الفصل الحادي و العشرون

109 14 4
                                    

كان الدرج يقود للطابق السفلي أو القبو على ما يبدو، لم نكن لنسمع أي شيء حين قطع سامر ذلك الصمت بهمسة في اذني .

"لو لم تكن لينا فاتنة جدّا لقلت أنها حفلة مملّة، خاصّة و ذلك الضخم و وحشه يجلسان هناك" .

نظرت إليه غاضبا لأطلب منه الصمت و عدم التعليق على الموقف و لو لوهلة، ثم فتحت لينا الباب و خرج صوت تلك الموسيقى الصاخبة و كأنه كان محبوس في الداخل .

"يا للروعة، لم أكن لأسمع شيئا قبل أن تفتحي الباب" قال شوقي بدهشة .

"عوازل صوتية" ردّت لينا بغرور و هي تدقّ على الحائط .

"سحقا، علي الحصول على أشياء كهذه في غرفتي" قال سامر .

دخلنا للقاعة الواسعة في الطابق السفلي، و وضعنا الهدايا التي أحضرناها مع كومة الهدايا الموضوعة هناك مسبقا، كان الجميع يرقصون و يغنّون مع أنغام الموسيقى في الوسط، لم يكن هناك الكثير من الحاضرين، دستتين ربّما، و لكن ليس عددهم ما فاجأني، بل من هم هؤلاء .

"مر... " قال مصطفى ثم أرفق متفاجئا "يا إلهي، أمير ؟"

مصطفى هو صديقي القديم -لا أعرف إن كان لا يزال كذلك-، أقصد أنني لم أره منذ سنتين، منذ تخرّجنا و افتراقنا من المدرسة الإعدادية، موستا كما نلقّبه، لأنه يشبه كثيراً موستا من مسلسل "دامو مستحيل"، طويل، أشقر، و الأكثر من هذا سخيف و ساذج، علاقتنا كان مجرّد خدمات متبادلة في الأوّل ثمّ تطوّرت إلى مستوى "أصدقاء مع فوائد" ثم أصبحنا نتسكّع كثيرا و لا نتحاسب كثيرا على تلك الفوائد، التقينا معا في المدينة في وقت سابق من الأسبوع الماضي و قال أنه سيأتي لحفلة لمّ الشمل و لكنه لم يفعل .

"من بين كلّ السفلة" همس سامر في أذني .

"أجل، من بين كلّ السفلة" أكدّت قوله .

كنّا نتهامس معاً بينما هو قادم نحونا ثمّ قال :

"ماذا بحقّ الجحيم قد أتى بك إلى هنا، هل تعرف لينا؟" .

لينا، تبّا، أين هي، نظرت في أرجاء الغرفة لأتفقد مكانها لأن الأضواء كانت خافتة و لكن مفاجأة أخرى، سحقاً، ألن يكف هذا اليوم من إخراج المفاجآت من جعبته؟ ... من عودة عبير اليوم بالذات إلى حلها للغز ثم التقاءنا مع لينا و موستا ثم الآن، ياسمين و ... ألمى ! .

"كلّا، لا أعتقد أنني أعرفها جيّداً" أجبت موستا ثم أرفقت "لكن، من كل الأماكن التي أتوقّع رؤيتك فيها ... هذا كان آخرها" .

"أنا أتبع المرح يا رجل، ظننتك تعرف هذا" أجابني و هو فاتح ذراعيه.

"لكن ..." و قد أزحت بنظري إلى ألمى و ياسمين ثمّ أومأت رأسي .

أوراق الشتاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن