الفصل السابع و العشرون

100 11 16
                                    

تحمّست لما قالت فسألتها بإستعجال .

"ما هي فكرتك؟" .

"أعتقد أنها ستكون غبية أمام فكرتك مهما كانت ... لذا ما هي فكرتك أنت؟" ردّت لينا بامتعاض .

"لا يمكنك فعل هذا" قلت بغضب ثمّ أضفت " لقد سألتك أولا" .

"كلاّ، أعلم أنني سأملي عليك فكرتي ثمّ تضحك على سخافتها في داخلك، و تقنعني أنها نفس فكرتك العبقريّة أو على الأقل أكثر سخافة ... منها " ردّت علي مهاجمة و أكملت "لذا لنقطع هذا قبل بدايته و ننتقل لفكرتك مباشرةً" .

"ربّاه، أنت مـ ... " حاولت الردّ ثمّ توقفت فنظرت إليّ محاولة استمالتي لإكمال الجملة فأستمرّيت "... معقّدة جدّا" .

"اوه ... حسنا، شكرا على ما أعتقد" ردّت بإبتسامة عريضة .

"لم تكن مجاملة أو شيء كهذا .." صارحتها .

"أعلم، أعلم ... إذن .. الفكرة، رجاءاً ..." ردّت على غير مبالية بما قلته .

"أحتاج إلى خيط" قلت بعجالة لأنسيها الأمر .

"مجدّدا ... يمكنك نزعه من وشاحك" ردّت بسخرية .

في هذه اللحظة كنّا مبتليّن بالكامل، كنت أحاول أن امنع أسناني من الاصطكاك من شدّة البرد، و لكن لينا و رغم أنها كانت ترتدي ملابس أقلّ مني فلم تبدي أي ردّ فعل للأمر، و كأنه شيء عادي .

"أريد شيئا أكثر متانة" قلت بصدق ثمّ أرفقت " .. خيوط الصوف ليست مبتغاي في هذه اللحظة" .

"أوافق نفسي لما قلته سابقا ... فكرتك سخيفة منذ الآن، فكما ترى لا يوجد لدينا خيوط متينة تتماشى و خطّتك العبقريّة، و لكن أعتقد أنك تحاول تعجيزنا فقط لأخبرك بفكرتي" ردّت علي و هي تحدّق بعينيّ محاولة تبيان كذبتي من عدمها.

"كلا، طبعا لا .." أجبتها فقاطعتني قائلة .

"مهلا، مهلاً ... خذ هذا" قالت و هي تسحب رباط حذاء الكونفيرس أزرق اللون خاصتها، ثمّ سحبت مجدّدا رباط الفردة الأخرى و أكملت و هي ترفع الرباطين عاليا "هل سيفي هذان بالغرض" .

"حتماً" ردّيت بدهشة، ثم حادت بنظرها بعيدا و وقع على سلّة القمامة في جانب الطريق على بعد عشرة أمتار من مكان وقوفنا . سكنت لبضع لحظات تفكّر في شيء ما .

"إذا تمكّنت من وضع أحدهما هناك" قالت و هي تشير بسبّاباتها لسلّة القمامة ثمّ أكملت "ستفعل ما أريده منك فعله طوال هذه الليلة" .

"ماذا؟" ردّيت متسائلا و الدهشة و الاستغراب على ملامحي .

"إنه رهان" أجابتني مركّزة على الهدف و كأنها كانت لتفعل ذلك بموافقتي أو بدونها .

أوراق الشتاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن