الفصل الثاني

2.4K 94 30
                                    

وكعادتهم دائما إذا تشجارا عن سوء فهم، يغضبان ويصرخان بوجه بعضهما ويشتمان بعد ذلك صمت مفاجئ يستمر لعشر دقائق وربما نصف ساعة بعدها يعودان لرشدهما ويوضحان الأمر لبعضهما ويضحكان.

لا يستطيع العيش ساعة بدونها وهي لا تقوى على أن لا ترى وجهه أو لا تسمع صوته ليوم كامل!

ومع ذلك فإن لهيب غيرتهما حارق ولطالما أذاهما، وسيبقى يؤذيهما حتى يتنازل أحدهما أو كلاهما عن كبرياءه، وطبعا هذا لا يحدث إلا في القصص الخيالية أما هنا فهذا مستحيل!

راحت تتامله خلال قيادته للسيارة، في البداية حاول أن لا يعيرها انتباها ولكنها أطالت التأمل فيه وبدأ يتشتت أثناء قيادته فقرر أن يشتتها بالمقابل فتحدث بنبرة ماكرة :

- بما تحدقين يا جميلة؟

عندها انتبهت أنها أطالت النظر قليلا... لا بل كثيرا!

أردفت بتوتر حاولت إخفاءه :

-ل لل لا شيء!

لم يكن ينظر لها ولكنها شعرت بنظراته تخترقها، تابع حديثه بنفس النبرة الماكرة اللعوبة :

- إذا كنت تريدين متابعة التحديق لا بأس ولكن أقله أخبريني بما تحدقين؟

هو على علم بأنها تحدق به وهي تعلم أنه يعلم ولكنه فقط يريدها أن تخرج بضعة كلمات لتريح غروره.

فما كان منها إلا أن نظرت له بحدة وادارت عينيها بعيدا وأخذ هو بالضحك بينما نما على محياها ابتسامة خجولة.

تحدثت وهي تحذر بإشارة من إصبعها السبابة بنبرة حادة تحاول إخفاء خجلها بها :

- حسنا سأقولها هذه المرة فقط ولكن ليكن في علمك أنها آخر مرة، كنت أحدق بك لأنك تبدو مثيرا أثناء قيادتك، واذا سألتني مرة أخرى لاحقا وتقاطع تحديقي سألكمك حسنا؟

علت ضحكاته واستطرد من بين ضحكه :

- لا تغضبي روكسي، إذا أنت لم تمتدحيني فمن سيفعل؟ بريتني مثلا؟

ذكر اسم بريتني فقط ليستشيطها غضبا لا أكثر وتبعت كلامه ابتسامة خبيثة استفزازية،

أجابت بنبرة محذرة وهي تحد النظر له :

- ولا أي امرأة - عدا والدتك وشقيقتك الصغرى طبعا- يحق لها أن تمدحك أو تغازلك بأي شكل من الأشكال، فقط أنا ولا أحد سواي، أتمنى أن فكرتي قد وصلتك سيد برادلي ويليام سيمبسون!

عندما ذكرت اسمه كاملا أيقن أنها لم تكن تمزح بأي طريقة كانت، بغض النظر عن طريقتها الشرسة الهوجاء إلا أنه قد شعر بالرضا لأنها تغار وتحبه بالتأكيد!

رد عليها مازحا محاولا أن يلطف الجو بعدما استفزها :

- حسنا يا روكسان كريستوفر جونز.

قلبٌ جامح | Wild Heart || B.W.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن