الفصل الرابع عشر

142 18 4
                                    


وصلنا للحديقة ثم إتجهنا لموقعنا الذي دائما ما كنّا نلتقي فيه، كان قليل الحركة كالعادة، و عندما قاربنا على الوصول قال شوقي :

"هل اتصلت بك؟".

"كلا، لم تتصل بي" و أنا انظر لهاتفي "لا مكالمات واردة منذ اتصالكما بي هذا الصباح".

"من التي تتصل بك؟" سألني سامر.

"لينا" أجابه شوقي .

"هل قابلت "لينا" ... و هل أعطتك رقم هاتفها أو .. أعطيتها رقم هاتفك؟" ردّ سامر .

"كلا، لا هذا و لا ذاك، و لم أقابل "لينا" قط" أجبته لأهدئ من روعه .

"من هي "لينا"؟." قاطعتني ياسمين، لم أرى أننا قد أقتربنا منهم لهذه الدرجة و كانت تقف أمامي .

"مجرّد فتاة" أجابها سامر.

"ليست مجرّد فتاة" رددت قولي بسرعة لأصحح ما قاله سامر .

"همممم، مجرّد فتاة و التي هي ليست مجرّد فتاة" قالت ياسمين و هي ترفع حاجبيها من الحيرة .

"انها أروع وأجمل مخلوق أراه في حياتي" قال شوقي .

"تبدو و كأنها ذكية جدّا ... رغم ثقتها المفرطة"أرفقت سلمى .

"و هي معجبة بـأمير" قال سامر .

"اصمت أيها الأهوج ..." ردّيت عليه بغضب . في حين ذلك قاطعني صوت مألوف لم أسمعه منذ مدة .

"مرحبا "أمير"."

و ها هي ذا، كانت قادمة من وراء ياسمين .

"أهلا "ألمى"."

و في هذي اللحظة، أردت ذلك الأهوج سامر أن يقاطعنا، و لكنه صمت لوهلة، لا بل صمتوا جميعاً.

"سعيد للقاءك"

"نعم، و أنا كذلك"

كنت أشعر و كأن كل ذلك الوقت الذي كنا فيه منفصلين، أصبح يتهاوى مع كل جملة نقولها، شعرها كان أطول، بشرتها أصبحت أقلّ سمرة، و كان هناك شيء آخر كذلك، و لكنني لم أعرف ماهيته، شيء في عينيها، كان في نظرتها إلي، لم تكن نفس النظرة التي كانت تبادلني إياها من قبل .

"لقد تأخرتم" قالت ياسمين "لقد سبقكم الكثير من الرفاق".

كان الأمر غريباُ -لقد أردت من ألمى أن تنتظرني كما كانت تفعل من قبل، كما كانت تفعل عندما كنّا معاً- لكن عوض ذلك سبقتنا للمجموعة، كان كل من سامر و شوقي و سلمى و ياسمين يمشون بيننا الآن .

عندما اندمجنا مع المجموعة، كان هناك حوالي 40 شخصا، كان هناك فتاتان تقدّمان المشروبات و تضعانها على الطاولة، كان الجميع يتهامسون و يتبادلون النكت، لكنّي لم أهتم بكل هذا. كنت فقط هناك لأرى ألمى بعد كلّ هذه الفترة .

أوراق الشتاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن