الفصل الحادي والثلاثون : النهاية

920 53 16
                                    

كان مستلقيا في سريره يحارب النوم لكي يتحرك، فجاة يسمع صوت الباب يفتح بهدوء وهمهمات وضحكات فأغمض عينيه سريعا ليمثل بأنه نائم، لم يلبث ليشعر بقفزات على السرير وصوت صراخ وضحكات فصاح بتذمر مصطنع :

- شارلوت جاين وماثيو توقفوا عن القفز!

قفزت شارلوت أصغرهم ذات الأربع أعوام في حضنه وعلى وجهها ابتسامة عريضة :

- هيا أبي لقد حان وقت الاستيقاظ، فاليوم يوم الحديقة!

ثم صاحت بحماسة وصاح الاخريان معها وقفزا عليه فتأوه وأخذ ثلاثتهم يضحكون فضمهم إليه بقوة وأخذ يعصرهم ليمازحهم فأخذ ثلاثتهم بالصراخ فراح يضحك عندها تذمر ماثيو البالغ ستة أعوام :

- هذا مؤلم أبي!

نظر له ببلاهة وقلد صوته :

- هذا مؤلم أبي *راحت الفتاتان تضحكان على ماثيو... عاد ليتحدث بنبرة مازحة* قفزكم علي آلمني أيضا! 

حاوطت جاين ذات الخمس أعوام ذراعيها حول عنق أبيها ثم أردفت :

- لقد ذكرت لنا أنك بطل، كيف لك أن تتألم؟! 

صمت قليلا ولم يجد إجابة، في هذه اللحظة دخلت الفتاة الكبرى إليزابيث البالغة من العمر عشرة سنوات وهي تحمل كتابا ولم تفارق عينيها الكتاب لحظة، انقذته!

استطردت :

- أبي وشارلوت وماثيو وجاين أمي تنتظركم في الأسفل. 

ترك الثلاثة الصغار السرير ووالدهم وانطلقوا راكضين يتسابقون للدور السفلي، تحرك وهو يتمطط ثم نظر للغلاف الخاص بكتاب ابنته والذي بدا ورقه قديما وعتيقا للغاية، أردف متعجبا :

- المسخ لفرانز كافكا... أتساءل أين وجدت الكتاب ألم ينقرض بعد؟!

حدقت بأبيها لثوان ثم أردفت باسمة :

- وجدته في مكتبة عمي آدم، أظنك لو تريد البحث عن النسخة الأصلية للأوديسة ستجدها في مكتبته! 

ابتسم لها وهما في طريقهما للنزول ثم أردف :

- أظنه كنز بالنسبة لك كما كان لوالدتك! 

عندها أردفت سريعا :

- ولا زال كنزا بالنسبة لأمي كذلك، ثق بي! 

ضحكت وضحك معها، وصل للمطبخ ليرى الصغار الثلاثة يجلسون ينتظرونه وهم يحدقون بأطباقهم بعيون متسعة، فطائر محلاة مع توت بري وعصير القيقب، فطورهم المفضل لأيام الاجازة! 

كانت روكسان تسكب القهوة في كوبين فناولته كوبه وقبلها قبلة الصباح، جلست إليزابيث والكتاب لا زال بيدها فقدمت روكسان وسحبت الكتاب من خلفها عندها تذمرت إليزابيث :

قلبٌ جامح | Wild Heart || B.W.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن