الفصل الواحد و العشرون

5.4K 193 63
                                    

" في بداية الحب تلمع العيون سعادةً و في نهايته تدمع العيون بكاءً "
حياة
مرت حوالي سنة على حالها هذا لم يتغير بها شيء سوى ازدياد حزنها شيءً فشيء ، لقد ذبلت عينيها اكثر و شحب وجهها اكثر اصبحت مثل النساء الهولنديات تماما ، اكملت دراستها الثانوية و الان هي سوف تبدء بمرحلة مختلفة من حياتها و هي المرحلة الجامعية لقد اختلفت كثيرا و كأنها ليست بحياة ، بعد زواج رهف و زين بذلت نفسها للكتب و الدراسة و تعلم اللغة الهولندية جيدا و لم تبالي بأحد ، و في تلك السنة تزوجت سها ايضا من عصام و انجبت فتاة جميلة ، انتقلت هي و عصام الى منزل جديد برغم اعتراضات سالي على تلك الزيجة و لكن عصام كان قويا كفاية ليقف ضدها
_ كان الطقس باردا كفاية لارتدي ثيابا سميكة ، مشطت شعري المبعثر ثم حملت حقيبتي و خرجت من المنزل و اغلقت الباب !
لم اتجه للجامعة أنا ذاك بل ذهبت للبحث عن عمل جديد بعدما طردت من ذلك المطعم مالكه سليط اللسان ، لم ابحث في الاماكن الصغيرة بل في الشركات لانني قد اكملت الثانوية و سوف احصل على عمل وفقا لمعرفتي بهولندا !
ركبت الحافلة ثم بحثت بحقيبتي عن فكة لاعطيها للسائق حتى التمست شيئا اردت دوما نسيانه وضعت ذلك الخاتم جانبا ثم سرحت لذلك اليوم :
قبل سنة
_ كان براق جالسا ببذلته الانيقة و مظهره الرتيب الذي عن غير عادته ، قد علمت انه تسلم املاك جده و عاد الى ديانته الغريبة كان يحجز المطعم كله ليكون في انتظاري كان ذلك بعد شهر من تلك الحادثة ، حادثة هروب زين مني !
جلست على الطاولة بتذمر و انا اقول " براق شتريد بسرعة احجي "
_ اخرج علبة لخاتم من جيبه ثم قدمها الي و فتح العلبة كان خاتما جميلا جدا و مميزا ذو تصميم خلاب تتوسطه زمردة براقة ، ضننت انه قد قدمها لطلب الزواج بي !
نهظت سريعا و انا غاضبة لاقول " كم مرة قلتلك ماريد ازوجك "
_ اظهر ضحكة عالية تظهر سخريته الشديدة لينطق قائلا " هذا الخاتم تصميم بنت عمي سوسن ، واني ماريد ازوجج اصلا ، انما داشوفج تصميمها لانه انتي راح تشتغلين مساعدتها لتخافين راح اقدملج مبلغ زين "
_ صدمت كليا بكلامه و كأنه ليس براق الذي كان مولعا بي و كأنه انسان آخر ، نطق بلرفض المباح فأنا لا اريد العمل مع فرد من عائلته ابدا حتى نهضت و اغلق زر سترته ثم ذهب و توقف ليضيف " هذا الخاتم راح اعوفا يمج حتى تبيعي بأيامج السودا "
ثم اكمل سيره و ذهب ، لما؟ تغير الناس حولي بسرعة تامة و كأنه ليس براق !
الان
ايقضني السائق من شرودي لينبهني عن وصولنا لمكان المقصود اعطيته الفكة ثم اغلقت حقيبتي و مضيت لاحدى الشركات كانو يريدون مساعدة للمدير و انا قدمت رقمي لديهم مسبقا و قد جائني اتصالا منهم عن قبولي بلوظيفة دخلت الشركة كانت جميلة جدا اجريت المقابلة و قد تم قبلولي بسرعة كان ذلك سهلا !
* * * *
سها
بعد زواجي من عصام و ولادتي لفتاتي الصغيرة ملاك ، تعرضت لمضايقات عدة من سالي ، الان هي تجلس قبالتي و تحتظن ابنتي و تداعبها و ترمقني بنظرات استحقار بين ثانية و أخرى ، تبا لها !
_ كان عصام جالسا بجانبي و نحن ننتظر فراغ امه لتتكلم عن الموضوع الذي جائت لاجله ، حتى تركت ملاك و اخبرتها بلذهاب للحديقة و العب فيها ، لتنظر الينا و تقول " تركينا اني و ابني وحدنا "
_ لم ابالي لها ثم حاولت النهوض و لكن عصام منعني و قال " سها زوجتي و بكل الاحوال راح تعرف بحجينا "
_ اغتاضت سالي ، لتكمل و هي لا تظهر الاهتمام بي " ليش متقبل تستلم ورثك من محمد يعني اني صالي سنين انتظرة يموت حتى احصل على الورث و اخر شي انت ترفضة ليش؟ "
_ قال سريعا " لاني ممحتاجة ، اني داشتغل بشركتي صح هي صغيرة بس راح اكبرها بلمستقبل "
_ نهظت بغضب لتقول " انت مثل ابوك ترفض النعمة "
_ ثم قال عصام " لذلك قتلتي انتي و محمد "
_ ارتبكت كثيرا لتنطلق خارجة من المنزل و هي بوضع حرج جدا ، بعد خروجها نهظت لازمجر بعصام غاضبة " ليش هيج حجيت ويا امك "
_ قال مبتسما " صدقيني امي متجي الة هيج "
_ و قالت و عينيها حزينة " اتمنى لو امي هنا "
_ قال مواسيا " اني متأكد انه فد يوم راح تلتقون سوى "
* * * *
براق
كنت جالسا في مكتبي حتى دخلت هي من باب المكتب كنت مستعدا للقائها لانني علمت بوجودها من المعلومات التي تركتها في اخر لقاء لنا لم نكن جيدين معا ، تمنيت لو انني احتظنتها ذلك اليوم لكنت افضل الان او الاسوء !
وقفت مطولا ثم جلست على المقعد الامامي ثم نطقت " اني احتاج هاي الوظيفة "
_ ابتسم بتكلف قائلا " تقدرين تبلشبن من اليوم "
_ اومئت بلموافقة ثم نهضت لتذهب ، و لكنها غير مستوعبة هذا اللقاء الجليدي لكليهما .
كان هو يتخيل لقائهما اسطوريا و ليس بهذا السوء ، ادارت مقود الباب حتى اضافت قائلة " حاليا انت مدير مشهور بشغلك "
_ اومىء بالايجاب من دون اضافة اي كلام !
خرجت من الباب لتجلس في مكتبها امام السكرتيرة فهي سوف تعمل كمساعدة للمدير اي تقوم بتحضير فناجين الشاي و القهوة و اي احتاجات له ، كانت تجلس بتملل و هي تقلب هاتفها كانت وصلتها رسالة من سها تطلبها على العشاء في منزلها ابتسمت لذلك لانها قد اشتاقت لاختها كثيرا ، و بعد ذلك جائها اتصالا من الاستاذ براق كما تسميه امرها بصنع فنجان قهوة سادة و بعد دقائق احضرت الفنجان ليقول " طبعي هاي الاوراق و سلميها للاستاذ أحمد خرجت من الغرفة و اكملت الطباعة طرقت خالد لادخل غرفة الاستاذ خالد كانت غرفة خلابة تصميمها عصري و جميل كان مكتبه يحتوي على انواع السيارات الجديدة و الدراجات النارية ، تفحصت الغرفة لم يكن بها احد وضعت تلك الاوراق على المكتب ثم اتجهت لاخرج حتى دخل شاب طويل كان هو !
هو بذاته كنت متفاجئة كثيرا و يتملكني الذهول فلاكثر من سنة لم التقي به و ها هو الان يقف امامي ، ابتسم ليقول " حياة واخيرا "
_ كنت مصدومة برؤيته هنا و خاصتا انني سمعت من سها انه سوف يتزوج و الان هو مختلف ملابسه عصرية و لديه عمل مرموق لقد تغيرت كثيرا يا خالد لطالما كنت رجل احلامي ، قال بأبتسامة " دورت عليج هواية و هسى انتي جيتيني من بعد مفقدت الامل "
_ تسائلات " انت صالك شكد هنا "
_ قال و هو يسمح لي بلدخول و الجلوس " صالي سنة و نص هنا فكرت اني اكدر اكمل حياتي بس مقدرت لانه انتي كنتي كل تفكيري "
_ ابتسمت بخجل ثم اكملت لاقول " دتتصل بلعراق دتعرف اخبارهم ، اجاب " صراحة لا اني مدا اتصل بلعراق من بعد وفاة امي و اختي "
_ تفاجئت لاقول " شلون"
_ كان يجلس امامي حتى اقترب و امسك يداي ليقول " كلهم ماتو بأنفجار و همة طالعين للسوق ، لذلك بعت البيت و كلشي و جيت ادور عليج "
في تلك اللحظة دخل براق منتزعا تلك اللحظة الرائعة ليقول بغضب " انسة حياة مو كأنه تأخرتي "
_ نهضت سريعا تركت الاوراق ثم اتجهت لمكتبي و انا افكر بعودة خالد الى حياتي التي اصبحت غاية في الملل مؤخرا !
* * * *
رئيكم حبايبي ❤💋
بدى شهر ديسمبر ❄⛄
انتو تحبون الشتاء ؟و شنو اكثر شي تحبو بي ؟ و ليش تحبون الشتاء؟ 🌼🍃

زواج أجباري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن