزموس"

^_^ في المقابل لم يتبقى عن عيد ميلادي الكثير، لذلك كن كريما

ملاحظة : تذكرة المطعم صالحة لغداء اليوم فقط

ما تحت الملاحظة : ما اسمك؟؟؟

حسنا، هذا لم يكن أمرا متوقعا و لكن لم لا، مع هذه الفتاة توقع ما لا تتوقعه، و بعد هذا الصباح، وجبة غداء مجانية و تذكرة فلم كذلك -بالتأكيد سأحضر فلم "بينجمي"-، ربما يعد اليوم من أفضل الأيام في العطلة، إن لم يكن في هذا العام.

نزلت من الميترو في محطة "خليفة بوخالفة" ثم صعدت في السلالم من الأنفاق بعدها سرت بإتجاه شارع فيكتور هيجو، ثم اتجهت يمينا ناحية شارع ديدوش مراد أين يوجد مطعم لالة مينا .

دخلت المطعم و كان من بين المطاعم الجيدة -على ما يبدو طبعا- فأنا لم أأكل هنا من قبل، لذلك من الجيد تجربة شيء جديد، ديكور المطعم كان يغلب عليه الطابع التقليدي، لم يكن مزدحما كثيرا، و كان يقف هناك موظف الإستقبال يحاول تملق الزوار بإبتسامته المصطنعة فقاطعته قائلا .

"مرحبا، لدي تذكرة لغداء هنا على ما أعتقد .. !" و أخرجت التذكرة من جيبي و سلمتها إياه .

"طبعا، لنرى" أخذ التذكرة من يدي ثم بقى يحدق في وجهي -مبتسما- ثم أرفق قائلا

"نعم، فلتتبعني رجاءا" أراهن أنه ينال مرتبه من الإبتسام أكثر من الحديث و الوقوف هناك طوال اليوم .

"هذه هي طاولتك، الوجبة مدفوعة التكاليف" سلمني قائمة الطعام و أكمل بقوله .

"تفضل، سيأتيك النادل بعد لحظات، خذ وقتك...et Bon Appétit " .

"شكرا لك" .

فتحت قائمة الطعام فسقطت ورقة كانت بداخلها على الأرض، ها نحن ذا مرة أخرى، قصاصة من الورق، من الواضح أنها رتبت لهذه الأشياء بشكل متقن، هذا مثير للإهتمام، حقّا انه كذلك، فتحت الورقة لأرى ما التحدّي القادم.

جيد، لقد وجدت المطعم إذن، انه مطعم رائع وأتمنى أن تجده كذلك أنت أيضاً

ما أتمناه أكثر أن تكون "جائع"

إذا ... إن كنت من رواد هذا المطعم فأنت تعرف ما عليك طلبه

إن لم تكن كذلك

أنصحك بـ"طبق لالا مينا الخاص" مع طبق "شرائح اللحم المتبّلة"

أما إذا لم تكن من هواة اللحم فـ"بيتزا كالزوني" هي مبتغاك

ملاحظة : أقلب الصفحة بعد أن تأكل

...

يبدو أنها من الزبائن الأوفياء لهذا المطعم، ثنيت القصاصة و وضعتها في جيبي -في ذلك الحين- وقف أمامي النادل و قال .

"هل أنت جاهز للطلب، سيدي" .

"حسنا، لنرى ... لقد نصحوني بطبق "لالا مينا الخاص"، لكن كما يبدو فهناك ثلاث خيارات "قريدس، دجاج و لحم" و لا أعلم من الأفضل بينها، نصحوني أيضا بطبق "اللحم المتبّل"، من هذه الصور يبدو شهيّاً جدّا ... لكنّني لا زلت أريد اكمال يومي في الخارج و ليس بين غرفتي و الحمّامات لذلك سأطلب ... بيتزا 'كالزوني' إن أمكن و ... كوكاكولا"

"هل تريد شيء آخر ..." ردّ علي قائلا .

"كلا، شكرا" أردفت القول .

بعدها بلحظات عاد إلي و في يده ذلك الطبق، كانت هناك لفافتي 'بيتزا كالزوني' ضخمتين، لم أظن أنّي سأكملهما لوحدي و لكن علي الإعتراف، لقد كانت لذيذة للغاية، لدرجة أني كدت أطلب المزيد، لم أتوقع أنهم يقدمون بيتزا بهذه الروعة.

قمت بإخراج الورقة من جيبي مجدّدا ثم قلبتها .

lefpom wutso

الآن عليك حرق تلك الدهون

لكن لا تقلق، لديّ مفاجأة لك

أطلب الجريدة من عند موظف الإستقبال

الكلمات المتقاطعة هي هدفك

أثبتّ ذكاءك في كل الألغاز السابقة

و لم يصل أحد لهذا الحد لذلك، لنأخذ الصعوبة لمستوى جديد

... حسناً

قد يكون هذا أكثر الألغاز صعوبة من بين الألغاز السابقة

😄😏 سيجعل عقلك يحرق تلك الدهون، أنا متأكدة

Eywa ngahu

** 😉لينا **

جميل، جميل جدّا ... لا تزال هذه الفتاة تزيدني دهشة مع كل قصاصة، لا أعرف كم سيكون اللغز القادم صعبا و لكن بحكم معرفتها بكل تلك الشيفرات و الألغاز السابقة أعتقد أنه لن يكون هيّناً .

حملت كتبي و هممت بالرحيل، طلبت الجريدة من عند موظف الاستقبال، وضعتها مع كيس الكتب و خرجت من هناك .

******

لو أعجبتكم الرواية حتى الآن و تريدون مني الإستمرار في الكتابة أعملوا تصويت او
كومنت نقد أو إعجاب ... و ايا كان المهم أتركوا دليل على مروركم الطيب

أوراق الشتاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن