الفصل السادس عشر

143 20 5
                                    


 كانت لا تزال في ريعان شبابها، أواخر العشرينات ربّما، من النظر إليها و الملابس الرسمية التي ترتديها تعرف أنها تعمل في المتحف، لا أعلم بالتحديد و لكنّها توحي بأنها ذات هيبة هناك، كانت تضع شارة فوق صدرها و مكتوب عليها "ms. Meziane" .

"آسف" قلت "كنت أحاول قراءة لوحة المعلومات يا ... آنسة مزيان !" ردّيت و أنا أوجه اصبعي إلى اللوحة ورائي كي اشتت انتباهها عن القصاصة التي وضعتها في جيبي .

"أعلم ماذا كنت تحاول يا فتى، فلا تتملّقني" قالت و هي ترفع اصبع سبابتها "أنت أمير أليس كذلك؟، لقد كنت بإنتظارك" .

ابتسمت و نظرت لحذائي ثم همست "لينا ... حتما"، لا أعلم إن كانت قد سمعتني لأنها كانت تمشي مبتعدة و لكنّها أشارت إلي أن أتبعها ثمّ قالت "أجل، لينا أخبرتني أنك ستكون هنا عن قريب، و أنك ستأخذ القصاصة التي تركتها لك، لكنّها أخطأت في وصفك، فهي لم تذكر النظارات و كذلك تسريحة الشعر هذه، لذلك صرخت عليك فلم أميّزك" .

"نعم، بخصوص ذلك" نزعت نظاراتي و مرّرت يداي على شعري لأوجه تسريحتي نحو الجانب، ثم أرفقت قائلا "أ هكذا؟" .

نظرت للخلف لمعاينتي ثم قالت "بالضبط، هكذا " ثم أكملت "... أنت وسيم يا فتى" .

"شكرا ... أحاول أن أبدو كذلك".

"لا، حقّا ... لديك وجه متماثل السمات، و هذا ما يميّز الفتى الوسيم، أنا رسّامة هنا مع كوني آمينة المتحف، لذلك فلقد رأيت و رسمت العديد من الوجوه لأعلم الوسيم منها".

"حقّا" قلت و أنا أرفع حاجبيّ محاولا اللحاق بها عبر الردهة ثم أرفقت "أين هي لينا؟ إذا جاز لي أن أسأل" .

"لقد كانت تنتظر هنا، ثمّ ... حسنا لقد تأخرت في القدوم أيها الجنتل ، فظنت أنك لن تظهر قريبا لذلك تركت لك القصاصة و أخبرتني عنك، ثم تركت عندي شيئا لك".

حسن، دائما ما كانت تترك أشياء لي مع أشخاص غرباء و لكنها رغم ذلك، و لإحقاق الحق فتلك الأشياء كانت جدّ مميّزة، لذلك سمحت لنفسي بتخيّل ما تركته لي، كتاب ما أو رواية، سحقا لا اريد ذلك، لقد حصلت للتو على رواية من عند ألمى لذلك الحصول على كتب أو روايات من الفتيات كثيرا قد يكون أمرا سيّئا -لا أعلم لماذا فكّرت في هذا في الأساس- ربّما لوحة فنيّة .

فتحت باب مكتبها في جناح الإدارة ثم سلّمتني علبة بلاستيكية بها "بسكويت أمريكي" منزلي الصنع على ما يبدو فأنا لم أرى أي مصنع قد يضع قطع شكولاتة بدلا من رقائق الشكولاتة لتزيينه، ثم قالت :

"لقد تركتْ هذا لك، انه حقّا لذيذ، فلتستمتع به" كان هناك العلبة خاصتها مفتوحة على المكتب، و قد أكلت بعضا من البسكويت الذي بداخلها . نظرت بإمتنان ثم قلت :

أوراق الشتاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن