جلست في السيارة مع سامر ننتظر عبير، كان الجوّ باردا للغاية في الخارج، لكن و لحسّن الحظ كانت السيارة دافئة من الداخل، لم أرد حتّى الخروج لأتفقّد عبير إن كانت ستأتي أم لا فهي لم تردّ على مكالماتي .
بعد لحظات انتظار و نحن نستمع لإيقاع اغنية راي كان سامر يشغّلها على مذياع السيّارة - كانت حقّا أسوأ لحظات مرت علي ذلك اليوم- خرجت عبير من المنزل و هي ترتدي معطفاً أسود و حذاءا ضيّق طويل الرقبة، و لكن رغم ذلك الجو القارس لاحظت أنها ترتدي تحت المعطف تنّورة حمراء داكنة ذات خطوط خضراء، كانت بالكاد تظهر تحت معطفها و لكنّي استطعت تمييزها؛ مددت يدي بإتجاه باب سامر ثم ضغطت على زرّ اقفال الأبواب و أعدت النظر إليها و أنا أنزل في زجاج نافذتي .
"هل تلك تنّورة؟" سألتها .
"على ما يبدو، نعم !" و هي تتفقّد ما كانت تلبسه ثم أرفقت و هي تضع يدها على مقبض الباب "افتح الباب لقد بردْت".
"بلى، هذا ما قصدته ... نحن ذاهبون لحفلة عيد ميلاد و لا نعرف أين تقع و من سيأتي إليها، و بالكاد تحايلت علي و وافقت على مرافقتك لنا ... ثم ترتدي هذه".
"أنت تمزح؟" قالت ثمّ أكملت و هي تميل برأسها لترى سامر "افتح الباب سامر، لا تستمع إليه أرجوك !".
"ليس لديّ أي نية في التدخّل بينكما" قال و هو يضع سماعة هاتفه في اذنيه ثم أكمل "حسنا، أيضا ... تعجّلا قليلا، أنها السابعة و الربع" .
رغم أنفعالي في ذلك الوقت إلا أنني أصبحت أكثر هدوءا بعدما أسكت تلك الأغنية ثم قلت :
"أنها حفلة عيد ميلاد و ليست ... حفلة خطوبة، أو شيئا كهذا بغضّ النظر عن كل ذلك فنحن لا نعرف هؤلاء".
"أيها الأبله، إنها تنورتي ... التي أذهب بها للمدرسة، كيف يعقل ..." قالت و عيناها بدأتا باللمعان .
"لأنها اللباس الرسمي ... للمدرسة" قلت بحزّم ثم ردّت علي غاضبة .
"لم يكن عليّ اخبارك بحلّ اللغز" و وجه الحزن طغى على محيّاها .
"لم يكن علي الموافقة على ذهابك" قلت و أنا اقلّد صوتها ثم وجّهت حديثي لسامر قائلا "قُدْ السيّارة، لقد تأخرنا".
"لا، لا، لا ... سأغيرها، امنحني دقيقة" تبدّلت تلك النظرة البادية عليها سابقا ثمّ رجعت مسرعة لمنزلنا .
"تشاب تشاب ... سوبر جيرل" قلت .
"تبدين رائعة بتلك التنّورة" قال سامر صارخا و عبير واقفة أمام الباب لتفتحه -لم يكن يعرف أنه يصرخ و السمّاعات في اذنه-.
ضربته في بطنه بقبضتي و قلت غاضبا .
"إخرس !" .
أنت تقرأ
أوراق الشتاء
Mistério / Suspenseتخيّل أن تجد قصاصة ورقية في الرفّ الذي تحب تفقّده دوما، في قسم الروايات التي تفضّل قراءتها دوما، في المكتبة التي تعشق قضاء الوقت فيها دوما، و تجد فيها ذلك النوع من الألغاز التي تحبّ حلّها دوما، فماذا ستفعل؟ هل ستطويها و تتركها في مكانها أم سيتملكك...