الفصل الخامس والعشرون

436 32 0
                                    

مضى يومان وروكسان لا زالت تحبس نفسها بغرفتها وتصرخ على كل من يطرق بابها، يومان وروكسان لا تزال تملك طاقة كافية للصراخ وهي لم تتناول لا ماءا ولا طعاما!

أخيرا أخبر جيف برادلي ليأتي الآخر وهو على أمل بأن لا تصرخ به كما فعلت المرة الفائتة.

طرق الباب بهدوء، لم يلبث ثوان إلا وارتعد بسبب صراخها :

- لا أريد أن اتسمم دعوني وشأني! 

تحدث براد بنفس الهدوء :

- هذا أنا، من تكرهينه! هل من الممكن أن تفتحي الباب؟

سمع بها تتحرك من خلف الباب وأردفت بنبرة باردة ولكن بصوت معتدل بدون صراخ هذه المرة :

- ما الذي تريده؟

ازدرد براد ريقه بصعوبة ثم أردف وهو يحاول التماسك :

- أريد أن أراك، لأعتذر، وقد مرت فترة طويلة ونسيت موضوع النجوم الخاص بنا، أنا أطالب بنجمة جديدة! 

عندما انتهى من كلامه سكنت هي وهدأت، كل ما كان يعصف بداخلها منذ قليل سكن للحظة، لكنه عاد ليثور ببطء فتحدثت بنبرة جافة :

- توقف عن الكذب، لقد نسيتني تماما لا تحاول حتى الكذب علي، وإكراما لأنك كنت صديقي سأفتح الباب ولكن بعد رحيلك. 

كلماتها مزقته من الداخل حرفيا، همس بصوت منخفض جدا بقرب الباب :

- شكرا لأنك كنت... كل شيء. 

لم يعي ما قال، صديقة أم حبيبة، اكتفى بكل شيء! كان ينوي إخبارها بما تذكر البارحة ولكنه عدل عن ذلك بعد ردها الحاد هذا، بالتأكيد لن تصدقه!

غادر بهدوء، سمعت ما قاله لأنها كانت تضع اذنها على الباب تنتظر مغادرته، أدمعت عيناها، إنه يكذب بالتأكيد يكذب! من المستحيل أن يكون ما قاله صدقا! إنه لا يتذكر أي شيء! كيف له بتذكر شيء كهذا؟ أجل بالتأكيد يكذب، لأنها لا شيء بالنسبة له!

مسحت دموعها بسرعة وفتحت الباب، دخلت كاترينا وهي تجر عربة ممتلئة بالأطعمة وفي أسفلها إبريق ماء وبعض أدوات المائدة وخرجت.

عندما كانت تغلق الباب رأت وجه أخيها جيفري القلق، اعتصرها قلبها ولكنها أغلقت الباب في النهاية، لم تتناول سوى كأس ماء وبعض قطع الفواكه، كل تفكيرها كان منشغلا بآخر جملة قالها برادلي.

هل فعلا كان يقصدها؟ أم أنه كان يسايرها حتى تفتح الباب فقط!

فتحت قفل الباب لتسمح لهم بالدخول والخروج فلم تعد تريد الصراخ وستعود للصمت التام، عادت لتدفن جسدها بين الملاءات والأغطية، ستعود للنوم حتى لا تفكر أو تشعر بأي شيء!

--------------------------------------------

لم يعلم أي أحد بالحديث الذي جرى تلك الليلة بين هانا وبرادلي وروكسان، تم إختصار الموضوع على أنها كانت غاضبة وصرخت بهما ولم يسأل أحد عن التفاصيل.

قلبٌ جامح | Wild Heart || B.W.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن